رئيس مجلس إدارة مجموعة بن الشيخ القابضة محسن الخوار : قطر بيئة محفزة للاستثمار
حوار – محمد الأندلسي
تصوير – إبراهيم العمري
كشف رئيس مجلس الإدارة لمجموعة بن الشيخ القابضة، محسن مبارك محسن الخوار، عن إطلاق فندق للضيافة في دولة سلطنة عمان الشقيقة، بمدينة صلالة التي تتمتع برونق خاص من بين مدن دول الخليج عامة، والتي تمتلئ بالسياح الأجانب والعرب ايضا قائلاً : «بدأنا الاستثمار في هذا الفندق منذ عامين وتم الانتهاء منه، وحاليا تبلغ معدلات الاشغال بالفندق بموسم الخريف نسبة 100%، حيث يقع الفندق في أفضل منطقة استراتيجية في مدينة صلالة، ويحتوي على 110 شقق فندقية، بعدد 10 طوابق، والفندق من نوع الاربع نجوم ولكنه يقدم خدمات الضيافة والخدمات الفندقية بمستوى الخمس نجوم".
ولفت الخوار في حديثه مع أملاك إلى أن الكثير من الفنادق العالمية قدمت عروضا للقيام بدور المشغل للفندق، إلا ان المجموعة أوكلت المهمة إلى شركة الضيافة للأجنحة الفندقية وهي إحدى شركات مجموعة بن الشيخ القابضة، مؤكدا ان هذا الاستثمار يعد استثمارا قطريا خالصا مائة بالمائة في دولة سلطنة عمان الشقيقة والتي قدمت كافة التسهيلات اللازمة لهذا المشروع، منوّها إلى توجه المجموعة إلى الاستثمار الخارجي بقوة خاصة في القطاع العقاري والصناعي خلال الفترة المقبلة وفي العديد من الدول الصديقة.
وأضاف الخوار قائلا: «فازت ايضا مجموعة بن الشيخ القابضة، بمزايدة لتدشين مشروع في العاصمة مسقط بسلطنة عمان، تنافست عليه كبرى الشركات الخليجية وانتزعته المجموعة بنجاح ساحق لما تمتلكه من خبرات تاريخية متراكمة، وهو مشروع سياحي من الطراز الأول، يقع على مساحة تبلغ اكثر من 100 ألف متر مربع قابلة للزيادة ويقع على البحر مباشرة، حيث يبلغ حجم الاستثمار المبدئي أكثر من 600 مليون ريال لوضع الأسس الإنشائية فقط، ومن المؤكد تضاعف هذا الرقم مع توالي المراحل المقبلة من المشروع الهائل، وسيضم المشروع العديد من الفنادق، ومجموعة من الاسواق السياحية والاسواق التراثية والتي ستقام على الطراز العماني الأصيل بشكل يشبه سوق واقف ولكن بنكهة عمانية، بالاضافة إلى المطاعم والمحال التجارية وأرقى العلامات التجارية العالمية والمسارح واماكن الترفيه وغيرها، كما سيتم استخدام كافة المواد المتواجدة بالبيئة العمانية من اخشاب وصخور ومواد بناء".
وأفاد الخوار بأن مجموعة بن الشيخ القابضة تضم تحت مظلتها نحو 15 شركة في مختلف القطاعات الاقتصادية تلبي احتياجات السوق، ويخدم هذا التنوع الثري توجهات المجموعة وايضا يصب في تحقيق المساهمة في بناء وتطوير الاقتصاد الوطني والمشاركة في التنمية الشاملة بدولة قطر، علاوة على ان المجموعة تعمل كطرف من أطراف الاقتصاد بالدولة ضمن رؤية قطر الشاملة 2030، بالاضافة إلى ان المجموعة منذ تأسيسها كانت تعمل دائما على ضمان توفير خدمات مميزة لعملاء الشركة بجودة والتزام، وتلبية كافة متطلبات السوق المحلي، والتطلع إلى ان تكون لدى المجموعة رؤية مختلفة وغير تقليدية عن المعمول بها في السوق المحلي، مما يؤكد تفرد المجموعة عن مثيلاتها الشركات الأخرى، سواء في المشاريع الحالية أو المستقبلية.
وأكد وجود حالة مستمرة من التفاؤل الكبير بتطوير التشريعات الاقتصادية في السوق المحلي، خاصة بعد الحصار الجائر على قطر، والذي بات مفرغا من مضمونه الاقتصادي بعد مضي نحو 18 شهر عليه، حيث شجعت قطر دور المنتج الوطني وتعضيده بقوانين مرنة، بالاضافة إلى ان قطر فتحت باب الاستثمار على مصراعيه في كافة القطاعات، عبر تطوير تشريعاتها مثل قانون تنظيم تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها والذي سيحدث نقلة نوعية في تاريخ القطاع العقاري القطري.
وأوضح ان القرارت والتشريعات جعلت من دولة قطر بيئة خصبة ومحفزة للاستثمار منفتحة للاعمال واكثر ومرونة وتنافسية، كما تعمل على استمرار تطور ونمو مختلف القطاعات الاقتصادية مؤكدا ان قانون تنظيم استثمار رأس المال غير القطري في النشاط الاقتصادي يعمل على استقطاب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى مختلف القنوات الاستثمارية بالسوق المحلي ويرفع من معدلات تدفق السيولة الاجنبية.
بيئة محفزة
و من جهته حدد السيد حسن محسن الخوار نائب رئيس مجلس الادارة ثلاثة عناصر لنجاح المشروع قائلا: «وجود خطة دقيقة ومحكمة للمشروع، والسيولة والدعم المادي المتوافر لاكتمال خطوات المشروع، والدعم المعنوي والفني ليحفز كافة عناصر الموارد البشرية لتنجز مهامها على اكمل وجه».. منوّها إلى ان المجموعة اعتمدت منذ تأسيسها على ربط توجهات الشركة، بتغيرات السوق المحلي والعالمي، وهذا من اسرار مواصلة تحقيق النجاح، ان تكون الاستثمارات متأقلمة بشكل دائم مع تطورات ومتغيرات السوق بشكل مرن، لاسيما مع تطور السوق والاقتصاد القطري منذ اربعون عاما وحتى اليوم، وقد امتلكت مجموعة بن الشيخ القابضة، المرونة الكافية والحنكة الكاملة والخبرة المتراكمة، لتواكب كافة التغيرات بشكل مميز، والتي أهلت الشركة للاستمرار والتطور عاما تلو الاخر."
وحول تأثر المجموعة بالحصار الجائر على قطر، أكد الخوار نجاح الحكومة الرشيدة تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في إدارة أزمة الحصار الجائر باقتدار والتخلص من أي تبعات سلبية على السوق المحلي بصورة سريعة، كما ظهرت أهمية دور البنوك خلال الحصار الجائر على قطر، في دعم القطاع الخاص، واستمرارية المشاريع المختلفة، وارتفاع مستويات التسهيلات الائتمانية والتمويلات اللازمة للمستثمرين.
40 عاما
من جانبه قال الرئيس التنفيذي للمجموعة، زيد جبارة: «تحتفل مجموعة بن الشيخ القابضة، هذا العام بعيد ميلادها الأربعين، فهي قد تأسست ، على يد السيد محسن مبارك الخوار، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس المجموعة، وذلك بعد الخبرة الطويلة في مجال التجارة واستثمار العلاقات الممیزة مع شركاء العمل فكانت بن الشیخ القابضة، واكتسبت المجموعة السمعة الطيبة في الاوساط الاقتصادية وبيئة العمل في قطر ودول المنطقة ايضا، وعمل هذا على مضاعفة الشركة من حجم التزامها ومهامها".
وكشف جبارة عن توجه المجموعة للإدراج في البورصة القطرية حيث تمتلك الشركة دراسة دقيقة للانتهاء من كافة التفاصيل بشأن الادراج في بورصة قطر.. وقال: «نعمل قبل اتخاذ خطوة الادراج ان يتم الاستحواذ على بعض الشركات الأخرى التي تفيد المجموعة، إضافة إلى دمج بعض الشركات الأخرى، بحيث يستطيع المستثمر والمساهم فيما بعد التعرف بصورة دقيقة على شركات ومشروعات وتوجهات المجموعة بشكل واضح، خاصة وان المجموعة هي قصة طموح لا تعرف الحدود".
وأكد ان السوق المحلي يمتلئ بالفرص الاستثمارية في كافة القطاعات، منوّها إلى ان السوق يبحث عن المستثمر الذكي الشجاع، القادر على استغلال هذه الفرص والتي لديها مردود ايجابي على الجميع.. مضيفا:«نحن دائما ننظر إلى شركاتنا إلى انها اشجار مثمرة نعطيها الرعاية الكافية فتعطينا الغلال الوفيرة بثمار ناضجة "
استثمارات متنوعة
وأوضح ان المجموعة تعمل على تدشين ابراج بن الشيخ الموجودة في تقاطع رمادا بشارع سلوى، بتكلفة تتراوح ما بين 500 مليون ريال إلى 600 مليون ريال، وهي لازالت تحت الإنجاز، وتحتوي على نحو 500 شقة فندقية، وعلى ارتفاع 22 طابقا، وستكون هذه الأبراج الأكثر ارتفاعا في طريق سلوى، وسيتم اكتمال المشروع بنهاية 2020، بالاضافة إلى مشروع قيد الانشاء وهو مشروع مول عين خالد المتكامل، والذي سيشمل كافة العلامات التجارية المختلفة، والمكاتب الايجارية وسيتم الانتهاء منه في عام 2020، ولدى الشركة أيضا مشروع أسواق أبو هامور التجاري 1 و2 و3 و4، والتي تضم اكثر من 300 محل تجاري، وتم الانتهاء من أسواق أبو هامور 1 و2، وجاري العمل على الانتهاء من أسواق ابوهامور 3 و4.
وشدد على ان السوق القطري يمتلك فرصا استثمارية لتدشين المزيد من المجمعات والمولات التجارية، خاصة وان المولات اصبحت هي مكان التسوق المفضل للكثير من المتسوقين، نظرا لما تحتويه من وسائل ترفيه للاسرة والاطفال بجانب السلع وكافة المنتجات والاحتياجات الغذائية والاستهلاكية التي تهم جميع الأفراد والخدمات الأخرى الموجودة في المولات.
ولفت إلى ان الاستثمار العقاري في السوق المحلي يعد من أفضل الاستثمارات الذي يحقق عائدا استثماريا مجزيا، بالاضافة إلى قدرته على تحقيقه لنقطة التعادل وعودة رأس المال بأكملها خلال عدة سنوات قليلة تصل إلى 5 سنوات وتختلف مع اختلاف حجم المشروع، وبعدها يحقق المشروع العقاري ربحا صافيا يصل إلى 25 في المائة سنويا، متوقعا ان يشهد العام الحالي 2019، خاصة في النصف الثاني من العام، طفرة عقارية مميزة، تتمثل في الارتفاع التدريجي دون توقف حتى اكتمال دورة العقار المرتفعة التي تصل إلى 5 سنوات، مشيرا إلى ان العائد الاستثماري في القطاع العقاري يعد الأعلى بين الشركات التي تضمها المجموعة.
وأكد جبارة ان دول الحصار كانت تستهدف ضرب العقار القطري في مقتل، حتى لا تقوم له قائمة مرة اخرى، إلا ان السحر انقلب على الساحر، وتكبدت دول الحصار خسائر فادحة، مع وصول القطاع العقاري بدول الحصار إلى ادني مراحله، لافتا إلى انه حال انتهاء الحصار الجائر على قطر، سيكون مواطني دول الحصار هم اسرع المستثمرين اقبالا على القطاع العقاري القطري، مما يؤكد قناعاتهم بمدى قوة الاقتصاد القطري وما يمثله القطاع العقاري القطري من وفرة بالفرص الاستثمارية الناجحة لهم، مشيرا إلى ان دول الحصار هي من منعت مواطنيها من الاستثمار في دولة قطر، علاوة على الاستفزازات التي تعاملت بها دول الحصار مع المستثمرين القطريين، في المقابل لم تقم دولة قطر بتطبيق مبدأ المعالملة بالمثل، ولم تمنع المستثمرين من دول الحصار من التمتع بالحصول على العوائد الاستثمارية من استثماراتهم في قطر، أومتابعة استثماراتهم ايضا.
واشاد بالطفرة الكبيرة التي حققتها الشركات الوطنية خاصة في قطاع الصناعة الغذائية وظهور المنتج الوطني على الساحة كمنافس قوي، وتغطية السوق المحلي بصورة كبيرة في مختلف المنتجات الغذائية، وغير الغذائية، والتطلع مستقبلا إلى التصدير للخارج، مع الاهتمام بالجودة بصورة دقيقة للغاية، مشيرا إلى ان مضاعفة المجموعة لخطوط انتاجها خلال فترة الحصار بنسبة 100 في المائة حيث تمتلك المجموعة 3 مصانع بمنطقة الصناعات الصغيرة والمتوسطة وهي مصنع مصانع بن الشيخ لتشكيل وتقطيع الحديد ومصنع الحمرا للالومنيوم والزجاج ومصنع للمسامير.
عقارات وحديد
وحول الشركات التي تضمها المجموعة أوضح قائلا: «تضم المجموعة تحت مظلتها شركة بن الشيخ للتطوير العقاري، والتي تأسست في عام 2004، وفقا لمتطلبات السوق العقاري والذي شهد خلال هذه الفترة نموا منقطع النظير، حيث بدأت الشركة بشراء وتشييد وبناء العقارات السكنية والتجارية والادارية، واعتمدت على خبراتها المتراكمة في هذا المجال لتصل إلى مصاف الشركات العقارية الرائدة في قطر، في ظل ارتكازها على فريق عمل متخصص في مجال العقارات، والذي ساهم بشكل فعال في ادائها المتميز خلال السنوات الماضية، علاوة على اهتمام الشركة بنوعية الخدمات المقدمة للعملاء، حتى اكتسبت الشركة رضا وثقة العملاء واقترن اسمها بالسمعة الجيدة والتميز، بالاضافة إلى امتلاك المجموعة مصنع بن الشيخ لتشكيل الحديد والذي قد تأسس في عام 2007 لتلبية إحتياجات السوق القطرى لتشكيل الحديد، وتعد الشركة من اكبر الشركات الثلاث العاملة في السوق وتتخطى حصتها في السوق المحلي 35%، حيث يدار المصنع من طرف فريق متخصص ذو خبرة عالية و يعتمد في خطوط الإنتاج على أحدث الأجهزة والمعدات المواكبة للتطور التكنولوجى في هذا المجال، علاوة على الالتزام بالدقة في كافة المراحل، لاسيما وان عملاءنا من اكبر الشركات في قطر، كما يطمح مصنع بن الشيخ لتشكيل الحديد إلى المساهمة في عجلة الإنتاج والتنمية الاقتصادية التي تشهدها دولة قطر بأكبر قدر ممكن، حيث يعتمد في عمله على قاعدة بيانات تضم أهم وأكبر الشركات العاملة في مجال البناء والتشييد في الدوحة".
معدات ومقاولات
وأضاف جبارة: «هناك أيضا شركة بن الشيخ للمعدات الثقيلة، والتي تمتلك أسطولا يتجاوز 120 معدة ثقيلة متنوعة، ورافعة متحركة من حجم 25 طنا إلى 150 طنا، بالإضافة إلى عدد كبير من معدات الحفر ، وتقدم الشركة أفضل الخدمات من خلال طواقمها المدربة على التعامل مع هذه المعدات المرخصة من طرف شركة قطر للبترول وكبرى الشركات الوطنية بالدولة، وذلك مع وجود أطقم متخصصة ومدربة بشكل ممتاز، وخدمات عالية الجودة وأسعار تنافسية، وفريق صيانة متميز لضمان أداء فعال للمعدات، فضلا عن العمل في أصعب الظروف والمقدرة على مواجهة الظروف الطارئة بما فيها إستبدال المعدات بإسرع وقت، وايضا لدينا شركة بن الشيخ للمقاولات ومواد البناء وهي فرع من مجموعة بن الشيخ القابضة وتأسست عام 2005، وذلك وفق رؤية واضحة لمستقبل العقارات في دولة قطر التي شهدت تطوراً ملحوظاً في مجال المقاولات والبنية التحتية، ونفذت الشركة عدداً من المشاريع السكنية والإدارية والصناعية، حيث أصبحت شاهداً على مدى النجاح الذي حققته الشركة في فترة وجيزة، في ظل امتلاك الشركة للعمالة الماهرة والمدربة بشكل احترافي، كما أن لديها المعدات اللازمة لتنفيذ المشاريع الكبيرة كالسيارات والحفارات وكامل عدة البناء، وتتميز الشركة بجودة العمل والدقة في مواعید التسلیم وتطبیق متطلبات الأمن والسلامة وفق المعاییر المتبعة في دولة قطر".
وأشار جبارة إلى وجود غير المتخصصين على السوق اجتذبتهم الطفرة المستمرة بالسوق القطري في قطاع البناء والتشييد والانشاءات، دون ان يقوموا بدراسة الجدوى الاقتصادية لمشروعاتهم، أو دراسة المنافسين، أو نسب الطلب والعرض بالسوق المحلي، وهذا عمل على تكبد الدخلاء خسائر، بسبب توقف معداتهم عن العمل وعدم وجود طلب عليها، خاصة وان كل مرحلة من المشروع تتطلب معدات مخصصة لها، خاصة مع استمرار المشاريع المختلفة التي يتم تنفيذها بالدولة، مؤكدا أهمية دراسة الجدوى الدقيقة في كافة المشاريع قبل الاقدام عليها، وقراءة معطيات السوق بصورة دقيقة.