قطر ضمن قائمة أفضل وجهات السياحة الحلال عالميا
ترجمة- نورهان عباس:
أظهر المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية (السياحة الحلال) الصادر عن «ماستركارد» و«كريسنت ريتنج» أن قطر ضمن أفضل وجهات السياحة الحلال عالميا حيث حلت في المرتبة السادسة عالميا في كلا من سهولة الوصول والابتكار والمرتبة السابعة من حيث بنية تكنولوجيا الاتصالات والمرتبة الـ12 عالميا على مستوى تصنيف المؤشر العالمي الذي يضم 130 وجهة مختلفة حول العالم من بينها 48 وجهة ضمن منظمة التعاون الإسلامي، و82 وجهة من خارج دول منظمة المؤتمر الإسلامي.
وقال التقرير العالمي، إن هذه الوجهات ومن بينها قطر تمثل أماكن السفر والسياحة المفضلة عند الغالبية العظمى من الزوار المسلمين سنوياً، حيث تقوم تلك الوجهات في الأغلب بتلبية احتياجاتهم الترفيهية، وتخدم في الوقت ذاته تقاليدهم وعاداتهم الدينية، كما تراعي عدة عوامل مميزة، تجذب بها السائحين المسلمين من حول العالم، مثل: الثقافة والمتغيرات الديموغرافية والميزانية ايضا.
وتوفر وجهات السياحة الحلال أماكن مخصصة للترفيه للنساء معمنع وجود الخمور ولحم الخنزير في الطعام وإيجاد أماكن ملائمة للصلاة مع أنشطة ترفيهية وسياحية عائلية.
ووفق المؤشر فقد جاءت قطر ضمن قائمة الدول الأكثر تقديما لخدمات سياحية وفق الشريعة الإسلامية، إضافة إلى توفيرها لعوامل جذب سياحي متفردة للسائحين من المسلمين وعائلاتهم، للاستمتاع بفترات إجازة ممتعة شاملة لعدة جوانب ترفيهية وتثقيفية مختلفة.
ومن بين الدول الـ48 التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي شملها التقرير، استطاعت قطر أن تحتل المركز السادس إسلامياً بين دول منظمة التعاون الإسلامي، بسبب تفوقها في عدد من الخدمات التي خضعت لتقييم المؤشر العالمي، ومن بينها سهولة الاتصالات وتقديمها لتكنولوجيا رائدة للسائحين المسلمين من حول العالم، مما يجعل رحلتهم لها أكثر إمتاعاً.
وقال التقرير، إن قطر توفر تجربة رائعة للمسافرين من المسلمين وأسرهم، إضافة إلى انتشار العديد من وسائل الراحة والمطاعم الحلال للزوار المسلمين في كل مكان بالبلاد، مع توفير وسائل اتصال رخيصة ومريحة للزائرين في قطر مع بلدانهم الأصلية وحول العالم.
ووفق المؤشر فإن الوجهات غير التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي نجحت أيضاً في الارتقاء بمستوى تصنيفها وجاء ذلك التقدم بالأساس من خلال تحسين تلك الدول لخدماتها الجاذبة لزوار سوق السفر الإسلامي، وتوفيرها لمجموعة واسعة من الأماكن التي تلبي احتياجات العائلات المسلمة بكافة شرائحها.
وقال التقرير: «السكان المسلمون في العالم متنوعون وموزعون جغرافياً على قطاعات ودول وهم من الشرائح الأساسية التي تحب السفر حول العالم، وتختار بعناية الوجهات التي تناسب احتياجاتهم هم وأسرهم».
ويقيس المؤشر العالمي سهولة الوصول معتمدا على المرونة التي تتمتع بها متطلبات التأشيرة وتوافر وسائل النقل، وتميزت قطر في تلك النقطة بالتحديد بعد القرار المذهل الذي اتخذته البلاد العام الماضي بإتاحة دخول السائحين من 88 دولة حول العالم دون تأشيرة مسبقة، الأمر الذي جعلها واحدة من الوجهات المفضلة، الأكثر طلباً بين السائحين المسلمين.
ويعد استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022 عامل جذب رئيسيا للزوار المسلمين من منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وحول العالم للبلاد، خاصة وأنها ستكون البطولة الأكبر والأولى من نوعها، التي تقام في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي سيسعى ملايين المسلمين من عشاق رياضة كرة القدم في دول مجاورة أو بعيدة عن قطر إلى القدوم للبلاد والاستمتاع بالبطولة العالمية الأكبر بحلول ذلك العام.
كما تتمتع البلاد وفقا للتقرير ببنية تحتية مذهلة، مع توافر مجموعة واسعة من المنشآت والمساجد والمناطق الترفيهية العائلية أيضا .
وعالمياً، احتلت ماليزيا المرتبة الأولى كونها الوجهة الأكثر جذباً في سوق السياحة الحلال ، كما فازت قارة آسيا بنصيب الأسد من مجموع الدول الواردة في التصنيف.
وقال التقرير عن التقدم الماليزي المستمر اللافت للنظر: «تستمر ماليزيا في تصدر المؤشر للسنة الثامنة على التوالي، حيث تمكنت الوجهة من الحفاظ على المركز الأول باعتبارها واحدة من أفضل الوجهات للمسافرين المسلمين، من حيث المعايير المختلفة التي تم تحليلها».
وبصفة عامة تتمتع وجهات منظمة التعاون الإسلامي ومن بينها قطر وماليزيا بميزة واضحة على المؤشر، بسبب سهولة الوصول إلى المرافق الإسلامية المناسبة فيها، وشعور العائلات المسلمة بالألفة عند التواجد فيها، مع إتاحة تلك الدول لأماكن خاصة ومطاعم ومتنزهات تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ومن بين الدول التي استطاعت تحقيق مراكز متقدمة رغم أنها دول غير إسلامية، ومن خارج منظمة التعاون الإسلامي كانت اليابان وتايوان، اللتان استطاعتا تحقيق تحسن كبير هذا العام في مكانتهما جنبا إلى جنب مع هونغ كونغ.
ويرصد التقرير مجموعة من الدوافع الرئيسية لنمو سوق السياحة الحلال، والتي تستمر في تشكيل معدلات النمو السريع لسوق السياحة الحلال العالمي، ومنها:
أولاً: تزايد السكان المسلمين: فلا يزال المسلمون هم الأسرع نمواً في العالم، مع وجود ما يقرب من واحد من كل أربعة أشخاص في جميع أنحاء العالم من المسلمين. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يزيد عدد المسلمين حول العالم ليصل إلى نحو 2.8 مليار أو ما يقرب من واحد من كل ثلاثة أشخاص في جميع أنحاء العالم، ممن يدينون بديانة الإسلام وغالبيتهم من قارة آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.
ثانياً: تنامي الطبقة المتوسطة أو ذات الدخل المعقول نسبياً: فالطبقة الوسطى الإسلامية تواصل الزيادة في الوجهات الرئيسية التي تضم أغلبية مسلمية مع وجود عدد كبير من المسلمين في دول الخليج وإندونيسيا وماليزيا، وتلك الدول والمناطق تشكل قطاع رئيس ولا غنى عنه في سوق السياحة الحلال.
وهناك مجموعة من التطورات الأخرى في هذا العامل أيضاً، ومنها على سبيل المثال الطبقة المتنامية من الكوادر البشرية من المسلمين المهرة ممن يتم التهافت عليهم للعمل في الخارج في دول أوروبا الغربية وأميركا الشمالية، حيث يتمتع هؤلاء بدخل مرتفع نسبياً وقدرة أكبر على السفر والسياحة في عدة دول حول العالم، ومنها دول السياحة الحلال والمراكز الرئيسية لسوق السفر الإسلامي الرئيسية بالطبع.
وهناك أيضاً عامل زيادة عدد النساء المسلمات في المناطق الحضرية في جميع أنحاء العالم، وهذا يؤدي إلى تأثير اقتصادي أقوى مع ارتفاع قاعدة المستهلك المسلم العامة على المدى الطويل.
ثالثاً: السكان المسلمون الأصغر سنا: فالمسلمون هم أيضاً أصغر شريحة من حيث الفئة العمرية بين جميع المجموعات الدينية الرئيسية الأخرى، مع وقوع أغلبهم في متوسط عمر 24 سنة إلى 39 سنة. وهؤلاء هم جيل الألفية والشباب المسلمين الواعدين، و يقبل عدد كبير منهم على تجربة العيش والسفر إلى دول أخرى غير بلدانهم الأصلية، كما أن العديد منهم بدأ في تشكيل أسر جديدة ولعب دور الأبوة والأمومة، مما يجعلهم متحمسين للسفر لأماكن ووجهات حول العالم في أطفالهم الجدد، وهم يشكلون مستقبل قطاعي السياحة والضيافة في سوق السياحة الحلال والسفر الإسلامي، مع إقبالهم على تجربة الخدمات السياحية الجديدة والفريدة من نوعها، على عكس الشريحة الأكبر سناً من المسلمين وعائلاتهم، ممن يميلون بصورة أكبر إلى الاستقرار في مكان واحد لفترة طويلة.
رابعاً وأخيراً: زيادة إمكانية الوصول إلى معلومات السفر: حيث تواصل وسائل الإعلام الاجتماعية الحديثة لعب دور مهم وحيوي للغاية في تشجيع المزيد من المسافرين على اعتناق تجربة السفر حول العالم، ويقبل المسلمون بصفة خاصة على استخدام تلك الوسائل، والاستفادة منها في الحصول على أفضل عروض أسعار ومعلومات عن الوجهات التي يمكنهم السفر إليها بسهولة.
ويوضح المؤشر العالمي، أن الوجهات الرئيسية في سوق السياحة الحلال ومن بينها قطر باتت تكتسب زخما سريعا في عام 2019 مقارنة بما قبله. ففي عام 2017، على سبيل المثال، كان هناك ما يقدر بـ131 مليون زائر مسلم من كافة أنحاء العالم في هذا السوق الكبير، إضافة إلى الوافدين على الدول الإسلامية للعمل أو ما شابه ذلك من جميع أنحاء العالم أيضاً، وذلك ارتفاعًا من نحو 121 مليون زائر مسلم من جميع أنحاء العالم في عام 2016.
وحسب المؤشر ، فمن المتوقع أن ينمو هذا الرقم الضخم ليصل إلى 156 مليون زائر مسلم حول العالم بحلول عام 2020، وهم يمثلون ما يصل إلى 10% من مجمل سوق السفر السياحي العالمي.
ولفت المؤشر إلى أن وجهات سوق السفر الإسلامي الأكثر مراعاة لمعايير نمط حياة المسلم الحديث ستكون هي الأكثر جذباً وربحاً على المدى الطويل لقاعدة كبيرة من المسافرين المسلمين الجدد، ممن يتمتعون بفكر ورؤية عصرية لوجهات السفر التي يفضلونها.
وأضاف المؤشر: «سوق السياحة الحلال سيستمر في النمو والتطور بسرعة وسط بيئة متغيرة، باعتباره واحداً من أكثر الأسواق السياحية في العالم نموا ، والوجهات، والشركات والكيانات المرتبطة بالسفر تحتاج إلى استباقية تطوير استراتيجيات للمشاركة وجذب هذا القطاع إلى وجهاتهم».
واستطرد: «سوق السياحة الحلال يسير في طريقه لمواصلة نموه السريع ليصل إلى التحول لصناعة عالمية تقدر بنحو 220 مليار دولار بحلول عام 2020. ومن المتوقع أن ينمو بنحو 80 مليار دولار أخرى ليصل إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2026».
واختتم التقرير بقوله: «الدول التي تقدمت على مؤشر السياحة الحلال ينتظرها مستقبل واعد في جذب المزيد من الزائرين المسلمين على المديين القصير والطويل، بشرط مراعاة احتياجات المسافر المسلم الشاب، وكذلك توفير متطلبات العائلات المسلمة، ومواكبة تطورات الزائر المسلم الرقمي، الذي يفضل اختيار وحجز كل تفاصيل رحلته عبر شبكة الانترنت».