جسور المشاة .. تحف فنية..ومعالم تزين شوارع الدوحة
كتب - محمد عبد العزيز
خطوات راسخة تخطوها جهات الدولة الحكومية نحو تأكيد البصمة المعمارية الخاصة التي تعكس التراث والهوية القطرية ممزوجة بالروح العصرية والحداثة، تجيد نقشها ببراعة في المباني الحكومية والطرق وملاعب كأس العالم 2022 وحتى جسور المشاة، التي أضحت تحفا فنية تفرض نفسها على الطرق والشوارع، محققة مرادها بأن تكون معالم للعاصمة الدوحة، وليست فقط ممرات لعبور المشاة.
(50) موقعاً لعبور المشاة، تم اختياهم كمواقع هامة وحيوية لانطلاق الخطة الشاملة لمعابر المشاة في دولة قطر، حيث عكفت الإدارات المختصة من الوزارات المعنية على اختيار المواقع وفقاً لمسح ميداني أجري على عدة مواقع عالية الكثافة من المستخدمين العابرين للطرق، حيث أجرت إدارة النقل البري من "المواصلات" والإدارة العامة للمرور من "الداخلية"، وهيئة الأشغال العامة "أشغال" واللجنة الوطنية للسلامة المرورية، دراسات عديدة لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للسلامة المرورية، لاسيما تمهيد الطريق أمام التنمية الشاملة للمدن والمناطق.
وبحسب السيد راشد طالب النابت، وكيل الوزارة المساعد لشؤون النقل البري بوزارة المواصلات والاتصالات فإن خطة إنشاء جسور المشاة على مستوى المناطق، والتي حددت (50) موقعاً، تعتبر خطة مرنة ومتجددة وقابلة للزيادة، وذلك بحسب الاحتياجات واستجابة للنمو الاقتصادي والسكاني الذي تشهده الدول.
وأوضح النابت، أن مواقع الجسور تم تحديدها بناءً على أكثر النقاط خطورة على المشاة (Black Spots) والتي يتعرض فيها المارة والعابرين للطرق لحوادث دهس مروري متكرر، موضحاً أن بعض الجسور تكون بمثابة معالم للمناطق في الدوحة وليست فقط جسور للمشاة، وقد أخذنا هذه المعابر في عين الاعتبار بحيث تخدم المشاة والدراجات الهوائية وذوي الاحتياجات الخاصة، من حيث المسارات الخاصة والمصاعد، مؤكداً أن سلامة الأرواح والممتلكات هي أولوية بالنسبة لخطة جسور المشاة في الدولة.
وأكد النابت أن إنشاء جسور المشاة يأتي بالتنسيق بين الإدارات المعنية لتحقيق التكاملية والتعاون، حيث لا يتم إنشاء جسور المشاة إلا بعد إتمام الطريق نفسه، مضيفا : "لا يمكن أن ننفذ معبرا بدون طريق، حتى لا نهدمه ونعيد بناءه مرة أخرى، ويجب أن يكون متزامناً مع إنجاز الطريق نفسه".
وأضاف أن الدراسات التي أجريت على مستخدمي جسور المشاة أخذت بعين الاعتبار حقوقهم في العبور بجميع فئاتهم وأحوالهم، مثال على ذلك: يضمن تصميم جسر المشاة الحق في عبور كبار السن، راكبي الدراجات الهوائية، ذوي الاحتياجات الخاصة، كما يحقق التصميم الداخلي أعلى معايير السلامة والأمان للمستخدمين.
وأكد النابت أن معابر المشاة على مستوى الدولة تمنح حافزاً قوياً للممارسة الرياضة بأنواعها، حيث تشجع الراغبين في ممارسة رياضة المشي، الجري، الدرجات الهوائية، في الأماكن المفتوحة والحيوية فيما تتضمن خطة عبور المشاة على مستوى المناطق في قطر 26 جسرا ونفقا، و24 مسارا على مستوى الطرق تغطي جميع التقاطعات والأماكن المهمة والموازية للطرق، وتشجع الناس على المشي، ويسهل الوصول إليها.
وأضاف النابت أن هذه الخطة أنتجت 3 أنماط رئيسية لتصميم المعابر الخاصة بالمشاة وهي التقليدي والحديث والعام بالإضافة إلى الأنماط المميزة، كما تم تحديد عدد من المواقع ذات الطابع الخاص مثل حديقة الدوحة الكبرى ومنطقة اسباير زون لتكون جسور ذات طابع خاص بمعنى أن تلك الجسور سوف تكون من معالم مدينة الدوحة.
وأكد خبراء أن الطرق والبنية التحتية ومعابر المشاة تؤكد إلمام الدولة باهتمامات السكان والزوار أيضاً، حيث يحتاج الزائر والسائح إلى خيارات مختلفة للتنقل بين المناطق شمالاً وجنوباً، أو العبور بين ضفتي الطريق الواحد دون معاناة، كما وفرت الجهات المعنية خلال السنوات الأخيرة المزيد من الأنفاق والجسور التي تسهل حركة النقل، إضافة لاختصار زمن الرحلات للتنقل بين مواقع الجذب السياحي وأماكن المجمعات التجارية الكبرى والأسواق.