لقاءات

ناصر الخلف المدير التنفيذي ومالك مزرعة «أجريكو»: قفزة 50% بالإنتاج الزراعي في 2019

 

رصد ناصر أحمد الخلف المدير التنفيذي ومالك مزرعة «أجريكو» ارتفاع شهية المستثمرين تجاه الاستثمار بالقطاع  الزراعي نتيجة حزمة من العوامل أبرزها: تركيز الدولة على تحقيق الاستقلالية الاقتصادية عبر دعم خطط الاكتفاء الذاتي الأمر الذي أفضى إلى توسع كبير في زراعة كافة المحاصيل الزراعية،  إلى جانب تيسير الحصول على الخطوط الائتمانية والتسهيلات التمويلية المقدمة من البنوك للقطاع الزراعي ، بالإضافة إلى تألق المنتجات الزراعية الوطنية وتوسع تسويقها محليا وتفضيلها من قبل المستهلكين خاصة أنها تتميز بإسعار تنافسية وتصل طازجه إلى الأسواق، علاوة على العائد الجيد الذي يحققه الاستثمار الزراعي لاسيما أن الزراعة قناة استثمارية جديدة وفرت فرصاً بديله للأستثمار قياساً على القنوات الاستثمارية التقليدية مثل العقار والبورصة وغيرها، مؤكداً أن هناك رغبة متزايدة للمستثمرين للتوسع في القطاع الزراعي.

وأوضح الخلف لـ «أملاك» أنه تم توزيع نحو 10 أراضٍ زراعية جديدة في منطقة مكينس خلال العام الجاري بمساحة إجمالية بلغت مليون متر مربع وبواقع 100 ألف متر مربع لكل مزرعة، وهو ما يؤكد زيادة وتيرة الإقبال على الزراعة والاستثمار الزراعي ومؤشر مهم يعكس اهتمام دولة قطر بالقطاع الزراعي والمزارعين، متوقعاً أن يسجل الانتاج الزراعي نموا يفوق 50% خلال العام الجاري نظراً للتوسع الملحوظ في المشاريع الزراعية بالسوق المحلي، مشيراً إلى ان مزرعة أجريكو تستهدف النمو والتوسع وتواصل مسيرة إنتاجها بأكثر من 7 أطنان يومياً من مختلف الخضراوات ،  وتباشر حاليا تطوير تكنولوجيا تلائم مناخ دولة قطر كما تخطط «أجريكو» لتدشين إنتاج الإسماك خلال العام الجاري.

وأكد أن العائد على الإنتاج الزراعي يعتبر أفضل مقارنة بالقنوات الاستثمارية التقليدية الاخري، الا أن هناك انكشاف على مخاطر الاستثمار الزراعي نتيجة غياب التأمين الزراعي على المحاصيل الزراعية وهو ما يمثل عائقا ملحوظا ، لافتاً إلى إن شركات التأمين حالياً تقوم بالتأمين على المباني الزراعية فقط وليس على المنتجات الزراعية وهي منتجات قابلة للتلف في بعض الأحيان، مشدداً على أهمية تطوير التشريعات لإقرار قانون يقضي بالتأمين على المنتجات الزراعية وهو الأمر الذي سيزيد جرعة الثقة في القطاع الزراعي بشكل ملحوظ وسيؤدي إلى طفرة حقيقية  في الانتاج الزراعي.

 

شراكة ناجحة

 وكشف الخلف عن قيام شركة أجريكو بعقد شراكة ناجحة مع مزرعة الواحة للزراعة المائية عبر مشروع زراعي حديث لإنتاج وتطوير عدد من المحاصيل الزراعية وفقاً لأحدث معايير الزراعة المائية في دولة قطر، حيث تبلغ المساحة الكلية للمشروع 80 ألف متر مربع، موزعة على 8 بيوت محمية بواقع 10 آلاف متر مربع لكل مزرعة.وأضاف قائلا  « خلال الايام القليلة الماضية تم الاحتفال بإنتاج أول بيت محمي بمساحة 10 آلاف متر مربع لمحصول الخيار الذي زُرع ونضج وفقًا  للمعايير الحديثة للزراعة المائية في قطر، كما تم الانتهاء من أعمال بيت محمي مخصص لزارعة البطيخ ويتوقع إن يتم تدشين الانتاج قريباً أيضاً بمساحة تبلغ 10 آلاف متر مربع، ويمضي العمل لزراعة 6 بيوت محمية أخري 3 منها للكوسا و3 أخرى للباذنجان لتكتمل المساحة المزروعة بشكل كلي في المشروع بحلول سبتمبر المقبل، مبيناً أن هذه البيوت المحمية تعمل بنظام الري الحديث وتحلية المياه ويحتوي كل بيت محمي على زراعة محصول معين مثل الخيار والبطيخ والباذنجان والكوسا وغيرها من المنتجات الزراعية، كما أنها تُزرع بدون تبريد أى غير مكيفة وهى عكس الزراعة السائدة في قطر والتى تعتمد بشكل أساسي على التبريد والتكييف نسبة للمناخ في دولة قطر، لافتاً إلى أن هذا النوع من البيوت المحمية يأتي معاكساً للدورة الزراعية المألوفة من حيث أنها عبارة عن بيوت محمية بدون تبريد وغير مكيفة، كما أنها بدأت في الزراعة والانتاج عندما انتهي وقت موسم الإنتاج المتعارف عليه، لجهة أن البيوت المفتوحة أوقفت الانتاج منذ اكثر من  شهر مقابل بدء الحصاد في البيوت الحالية.

واشار إلى أن الشراكة بين مزرعة أجريكو ومزرعة الواحة للزراعة المائية، تقوم على الشراكة بين مالك الارض (المساحة الزراعية) وهى شركة الواحة، مقابل أن تتولي شركة «أجريكو» عملية تطوير الأرض وتوفير التكنولوجيا والقيام بدور الإدارة والتسويق  بوصفها متخصصة في التكنولوجيا الزراعية وفقاً لأحدث المواصفات العالمية، لافتاً إلى أن هناك مشروعات اخري سوف يتم الاعلان عنها قريباً.

وبين أن بداية الانتاج مبشرة بالخير  فيما تشير التقديرات الأولية إلى تحقيق الانتاج نجاحا منقطع النظير في السوق المحلي ، لافتاً إلى أن إنتاج المزرعة حالياً يتراوح بين 3 طنا و4 طنا يومياً من الخيار في بيت محمي واحد فقط، ومن المتوقع أن يحقق أعلى مستوياته الانتاجية في سبتمبر المقبل نظرا لان الظروف المناخية سوف تكون أفضل، وفي حال تم أكتمال زراعة كافة المساحة المقررة بواقع 80 ألف متر مربع لجميع البيوت المحمية فإنه من المتوقع أن يصل حجم الإنتاج الكلي للمزرعة إلى نحو 15 طناً من مختلف الخضراوات والفواكه يومياً، كاشفا النقاب عن انجاز  50% من أعمال جميع البيوت المحمية الزراعية؛ على أن يتم استئناف زراعة المساحة المقررة بشكل كامل بحلول أغسطس وسبتمبر المقبل. 

مركز البحوث

وفيما يتعلق بالشراكة بين شركات «أجريكو» و«يارا انترناشونال» النرويجية وشركة قطر للأسمدة الكيماوية «قافكو» اشار الخلف إلى إن الشركات الثلاثة لديها عقد موقع منذ العام 2018 لعقد شراكة لإنشاء مركز البحوث والتجارب للزراعة المائية في قطر واختبار تقنيات البيوت المحمية الزراعية المحلية وإدارة المغذيات والأسمدة ومعرفة أفضل الممارسات المتعلقة بزراعة محاصيل الخضراوات والفاكهة. ويهدف هذا المركز إلى تطوير نظام إدارة محاصيل زراعية مستدامة مناسبة وملائمة لمناخ دولة قطر. وذلك في إطار مبادرة الامتياز الزراعي التي أطلقتها شركة يارا في كافة أنحاء قطر وهدفها هو تقديم نظم إدارة المحصول الأكثر استدامة التي تناسب المناخ القطري إلى المزارع المحلية مما يسمح بتحقيق محاصيل وإنتاجية مرتفعة وفي نفس الوقت  يساعد في الحفاظ على الموارد المائية المحلية الثمينة.

ولفت إلى أن الشراكة بين الشركات الثلاثة هى طويلة الأجل وحالياً مضي عليها نحو  5 أشهر منذ عقدها، ورغم ان الإنتاج بدأ منذ مارس الماضي ومستمر حتى الان الا أن الهدف هو الوصول إلى نتيجة بعد مرور حوالي سنة (12شهراً) ومن ثم اجراء تقييم حول كمية الإنتاج والمحصول الذى تم زراعته وتكلفة التشغيل وأسعار السوق وكذلك العائد فضلاَ عن معرفة كافة التفاصيل المتعلقة بالعملية الزراعية، ومن ثم الاستمرار حيث يتم كل عام زراعة صنف من الخضراوات ، مضيفاً « كل عام نزرع محصولاً واحدا ، حيث بدأنا خلال العام الجاري في زراعة الطماطم، والعام المقبل سنزرع الخيار ومن ثم الباذنجان والكوسا وهكذا ولاحقا سيتم تقييم نتائج الزراعة، ولذلك  ليس تجاوزا التأكيد على أن هذه الشراكة طويلة  الأجل».

وأوضح أن «أجريكو» تعمل لإنتاج التكنولوجيا الزراعية وكذلك تقوم بتطوير المشاريع من (البداية إلى النهاية) من خلال توفير معدات وآليات البنية التحتية اللازمة للإنتاج لكل الراغبين في الزراعة في دولة قطر وفقاً لأحدث المواصفات العالمية، علاوة على تقديم خدمات التخزين والتسويق  حيث أن طريقة نقل المنتجات من المزرعة إلى المخزن ومن المخزن إلى السوق تتطلب معايير دقيقة للحفاظ على جودة المنتجات .

واشار إلى أن الخبرات والتكنولوجيا المطورة من قبل اجريكو لا تقتصر فقط على تطوير مزارع الشركة، بل امتدت لتطوير مزارع الغير أيضاً، لافتاً إلى إن هناك وعياً ورغبة كبيرة من المستثمرين، وكذلك ثقة في المنظومة التكنولوجية التي قامت الشركة بتطويرها في مجال الزراعة وأدت إلى تحقيق نجاح كبير، فيما تقوم «اجريكو» بمنح شركائها التكنولوجيا الزراعية والخبرة في مجال الزراعة المحمية والبناء وإدارة المشاريع الزراعية والقيام أيضاً بتسويق منتجات المزارع من الخضراوات والفواكه. ولفت إلى أن مزرعة أجريكو تباشر زراعة «الأكوابونك» أو الزراعة المائية السمكية وهي عبارة عن نظام حيوي عضوي متزن لاستزراع الأسماك والنباتات معاً في دائرة مغلقة من خلال تربية الأسماك في أحواض وتغذيتها بالغذاء المناسب، فتقوم الأسماك بطبيعة الحال بإفراز الفضلات و (تلويث) تلك المياه، فنقوم بضخ تلك المياه العكره المليئة بالفضلات الى فلاتر حيوية ومن ثم توزيعها الى جذور النباتات التي تقوم بدورها بامتصاص جميع فض