في أول حوار له مع الصحافة المحلية المهندس عبد الله بن حمد العطية: الديار القطرية تستهدف مواصلة توسعاتها
-
ننفذ 60 مشروعاً تتوزع على أكثر من 24 دولة حول العالم
-
حجم استثماراتنا 35 مليار دولار وجاهزون لاقتناص الفرص
-
نستهدف تعزيز حضورنا بالأسواق المحلية والإقليمية والعالمية
-
نختار مشاريعنا وفقا لاعتبارات العائد والتكلفة والمخاطر
-
لا نتسرع في الإعلان عن الصفقات إلا بعد دراستها بعناية
-
استثماراتنا موزعة جغرافياً بشكل مدروس ووفق معايير استثمارية
-
نباشر حاليا تطوير مدينة لوسيل..أضخم مشاريعنا الجارية
-
نعكف على استكمال 4 مشاريع كبرى في قارة آسيا
-
6 مشاريع تابعة في إفريقيا واستثماراتنا في أوروبا متميزة
-
فندق كونراد بواشنطن ثاني استثماراتنا بأميركا بعد "سيتي سنتر دي سي"
-
ندرس حزمة من الفرص في أسواق مختارة
-
توسع الاستثمارات الخارجية لقطر كشف كذب ادعاءات دول الحصار
-
أداء الاقتصاد الوطني عقب الحصار .. قصة نجاح ملهمة
-
قطر تحقق نمواً ملحوظاً بالتزامن مع تطوير التشريعات الاقتصادية
-
الدولة خطت خطوات مهمة نحو التحول لمركز مالي وتجاري إقليمي
أجرى الحوار- سعيد حبيب
تصوير- محمود حفناوي
لا يحتاج المحاور للرئيس التنفيذي لشركة الديار القطرية المهندس عبدالله بن حمد العطية للكثير من الوقت ليدرك جيداً أن الرجل من أصحاب الطبيعة الهادئة، لكنه في المقابل سيكتشف أيضا أنه يمتلك الكثير من القوة والحماس عندما يتعلق الأمر بمواجهة التحديات، وسيلاحظ أيضا أنه يمتلك رؤية إدارية ترتكز على تحقيق أقصى ربحية مستدامة بأقل مستوى من المخاطر مع اقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة.
في مطلع يوليو 2018 تولى المهندس عبدالله بن حمد العطية الذي يحمل شهادة ماجستير العلوم في الهندسة الكيميائية من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة منصب الرئيس التنفيذي في شركة الديار القطرية للاستثمار والتطوير العقاري، قادما من مهام عدة أثبت فيها نجاحه بامتياز، متنقلاً في مواقع قيادية بمؤسسات مرموقة مثل قطر للبترول واللجنة العليا للمشاريع والإرث وهيئة الأشغال العامة "أشغال" وشركة قطر للمواد الأولية، وفي يناير 2017، تم تعيين المهندس عبدالله العطية كعضو في مجلس إدارة شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، ليتولّى في شهر يوليو 2018 منصب الرئيس التنفيذي للشركة، إضافة إلى منصبه كعضو في مجلس الإدارة، ولأن الرجل مرّ على حزمة مناصب قيادية لم يكن غريباً أن يعزز صفات المهنية والإدارة في سيرته الذاتية بعد كلّ مهمّة ينجزها بامتياز.
في شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري مفاتيح واضحة ترسخ مفاهيم قوة مركزها المالي، أبرزها كما يقول العطية في حواره مع "أملاك" إن الشركة وهي الذراع العقارية لجهاز قطر للاستثمار (صندوق الثروة السيادي لدولة قطر) تباشر تنفيذ وإنجاز 60 مشروعا في أكثر من 24 دولة موزعة على 5 قارات حول العالم باستثمارات تتجاوز قيمتها 35 مليار دولار، وفي المقابل فإنها مستعدة للتوسع ولاقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة فور ثبوت جاذبيتها الاستثمارية .. تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
* ماذا عن المشاريع الجارية التي تباشر الديار القطرية تنفيذها حاليا؟
- نباشر تنفيذ 60 مشروعاً تتوزع على أكثر من 24 دولة حول العالم، فيما يبلغ حجم استثماراتنا 35 مليار دولار .. ثمة مشاريع تم انجازها بالفعل وأخرى نباشر تنفيذها ونستهدف تعزيز حضورنا محلياً واقليمياً من خلال المشاريع التي تحقق عوائد جيدة وبأقل مستوى من المخاطر .
* ما هي الاعتبارات التي تستند إليها الشركة في توزيع استثماراتها؟
- لدينا حزمة من المشاريع في الأسواق العالمية وأخرى محلية، ويتم اختيار هذه المشاريع وفقا لاعتبارات العائد والتكلفة والمخاطر، حيث تستند الاستراتيجية الحالية للشركة إلى توزيع جغرافي مدروس للاستثمارات وفقاً للمعايير الاستثمارية، كما أن الشركة لا تتسرع في الاعلان عن الصفقات الا بعدما تكون درستها بعناية واذا استعرضنا خارطة استثماراتنا بالأسواق المحلية والخارجية لن نبذل جهداً كبيراً لملاحظة ذلك بامتياز، فعلى مستوى السوق المحلي نجحت "الديار" في إنجاز مشروع "حديقة الشيراتون" وبحيرة لقطيفية ومركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات فيما تباشر حاليا انجاز مشروع مدينة لوسيل الذي يعتبر أضخم المشاريع الجارية لـ "الديار" بالاضافة إلى مباشرة انجاز مشروع رأس الحد في صور بسلطنة عمان، وفي آسيا تباشر الشركة تنفيذ 4 مشاريع وهي : مشروع ديار دوشنبه وهو مشروع فريد من نوعه في آسيا الوسطى، ويقع على بعد 5 كيلومترات من مطار طاجيكستان الدولي، وعلى مقربة من القصر الوطني والمتحف الوطني ومنطقة "كوهي ناوروز" بإطلالتها الخلابة على الجبال المجاورة إلى جانب مشروع كوالالمبور سيتي سنتر الذي يضم مركزاً تجارياً متعدد الاستخدامات، في الجانب الشرقي من وسط مدينة كوالا لمبور المجاور لأبراج بتروناس الشهيرة. وتم التخطيط لهذا المشروع بعناية ليصبح بمثابة مدينة داخلية متكاملة تضم مباني ذكية راقية، وتتوافر فيها جميع وسائل الراحة وأرقى مرافق الاتصالات. ويمثل هذا المشروع أهم المعالم في منطقة مالتيميديا سوبر كوريدور الاقتصادية الشهيرة.
وتشمل مشاريع الشركة ايضا مشروع سي بيرل أتاكوي الواقع على الجانب الأوروبي من أسطنبول وهو مشروع عقاري متعدد الاستخدامات يضم وحدات سكنية تطل على واجهة بحرية، وتمتاز بنمط حياة راقية ذات جودة استثنائية في التفاصيل والعلامات التجارية، فضلا عن الموقع الفريد.
أما في قارة اوروبا فلدى الشركة حزمة من المشاريع المتميزة أبرزها مشروع بورت تاراكو مارينا الواقع في كوستا دورادا أو "الساحل الذهبي" بالإسبانية، وتبلغ مساحته 76 ألف متر مربع ويبعد 95 كم فقط من مدينة برشلونة، ويطل على ساحل كاتالونيا في محافظة تاراغونا، وهي أحد مواقع التراث العالمي المختارة من قبل اليونسكو حيث يمتد تاريخها إلى 2000 سنة وقد صُمم المشروع خصيصاً لخدمة اليخوت الفاخرة بمرافق وخدمات على أفضل وأرقى مستوى تشمل المطاعم الفاخرة والمنافذ التجارية، بالإضافة إلى مركز للاستجمام والعناية الصحية، علاوة على مشروع غروفنر ووترسايد الفريد المطل على مرسى الشاطئ في حي تشيلسي المتميز في بريطانيا، ويضم هذا المشروع 622 شقة سكنية موزعة على ثلاثة مبان هي: كارو بوينت، براما هاوس، ومور هاوس.. أما المشاريع الجارية للشركة في بريطانيا فتشمل فندق روزوود والذي كان في السابق مبنى سفارة الولايات المتحدة في قلب حي مايفير ويتألف الفندق العالمي من 137 غرفة فندقية، وخمسة مطاعم، وست وحدات تجزئة رئيسية، ومنتجع صحي وقاعة احتفالات ومؤتمرات تتسع لنحو 1000 شخص، اضافةً لتميز الفندق بموقع تاريخي مرموق في العاصمة لندن. وتقوم "الديار" ايضا بمتابعة تنفيذ مشروع ثكنات تشيلسي في بريطانيا والذي يشمل مجموعة نادرة من الشقق والبيوت التي تمتزج بصورة طبيعية مع 12.8 أفدنة من الحدائق التقليدية كما تنفذ كذلك مشروع القرية الأولمبية ومشروع "ساوثبانك بليس" في بريطانيا وايضا هناك مشروع بلو هوريزون في الجبل الأسود.
* لدى الديار القطرية حضور قوي بالسوق الأميركي.. فماذا عن المشاريع التابعة هناك؟
- نعم لدينا حزمة من المشاريع في السوق الأميركي أهمها : فندق كونراد في وسط واشنطن ويضم 360 غرفة في قلب العاصمة التي تعتبر واحدة من أبرز التجمعات للقوى السياسية والثقافية في العالم وكذلك لدينا مشروع مهم آخر وهو مشروع سيتي سنتر دي سي الواقع في قلب واشنطن ويعتبر أفضل وجهة ثقافية في المنطقة وقطعة مركزية لا تضاهى، وهذا المشروع يمثل استثمارا مهما لشركة الديار القطرية في الولايات المتحدة الأميركية ولدينا مشروع آخر في نيويورك.
* وماذا عن مشاريع الديار القطرية في إفريقيا ؟
- في افريقيا لدينا 6 مشاريع جارية وهي مشروع الهوارة فى ولاية طنجة المغربية ويشمل المشروع عند الانتهاء من مرحلته الأولى بناء فندق Hilton Luxury - 300 key، وملعب الغولف وتبلغ تكلفته 700 مليون ريال ومنتجع ساحليّ عالميّ لمحبي رياضة الغولف، متعدد الاستخدامات على مساحة 234 هكتارًا، وهو موجود على شاطئ المحيط الأطلسي بين مدينتي طنجة وأصيلة في المغرب وكذلك نباشر تنفيذ مشروع منتجع أنانتارا توزر وهو أحد المنتجعات الفاخرة الجديدة قيد الإنشاء في جنوب غرب تونس، بمدينة توزر مركز السياحة الصحراوية في تونس وايضا مشاريع سانت ريجيس كورنيش النيل ونيو جيزة وسيتي جيت في القاهرة الجديدة بمصر ومشروع مشيرب في السودان.
* ما الخطة التي تعتزم الشركة تنفيذها خلال المرحلة المقبلة؟
- مشاريعنا تتوسع ونعتزم تطوير ادائنا واقتناص الفرص الاستثمارية المناسبة.. وماضون في استكمال مشاريعنا الجارية وفقا لاعتبارات الجدوى الاستثمارية ودرء المخاطر.. ندرس حاليا حزمة من الفرص الاستثمارية ونخطط للتوسع خلال الفترة المقبلة في أسواق مختارة.
* إعلام دول الحصار لا ينفك عن الترويج بأن الاستثمارات القطرية الخارجية تأثرت بالحصار؟
- هذا كله محض افتراءات وادعاءات وأكاذيب، الغرض منها الاضرار بالاقتصاد الوطني، فمنذ وقوع الحصار في الخامس من يونيو 2017 والاستثمارات القطرية في الخارج لا تتوقف عن التوسع واقتناص الفرص المتاحة.. أما ما تروجه دول الحصار فالعالم الآن أصبح لديه يقين ان هذا كله كذب وذلك بشهادة مؤسسات التصنيف الائتماني العالمية مثل ستاندرد اند بورز وفيتش وموديز فضلاً عن صندوق النقد والبنك الدوليين حيث تشيد هذه المؤسسات بقوة الاقتصاد القطري وتؤكد تجاوزه لتداعيات الحصار على المستوى الاقتصادي، فيما تواصل الاستثمارات القطرية بالخارج في اقتناص الفرص .
ونحن بدورنا في "الديار" جاهزون للتوسع واقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة .
* كيف تقيم اداء الاقتصاد القطري عقب الحصار؟
- اداء متميز للغاية.. قصة نجاح ملهمة.. لقد نجح الاقتصاد القطري في مواصلة النمو رغم الحصار وفضلاً عن ذلك أدت الاجراءات والتدابير الحكومية إلى تقويض الحصار وتجاوز تداعياته عبر حزمة من الأدوات وهي : إيجاد بدائل استيرادية عبر ميناء حمد الدولي بوابة قطر على العالم، فضلاً عن دعم خطط الاستقلالية الاقتصادية وتحقيق الاكتفاء الذاتي عبر التشجيع على الاستثمار في القطاعات الانتاجية، مثل قطاعي الصناعة والزراعة وهما أكثر قطاعين شهدا طفرة عقب الحصار، فضلا عن دعم المنتجات الوطنية ومنحها الأولوية وهو الدعم الذي أتى ثماره حيث باتت المنتجات الوطنية تحظى بالثقة وزادت شهية اقبال المواطنين والمقيمين عليها ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وانما نجح القطاع المصرفي في الاستمرار بتمويل القطاع الخاص والمشاريع التنموية، وتشهد احتياطيات النقد الأجنبي زيادة ملحوظة وعلى مستوى الشركات المدرجة فإنها تسجل نمواً ملحوظا.. أما على مستوى بورصة قطر فقد باتت ضمن الأعلى عائداً على مستوى العالم واستمرت دولة قطر في تصدر حزمة من المؤشرات الدولية الاقتصادية ورفعت وكالات التصنيف الائتماني العالمية نظرتها المستقبلية إلى الاقتصاد القطري وعلى مستوى الأداء الاقتصادي فإن قطر تشهد نموا قياسيا وذلك بالتزامن مع التطوير المستمر للتشريعات الاقتصادية
* بالحديث عن التشريعات الاقتصادية .. كيف تقيم تطورها عقب الحصار؟
- تطور هائل أدى إلى تحسين مناخ الاستثمار وبيئة الأعمال وبالتالي باتت قطر تمضي بقوة نحو تكريس حضورها بوصفها مركزا ماليا واقليميا مهما في المنطقة قادرا على استقطاب التدفقات الاستثمارية الأجنبية ومؤهلا ايضا لتوفير حزمة من الفرص الاستثمارية لجميع المستثمرين ..حيث قامت قطر بإعفاء مواطني 88 دولة من تأشيرة الدخول حتى انها احتلت المركز الأول بالشرق الأوسط والثامن عالميا في ما يتعلق بتسهيل منح التأشيرات، وذلك بحسب أحدث مؤشرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والخاصة بمدى انفتاح الدول على الزوار وفضلاً عن ذلك تم اقرار قانون تنظيم استثمار رأس المال غير القطري في النشاط الاقتصادي والذي فتح المجال للاستثمار الأجنبي بنسبة تملك 100 % في جميع القطاعات وكذلك تم اقرار قانون تنظيم تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها فضلاً عن التعديلات على قانون المناطق الحرة ومشروع قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص قيد الإنجاز حاليا وعلى الضفة الأخرى من المشهد يمكن بوضوح ملاحظة ما تقوم به النافذة الواحدة من تقديم خدمات ميسرة ومبسطة للمستثمرين.
سيرة ومسيرة
يحمل المهندس عبدالله بن حمد العطية شهادة ماجستير العلوم في الهندسة الكيميائية من جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة، إضافة إلى شهادة بكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة كارديف، المملكة المتحدة.
,يتمتع المهندس العطية بخبرة عملية واسعة شملت العديد من القطاعات في البلاد، حيث بدأ مسيرته المهنية مع شركة قطر للبترول كمهندس للعمليات وذلك حتى عام 2011 تاريخ انتقاله للعمل في شركة راس غاز المحدودة ككبير مهندسي المشروع، ليصبح في العام 2012 مديراً للتخطيط والتطوير البري.
,تولى المهندس العطية في العام 2014 مهام جديدة بصفته المدير التنفيذي بالإنابة لمكتب إدارة البرامج في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، قبل أن يرتقي بمسيرته ويشغل في العام 2015 منصب مدير المكتب الفني في هيئة الأشغال العامة "أشغال". تدرج المهندس العطية في المناصب إلى أن أصبح مساعد رئيس هيئة أشغال حتى العام 2018، حيث تم تعيينه نائباً لرئيس مجلس إدارة شركة قطر للمواد الأولية، إلى أن تم تكليفه من قبل المجلس فيما بعد لتولي مهام الرئيس التنفيذي للشركة بالإنابة حتى مطلع شهر مايو 2018. تجدر الإشارة إلى أنه خلال الفترة نفسها، وتحديداً في يناير 2017، تم تعيين المهندس عبدالله العطية كعضو في مجلس إدارة شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري، ليتولّى في شهر يوليو 2018 منصب الرئيس التنفيذي للشركة، إضافة إلى منصبه كعضو في مجلس الإدارة.