تطوير قطاع السياحة
رئيس التحرير
عبد الرحمن بن ماجد القحطاني
شهد القطاع السياحي في دولة قطر تطوراً متسارعاً في أعقاب الحصار المفروض على البلاد منذ الخامس من يونيو 2017 حيث تركزت جهود الدولة على تنويع الأسواق المصدرة للسياحة إلى قطر مع تطبيق حزمة من القرارات التي عززت الجاذبية السياحية للقطاع وأبرزها إعفاء مواطني 88 دولة من تأشيرة دخول قطر فضلاً عن تطبيق نظام تأشيرات الترانزيت الذي يسمح للركاب الذين يقضون خمس ساعات على الأقل، كوقت عبور في مطار حمد الدولي، بالبقاء في قطر لمدة تصل إلى 96 ساعة (أربعة أيام)، دون حاجة للتقدم بطلب مسبق للحصول على تأشيرة دخول.
وقد أدت هذه الاجراءات إلى تمكن قطر من أن تصبح الوجهة الأكثر انفتاحا في منطقة الشرق الأوسط، والثامنة على مستوى العالم فيما يتعلق بتسهيلات التأشيرة، وذلك بحسب أحدث مؤشرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، والخاصة بمدى انفتاح الدول على الزوار.
وتقدمت قطر من المرتبة 177 عالميا في عام 2014، إلى المرتبة الثامنة على مستوى العالم في مؤشر الانفتاح 2018، بفارق 71.3 نقطة بين المرتبتين.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وانما امتد ليشمل إطلاق حملة ترويجية عالمية تسعى للوصول إلى 225 مليون شخص في أكثر من 15 دولة حول العالم وبـ 8 لغات، وذلك عبر قنوات عدة منها القنوات العالمية والمواقع الإلكترونية والمجلات والمطارات والمحطات والمدن فيما تشمل الحملة ذاتها 8 لغات عالمية: العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والتركية والمندرين الصينية.
وتركز الحملة على 6 فئات رئيسية من الزوار هم: «العائلات، رجال الأعمال، الرحالة، عشَّاق الرفــــــاهية، مســــــافرو العبور، محـــــــبو الأصالة» كما تستـــــهدف فئات وعروض الجذب السياحي في قطـــــــــر: مثل «سياحة البر والبــــــحر، سياحة الثقافة والفنون، ســـــياحة الترفيه والاستجمام، المستقبل والاستدامة، فعاليات الأعمال، السياحة الرياضية» وتشمل الحملة أيضا منصات السياحة والسفر وتضم كلا من «موقع إكسبيديا Expedia، مــــــوقع بوكينج.كوم Booking.com، مـــــــــوقع تريب أدفايزر TripAdvisor، موقـــع لونلي بلانت Lonely Planet وموقع- Google».
ولضمان تطوير القطاع السياحي تم تأسيس المجلس الوطني للسياحة برئاسة معالي رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية كما أصدر حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى «حفظه الله» قانون تنظيم السياحة رقم 20 لسنة 2018 وقانون تنظيم فعاليات الأعمال رقم 21 لسنة 2018 لتطوير المظلة القانونية للسياحة.
وعلى مستوى السياحة البحرية تبذل قطر جهوداً حثيثة لتطوير القطاع حيث شهدت تدفقات زوار قطر القادمة عبر السياحة البحرية طفرة كبرى بالتزامن مع جهود حثيثة لتحويل ميناء الدوحة إلى ميناء رئيسي للسفن السياحية في المنطقة عبر تعميق قناته البحرية مما يعزز قدرته على على استقبال أكبر السفن السياحية في العالم.
وتكشف البيانات الرسمية أن عدد الرحلات البحرية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2018 سجل نموا نسبته 129 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2017 فيما وصل عدد الزوار إلى 43,649 زائرا قياسا بـ 18,513 زائرا في الفترة المماثلة من عام 2017، وهو ما يمثل نموا قياسيا بنسبة 136 بالمائة.
التطوير المستمر لقطاع السياحي يؤكد بكل وضوح أن قطر ماضية في طريق تحقيق رؤية قطر 2030 وتنويع اقتصادها.. وأنها باتت نموذجا ملهما في قدرتها على تحويل الأزمات إلى فرص