البنكي : فخور بكتابة خطوط العملات القطرية الجديدة
كتب- محمد عبد العزيز | تصوير محمود حفناوي |
حازت العملات النقدية الجديدة التي أصدرها مصرف قطر المركزي على إعجاب الجمهور لما تتميز به من تصميمات فنية رائعة وتضمين المعالم القطرية التراثية والحديثة وتقنيات أمنية متطورة لمنع التزوير كما تضمنت الخطوط العربية.
ويؤكد الخطاط عبيدة البنكي صاحب رسم الخط على الريال القطري في إصداره الخامس، أنه فخور بكتابة خطوط فئات الأوراق النقدية القطرية الجديدة كاشفا عن قصة الخطوط المميزة التي ظهرت على العملات الجديدة وأنواعها والفرق بينها وبين الخطوط على العملات القديمة ، ومتى بدأ العمل في هذا المشروع الضخم ، كما حدثنا عن نشأته التي أصقلت مهاراته في الخط العربي وصولاً لكتابة (مصحف قطر)، ومشروعه الحالي لكتابة المصحف الشريف بروايات عدة، ليصبح النسخة التراثية المتحفية الأحدث في قطر.. وفيما يلي التفاصيل :
ما دلالة لقب " البنكي " ؟ هل يرجع للمهنة أم العائلة ؟
- البعض ربط لقب “البنكي” بإصدار العملات والأوراق النقدية الجديدة لكوني قمت بكتابة الخط العربي عليها ، ولكن اللقب يرجع للعائلة وهو اسم قديم اشتهرت به عائلتي، وكما يقول المثل العربي الشهير “لكل امرئ من اسمه نصيب”.
هل رسم الخط على العملات النقدية هي تجربتك الأولى، وما الفرق بين العملات الجديدة والقديمة من حيث الخط ؟
- نعم هي التجربة الأولى التي اقوم فيها بكتابة الخطوط على العملات النقدية الورقية، واستخدمت 4 أنواع من الخطوط العربية تشمل (الثلث ، المحقق ، الإجازة ، النسخ)، تتميز كلها بالوضوح وسهولة القراءة.
أما الفرق بين العملات الجديدة والقديمة من حيث الخطوط ، فالعملات النقدية القديمة كانت مكتوبة بالخط الديواني ، وهو من الخطوط الصعبة في القراءة ويمتاز بالجمال الفني أكثر من الوضوح ، والخط الديواني كان يشتهر قديماً في كتابة الدواوين ومراسلات الدولة العثمانية ، لأنه كان غير مفهوماً إلى حد ما من قبل عامة الشعب ، وفي السنوات الأخيرة تمت إضافة بعض الرسوم والرموز عليه حتى يتضح أكثر من رسمه القديم ، ولكن يبقى من الخطوط غير الواضحة والصعبة للقراءة.
كيف بدأت العمل في مشروع العملات النقدية الجديدة ؟
- بحكم إنجازي السابق المتمثل في رسم مصحف قطر، تمت مخاطبتي من قبل مصرف قطر المركزي، وأبديت كامل استعدادي للقيام بالمهمة المطلوبة ، وبدأت العمل فيه بالفعل منذ أكثر من 4 سنوات في حدود العام 2016 أو نهاية 2015 حتى تم الانجاز..وأنا فخور للغاية بكتابة خطوط فئات الأوراق النقدية الجديدة لدولة قطر.
ماهي أبرز مشاريعك الفنية في قطر وهل هناك مشاريع في المستقبل القريب ؟
- يعتبر كتابة مصحف قطر أهم مشاريع الخط التي أنجزتها خلال الفترة الماضية وأهدي هذا الإنجاز إلى دولة قطر الحبيبة التي أعتبرها وطني الثاني ، ويحتل هذا الأمر مكانة خاصة لدي كونه جاء عن طريق مسابقة دولية تنافس عليها أكثر من 120 خطاطا من عدة دول ، ثم وصلت بعد التصفيات إلى خطاطين فقط ، قام كل منهما بكتابة المصحف الشريف بالكامل ، ثم تم اختيار عملي واعتماده وسمي بـ (مصحف قطر) برواية حفص.
وأعمل على كتابة المصحف الشريف بالكامل حالياً وأقوم بكتابته بخطوط وروايات متعددة ، ويعتبر مصحفا تراثياً متحفياً وليس للتداول.
كيف بدأت مشوار الخط العربي ؟
- بدأت ممارسة رسم الخط العربي منذ نعومة أظافري، فكان والدي مديراً لمدرسة في محافظة “دير الزور” في سوريا، وكان لديه معلم يمتاز بحسن الخط، فكنت أراقبه وأتعلم منه كيفية رسم الخطوط العربية السليمة ، وبالفعل تعلمت الكثير من مهارات الخطوط ثم انتقلت إلى العاصمة “دمشق “ لتلقي الدروس النظرية والتطبيقية لفنون الخط العربي من كبار الخطاطين وأبرزهم (أحمد عبد الباري، ومحمد القاضي) وبعدها انتقلت إلى مدينة اسطنبول التركية، وتتلمذت على يد كبير الخطاطين في تركيا الشيخ حسن شلبي، ونلت الإجازة في الخط عام 1999م .