5 مخاوف تسيطر على روّاد الأعمال
إن تأسيس عمل تجاري ليس أمرًا سهلاً، وما يزيد من صعوبته ليس التحديات الفعلية التي يواجهها رواد الأعمال فقط، ولكن المخاوف التي يشعرون بها ولا يستطيعون إيقاف التفكير بشأنها أيضًا، ويشمل ذلك مخاوف خاصة باحتمالية فشل العمل التجاري، وعدم اكتساب عملاء، وغير ذلك من مخاوف.
ولا يمكن حل هذه المخاوف بتجاهلها أو التظاهر بأنها ليست موجودة، فحتى ينجح رائد الأعمال عليه الاعتراف بمخاوفه ومواجهتها، حتى لا تسيطر على حياته وتتسبب في فشل عمله التجاري.
وفيما يلي أبرز 5 مخاوف تسيطر على رواد الأعمال عالمياً:
1- الخوف من الفشل
يعد الخوف من الفشل أكثر المخاوف شيوعًا خاصة بين رواد الأعمال الجُدد والطموحين، إلا أن رائد الأعمال عليه أن يعرف أن الفشل ليس عكس النجاح، وإنما هو جزء أساسي منه.
وقد واجه الكثير من الأشخاص والشركات الناجحة الكثير من الإخفاقات قبل أن يحققوا النجاح، فعلى سبيل المثال صمم المخترع البريطاني جيمس دايسون 5126 نموذجًا فاشلاً، قبل أن ينجح في تصميم المكنسة الكهربائية بدون كيس، فالفشل ليس عدو النجاح وإنما الاستسلام هو الذي عدو النجاح.
و تشير الدراسات إلى أن الفشل في الماضي، يزيد احتمالية نجاح رواد الأعمال مرتين أكثر من غيرهم في المستقبل، وبالتالي فإن رواد الأعمال حين يخفقون فإنهم لا يفشلون، لكنهم يمهدون طريقًا للنجاح.
ومن أجل أن يتغلب رائد الأعمال على هذا الخوف، عليه أن يسأل نفسه عن أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تحدث، وما إذا كان قادرًا على التعامل معها أم لا، وأن يفكر في الأمر كفرصة للتعلم والنمو،
2 - الخوف من عدم اليقين
مقاومة التغيير أمر طبيعي؛ إذ يميل معظم الأشخاص إلى القيام بما هو أسهل وأكثر راحة بالنسبة إليهم، إلا أن الأمور لن تتقدم أو تتحسن بدون تغيير.
ومن المهم أن يعرف رائد الأعمال أنه سيواجه صعوبات طوال طريقه، فالشيء الوحيد المؤكد في الحياة هو عدم اليقين، والمثابرة والصمود والمضي قدمًا هي السبل الوحيدة للنمو والتطور والتعلم.
وينبغي على رائد الأعمال أن يتذكر الأوقات السابقة التي لم تسر فيها الأمور كما كان مخططًا، وكيفية تعامله مع هذه المواقف، وكيفية تكيفه معها، وأي المهارات التي ساعدته على تحقيق النجاح رغم الظروف.
3 - الخوف من الرفض
هناك العديد من المواقف التي قد تسبب قلقًا لرواد الأعمال؛ بسبب خوفهم من عدم قبول فكرتهم، بما في ذلك عرض اقتراح أو فكرة على المستثمرين، أو عند البحث عن شريك مثالي، أو عند استشارة أحد المعارف بشأن تأسيس عمل تجاري، ففي مثل هذه المواقف يشعر رائد الأعمال بالقلق من رفض فكرته، أو السخرية منه بسببها.
ومن المهم أن يفهم رائد الأعمال أن الرفض وسماع كلمات مثل «لا» و»غير موافق»، أمر طبيعي وسيقابله كثيرًا في عالم الأعمال، لكن في النهاية لا يحتاج رائد الأعمال إلى أن يوافقه الجميع، لكنه يحتاج فقط إلى البحث عن الأشخاص المناسبين الذين يدعمونه ويؤمنون بأفكاره، ويقدمون له النصائح اللازمة.
وعلى رائد الأعمال أيضًا ألا يأخذ الرفض على محمل شخصي، فأن يرفض شخص فكرته لا يعني أنه لا يمتلك مقومات النجاح، لكن يعني أن عليه اختيار الأشخاص المناسبين الذين يتفقون معه ومع رؤيته، فليس من المنطقي طلب نصيحة من شخص بشأن فكرة لا يهتم أو يؤمن بها.
4 - الخوف من عدم الاستحقاق
يعاني الكثير من رواد الأعمال من شعور بعدم الثقة، مما يجعلهم خائفين ألا يكونوا جيدين بما يكفي لتأسيس عمل تجاري، أو للنجاح، حتى أنهم عندما ينجحون يشعرون بأنهم لا يستحقون ذلك.
ومهما كان الشخص إيجابيًا، فقد يكون من الصعب أن يصبح هكذا طوال الوقت، لذلك فلا مفر من الشعور بعدم الثقة وعدم الاستحقاق.
ويمكن التغلب على هذا الخوف من خلال الاستثمار في العلاقات، بمعنى أن يبحث رائد الأعمال عن أقران وأصدقاء يؤمنون بإمكاناته ويدعمونه، فذلك سوف يمنحه الثقة.
ومن المهم أيضًا أن يسيطر رائد الأعمال على مشاعره، فعليه أن يفهم أن الشك الذاتي مجرد مشاعر بإمكانه إما السيطرة عليها أو ستسيطر هي على حياته، فتعلم فهم هذه المشاعر والاعتراف بها بداية الطريق للتغلب عليها.
ويجب أيضًا أن يتوقف رائد الأعمال عن مقارنة نفسه بالآخرين، وأن يركز على نقاط قوته التي تجعله متميزًا، فكل شخص لديه مواهبه الخاصة، ومفتاح النجاح هو اكتشاف هذه المواهب.
5- الخوف من النجاح
من الممكن أن يعتقد رائد الأعمال أن هذا الخوف بعيدًا تمامًا عنه، إلا أن الخوف من النجاح أمر شائع للغاية، فكلما تقدم رائد الأعمال للأمام سيواجه تحديات جديدة لم يواجهها من قبل، مما قد يجعله قلقًا بشأن ما قد يواجهه إذا نجح.
ومن المهم أن يثق رائد الأعمال في نفسه وفي قدراته، فمثلما نجح في التغلب على التحديات السابقة، يمكنه التغلب على التحديات الجديدة. ويحتاج رائد الأعمال أن يكوّن فريق عمل من أشخاص أكفاء يمكن الاعتماد عليهم والتعلم منهم، كما يحتاج أيضًا إلى التركيز على الأمور الإيجابية التي يجلبها النجاح، مثل الحرية المالية، ومن المهم أن يستمتع بالاحتفال بالنجاح الذي حققه
(عن إنتربرنور، أرقام)