استثمار

رئيس تطوير الصناعات في شركة مصنع السامرية المهندس هشام حكيم : مزرعة الروضة الأولى من نوعها بالسوق المحلي

 

كتب - محمد الأندلسي | تصوير عباس علي | قال المهندس هشام حكيم رئيس تطوير الصناعات في شركة مصنع السامرية إن مزرعة الروضة تساهم بفعالية في تعزيز خطط الدولة الرامية إلى تحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي وقد نجحت المزرعة في تعزيز حضورها محليا من خلال انتاج بيض المائدة اعتبارا من شهر يونيو 2020.

وأوضح حكيم في حوار خاص أن “الروضة” ستطرح إنتاجها من بيض التفريخ اعتبارا من الربع الثالث من 2021 لتصبح المزرعة الأولى من نوعها التي  تنتج بيض التفريخ بالسوق المحلي، تفاصيل أخرى في الحوار التالي:  

* في البداية .. حدثنا عن نشأة مزرعة الروضة ؟  وما أهم منتجات المزرعة ؟

- جاءت فكرة إنشاء مزرعة الروضة لتواكب استراتيجية الدولة الهادفة إلى تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي وبالتالي فإن تدشين المزرعة لم يكن من أجل النشاط التجاري فحسب وإنما في إطار المسؤولية الوطنية وللمساهمة في المسيرة التنموية للدولة وقد بدأنا في العمليات الإنشائية لمزرعة الروضة  في عام 2018، وسرعان ما بدأنا الانتاج الفعلي بنهاية عام 2019 ثم باشرنا طرح وتوزيع انتاج المزرعة في السوق المحلي اعتبارا من منتصف عام 2020 .

وتقع مزرعة الروضة في منطقة الجميلية التابعة لبلدية الشيحانية علي مساحة 611 ألف متر مربع بينما تنقسم منتجات المزرعة الي نوعين، الأول هو بيض المائدة  وقد طرحت المزرعة منتجاتها من بيض المائدة في السوق المحلي اعتبارا من شهر يونيو 2020 والنوع الثاني هو بيض التفريخ وهو عبارة بيض مخصب يتم توزيعه على مزارع إنتاج الدجاج اللاحم بدولة قطر ويتم استخدامه في انتاج الدجاج الطازج، حيث ان جميع المزارع المنتجة للدجاج اللاحم في دولة قطر تعتمد في انتاجها على استيراد هذا النوع من البيض المخصب، لذلك كان توجهنا في ان يتم انتاج بيض التفريخ محليا، وهو ما يسهم في دعم خطة الامن الغذائي لدولة قطر، خاصة واننا المزرعة الأولى من نوعها والوحيدة في السوق المحلي التي تنتج بيض التفريخ.

ونحن حاليا في مرحلة التجهيز لبدء التشغيل الفعلي لإنتاج بيض  التفريخ ومن المقرر ان يتم الوصول الى مرحلة التوريد للمزارع المحلية بنهاية الربع الثالث من العام الجاري، لتزويد السوق المحلي بما يحتاجه.

 مواصفات عالمية

* ما الذي يميز إنتاج مزرعة الروضة عن غيرها من المزارع المشابهة؟

-  نطبق أعلى المواصفات العالمية المتبعة في إنتاج بيض المائدة، كما أننا نستورد دجاج  بمواصفات خاصة من دول الاتحاد الأوروبي ، حيث تتم تربية الدجاج وفقا لضوابط ومعايير دقيقة للوصول الى أجود نوعية من البيض، علاوة على ان هذا النوع من الدجاج يتحمل درجات الحرارة العالية والرطوبة ايضا، ونقوم بتربية الدجاج من عمر يوم واحد في أماكن مخصصة لذلك لتأتي مرحلة إنتاج بيض المائدة لتعكس التميز الذي تنفرد به المزرعة، وهو ما عزز من حضورها في السوق المحلي في ظل جودة انتاجها وتميزه .

العمل والإنتاج

 * ما هي أنظمة العمل التي يتم استخدامها في مزرعة الروضة؟

-يتم تجميع البيض بشكل  آلي تماما دون تدخل العنصر البشري إلا في مراحل محدودة مثل التعبئة، ويتم تعقيم جميع مراحل الانتاج بالكامل بمعقمات تتصف بمعايير عالمية ومتوافقة مع الهيئات المعنية في دولة قطر، علاوة علي مراعاة تطبيق أفضل معايير الجودة بالاغذية والأعلاف الخاصة بالدجاج، حيث يتم تعقيم المياه على 3 مراحل، لإزالة الشوائب والأملاح، بالاضافة الي مرحلة التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية، ومن ثم مرحلة التعقيم بالكلور والتكرير والتبريد للوصول الى اقصى مراحل الجودة العالمية المتبعة في هذا المجال.

كما يتم تزويد المزرعة بالتكنولوجيا الحديثة لرصد الحرارة وأشعة الشمس ونسبة الرطوبة داخل المزرعة، وهو ما يجعل منتجات مزرعة الروضة الأعلى جودة في السوق المحلي.

 * كم يبلغ حجم الانتاج من المزرعة سنويا ؟

- يتم إنتاج نحو 36 مليون بيضة سنويا، حيث تقوم الدجاجة الواحدة بإنتاج ما بين 260 و290 بيضة في العام .

تداعيات كورونا

*  مع ظهور وتفشي  فيروس  كورونا .. كيف تعاملتم مع هذه الجائحة العالمية ؟

- نباشر تنفيذ استراتيجية مرنة تضمن استمرارية الأعمال حتى في أوقات الأزمات الأمر الذي وفر لنا آلية فعالة للتعامل مع تداعيات كورونا وفور بدء الجائحة وبدء الإجراءات والتدابير الاحترازية، قمنا باتخاذ حزمة من التدابير  لضمان أفضل مستويات الأمن والسلامة ، عن طريق تطهير وتعقيم كافة المنشآت داخل المزرعة كما أقمنا لجميع الموظفين والعاملين أماكن مجهزة بالكامل للإقامة المريحة لهم، وطبقنا كذلك المسافة الآمنة بين الأفراد والتي لا تقل عن مترين  مع فحص حرارة جميع الموظفين يومياً علاوة على كافة التدابير الاحترازية التي اقرتها الجهات المعنية، الامر الذي أدى إلى ترسيخ بيئة عمل آمنة بالمزرعة، وهو ما يضمن الحفاظ على سلامة وصحة الموظفين واستمرارية الانتاج وفقا لأعلى معايير الأمن والسلامة  .

وعلى مستوى التسويق والمبيعات زادت مستويات الطلب على المنتجات الوطنية في أعقاب الجائحة نتيجة تأثر عملية الاستيراد والتصدير، وهو ما تعاملت معه المزرعة بشكل جيد من خلال تعزيز حضورها في السوق المحلي وتلبية جميع احتياجات العملاء والمستهلكين مستفيدة من الإقبال الكبير على منتجاتها التي لا تتمتع بالجودة فقط وإنما بالأسعار التنافسية كذلك حتى أن منتجات مزرعة الروضة باتت المنتج المفضل، واستقطبت شريحة أكبر من الجمهور في السوق المحلي، خاصة مع استخدام المزرعة  للاعلاف النباتية في غذاء الدجاج الخالي من اي بروتين حيواني.

 * هل هناك تدابير صحية  تقومون بالعمل عليها لمنع فيروس كورونا وانفلونزا الطيور ؟

- جميع منتجاتنا محصنة ضد انفلونزا الطيور وكورونا كما ان التدابير الوقائية والصحية التي نقوم باتباعها عالمية في هذا المضمار، وهو ما يجعل منتجاتنا الأكثر أمانا وجودة في الوقت ذاته وكذلك فإننا نعتمد على أحدث التكنولوجيا المستخدمة في مجال مزارع إنتاج البيض.

 الحصة السوقية

 * كم تبلغ حصتكم السوقية ؟

- تستحوذ مزرعة الروضة على حصة تبلغ 12 % من إجمالي الإنتاج المحلي في السوق القطري وهناك استراتيجية تباشر المزرعة تنفيذها حاليا لتوسيع حضورها في السوق المحلي وطرح المزيد من المنتجات وتعزيز قاعدة مستهلكيها وضمان استدامة النمو .

مستوى المنافسة

* كيف تصف المنافسة مع المزارع  المنافسة؟

- المنافسة قوية في السوق المحلي، وهي أمر صحي لمجال إنتاج البيض في قطر، خاصة وأن هذه المنافسة تنعكس إيجابا على المستهلك، حيث تقوم بتوسيع الخيارات أمامه بشكل كبير بما يعزز القدرة التنافسية للشركات القطرية العاملة بالقطاع.

بيض المائدة

 * هل هناك اكتفاء ذاتي في بيض المائدة في دولة قطر؟

- تشير البيانات المتاحة إلى أن الإنتاج المحلي يغطي  أكثر من 40 % من احتياجات السوق المحلي، وتعمل وزارة البلدية والبيئة حاليا علي رفع هذة النسبة الي 75% قريبا،  مع السماح للاستيراد بنسبة 25 % من الخارج.

وتفخر مزرعة الروضة بمساهمتها في تعزيز خطط الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي في قطر لتوفير أفضل المنتجات الوطنية التي تتمتع بالجودة في السوق المحلي.

شهية الاستثمار

* هل هناك ارتفاع في شهية الاستثمار بالقطاع الأمن الغذائي؟

- سلطت أزمتا الحصار وكورونا الضوء على أهمية تعزيز الأمن الغذائي في قطر وتحقيق الاكتفاء الذاتي في حزمة من القطاعات، وهو ما زاد من معدلات شهية المستثمرين نحو قطاعي الزراعة والصناعة في ظل التسهيلات الكبرى، التي تقدمها الدولة لهم وهو ما عزز من الجاذبية الاستثمارية لكل من قطاعي الزراعة والصناعة.

و قد ظهر واضحا نجاح استراتيجية الاكتفاء الذاتي في نتائج مؤشر الأمن الغذائي الصادر عن وحدة «إيكونوميست إنتليجنس» للأبحاث وهي وحدة المعلومات التابعة لمجلة الإيكونوميست البريطانية والذي كشف أن دولة قطر حلت بالمرتبة الأولى عربيا والـ22 عالميا في مؤشر الأمن الغذائي، وفقا لحزمة من المعايير وهي : مقدار توافر الغذاء، وسهولة الحصول على الغذاء بأسعار مناسبة، ومعايير الجودة والسلامة بقطاع الأغذية، وتنوّع النظام الغذائيّ، والبنية الأساسيَّة الزراعيَّة، والناتج المحلي الإجمالي للفرد وفقًا لتعادل القدرة الشرائية بالدولار الأميركي وسهولة توفير التمويل للمزارعين والإنفاق على الزراعة ومعدلات العرض مقارنة بمستويات الطلب.

الأمن الغذائي

* كيف تقيم الوضع الحالي في الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي لقطر  حاليا ؟ 

- هناك تقدم متسارع في خطة الاكتفاء الذاتي نتيجة تنفيذ الدولة لبرامج لتحفيز المزارعين ومصنعي لمنتجات الغذائية مع منح الأولوية للمنتجات الوطنية، وقد جاء قانون دعم تنافسية المنتجات الوطنية ومكافحة الممارسات الضارة بها في التجارة الدولية إلى جانب استراتيجية الأمن الغذائي، والتسهيلات المقدمة للمستثمرين لتشكل منظمومة متكاملة لتحفيز الأمن الغذائي.

كما جاء المرسوم بقانون رقم (24) لسنة 2019 بتنظيم وإدارة المخزون الاستراتيجي للسلع الغذائية والاستهلاكية والذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدّى «حفظه الله»، ليضمن تأمين الاحتياجات الضرورية من السلع الاستراتيجية الغذائية والاستهلاكية، وهو ما يمثل مظلة حماية من الأزمات حيث يضمن تدفق السلع إلى الأسواق حتى في حال حدوث اضطرابات في سلاسل التوريد عالميا وكذلك فإن المرسوم بقانون رقم 24 لسنة 2019 يمنح القطاع الخاص بالفرصة للمساهمة في تعزيز الأمن الغذائي والتعاون مع الدولة في تنفيذ خطط الاكتفاء الذاتي، ويتميز كذلك بنظام إلكتروني للمراقبة والإنذار المبكر يسمح بمتابعة حالة المخزون الاستراتيجي من السلع وهو ما يضمن توافرها في السوق دائما.

حزمة التحفيز 

* ما هو انعكاس حزمة التدابير والقرارات التحفيزية التي قامت بها الدولة للحد من آثار فيروس كورونا على القطاع الخاص؟

- ساعدت حزمة التحفيز الاقتصادية البالغ قوامها 75 مليار ريال والتي أقرتها الدولة فور بدء جائحة كورونا في دعم القطاع الخاص في مواجهة تداعيات الجائحة، ودعمت الإجراءات والتدابير من الإعفاءات والتسهيلات التي قامت بها الدولة، من قدرة الشركات على ضمان استمرارية أعمالها والمضي قدما نحو تحقيق النمو كما ساهم برنامج الضمانات الوطني للاستجابة لتداعيات كورونا (كوفيد 19) في دعم الشركات المتضررة حيث أقرت الدولة فور بدء جائحة كورونا حزمة من الإجراءات الفعالة والتي شملت إلى جانب تقديم محفزات مالية واقتصادية بمبلغ 75 مليار ريال للقطاع الخاص،  قيام مصرف قطر المركزي بتوجيه البنوك لتأجيل أقساط القروض المستحقة والفوائد أو العوائد المترتبة عليها، لمن يرغب من القطاعات المتضررة التي شملتها قرارات اللجنة العليا لإدارة الأزمات، وذلك لمدة ستة أشهر اعتباراً من تاريخ 16 مارس 2020، علاوة على توفيره سيولة إضافية للبنوك العاملة بالدولة، وتوجيه بنك قطر للتنمية بتأجيل الأقساط لجميع المقترضين لمدة ستة أشهر، وزيادة الصناديق الحكومية استثماراتها في البورصة بمبلغ 10 مليارات ريال وكذلك استفادت أكثر من 4 آلاف شركة من برنامج الضمانات الوطني للاستجابة لتداعيات كورونا والمستمر في تقديم دعمه للشركات حتى تاريخ 15 يونيو 2021.