بالتزامن مع توسعة مطار حمد لاستيعاب 53 مليون مسافر: تأهيل مطار الدوحة لاستقبال زوار مونديال 2022
كتب- سعيد حبيب
دخل مشروع صيانة وتأهيل مطار الدوحة الدولي “السابق” سكة التنفيذ بهدف استخدامه في استضافة كأس العالم 2022، ويأتي ذلك في الوقت الذي تمضى فيه عملية توسعة مطار حمد الدولي على قدم وساق بكامل طاقتها علما بأن تكلفة التوسعة ضمن موازنة قطر 2021 تبلغ 4 مليارات ريال، حيث ينفذ المطار حالياً مشروعاً توسعياً يستهدف تعزيز مكانة قطر كمحور عالمي للسفر، ودعم خطط التنويع الاقتصادي فيها، فضلاً عن مواكبة النمو الناتج عن نجاح وتوسعات الناقل الوطني للدولة، الخطوط الجوية القطرية.
ويركز مشروع توسعة مطار حمد الدولي على زيادة سعة المطار ومرافقه المتعددة، ومن المقرر أن تؤدي تلك التوسعة الجارية إلى زيادة سعة مطار حمد الدولي إلى أكثر من 53 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2022، فيما ستعمل المرحلة الثانية من التوسعة، والتي ستبدأ عقب بطولة كأس العالم لكرة القدم (قطر 2022)، على زيادة سعة المطار إلى أكثر من 60 مليون مسافر سنوياً. كما ستوفر توسعة مطار حمد الدولي الآلاف من فرص العمل في قطر، مما يتيح للدولة تحقيق أهدافها تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030.
ويتضمن مشروع التوسعة حديقة استوائية داخلية رائعة الجمال تبلغ مساحتها 10,000 متر مربع في المنطقة المركزية الضخمة، بالإضافة إلى مسطح مائي مساحته 268 متراً مربعاً، وهما يمثلان معاً محور مشروع التوسعة.
وتتكون المرحلة الثانية لتوسعة مطار حمد الدولي من المرحلة (أ) و المرحلة (ب)، وسوف تضم المرحلة (أ) من التوسعة الحالية منطقة مركزية تصل بين المنطقتين (D) و (E)، وقد بدأت بالفعل أعمال الانشاء اعتبارا من العام 2020 لترفع من الطاقة الاستيعابية للمطار إلى أكثر من 53 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2022. أما المرحلة (ب) التي سيتم الانتهاء منها بعد عام 2022، فسوف تكون امتدداً للمنطقتين D وE، بما يعزز الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل إلى أكثر من 60 مليون مسافر سنوياً.
وتشمل خطة التوسعة أيضاً مساحة أخرى تبلغ 11720 متراً مربعاً، وهي مخصصة لمتاجر التجزئة ومنافذ الأطعمة والمشروبات، مما سيعزز العروض المتعددة التي يقدمها المطار الحائز على تصنيف الخمس نجوم عبر الجمع بين مجموعات الأعمال الفنية عالمية المستوى وبين المساحات الخضراء، إلى جانب منافذ البيع بالتجزئة والأطعمة العصرية ومعالم الجذب السياحي والمرافق جميعها ضمن مبنى واحد شامل.
وسيتضمن مطار حمد الدولي أيضاً 9000 متر مربع لصالة المرجان عالمية المستوى الواقعة فوق منافذ البيع بالتجزئة وتتميز بإطلالتها الرائعة على الحديقة الاستوائية، وسوف تضم الصالة نوادٍ صحية إضافية وصالة تمارين رياضية ومطاعم ومراكز أعمال بالإضافة إلى مرافق خاصة بالمسافرين.
وقد رُوعي في تصميم التوسعة أن تتكامل بشكل تام مع المبنى الحالي، وتسمح بالتدفق السلس للمسافرين، بما يعزز التجربة الكلية للسفر عبر تقليل المسافات المقطوعة داخل المطار وضمان سهولة الوصول والتجوال داخل المطار. وسوف تسمح المساحات الخضراء الجديدة والمسطح المائي لمسافرينا بالاستفادة من أجواء الاسترخاء التي توفرها الطبيعة، وبالتالي ضمان راحتهم أثناء سفرهم عبر المطار، والهدف النهائي هو أن يصبح مطار حمد الدولي وجهة في حد ذاته، وأكثر من بوابة عبور.
وسيكون مبنى مطار حمد الدولي هو الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يحصل على نظام تقييم الاستدامة العالمي من فئة الأربع نجوم، وهو أول نظام يعتمد على الأداء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وقد تم تطويره لتقييم المباني والبنية التحتية الخضراء. وسوف يحصل المبنى أيضاً على شهادة الاعتماد الفضية “ليد” بفضل توفر أدوات القياس المبتكرة لكفاءة الطاقة في جميع أنحاء المبنى.
وسيتم جلب نباتات الحديقة الاستوائية الداخلية من غابات مستدامة من شتى أنحاء العالم، حيث قام مصممون مختصون بتطوير سقف بلا أعمدة تبلغ مساحته 85 متراً مزوداً بشبكة من الزجاج متعدد الوظائف لتنقية الضوء والتحكم في مقداره بما يساعد أشجار الحديقة على التأقلم مع الأجواء الداخلية في المبنى والنمو بشكل دائم داخل المطار.
وتشمل السمات الأخرى المهمة لعملية التوسعة منطقة جديدة لتحويل الرحلات، وهي تهدف إلى تقليل أوقات وصول المسافرين وتحسين تجربة التنقل داخل المطار، بالإضافة إلى المنطقة المركزية التي سوف تستوعب تسعة مواقف إضافية للطائرات عريضة الجسم.
وستشهد المرحلة الثانية أيضاً إنشاء محطة شحن جديدة سزيد من القدرة الاستيعابية إلى ما يقدر بنحو 3.2 مليون طن سنوياً، وستكون المحطة الحديثة متعددة المستويات بمساحة بناء تبلغ 85000 متر مربع من ثلاثة مستويات، بالإضافة إلى ثلاثة مستويات من طابق الميزانين توفر حوالي 323.000 متر مربع كمساحة أرضية إجمالية.
وتم تصميم مطار حمد الدولي، الذي أصبح بحد ذاته وجهة مميّزة وخاصة، بشكل عصري وفريد لتلبية كافة متطلبات واحتياجات المسافرين العالميين بل وتجاوزها، حيث يجمع مطار حمد الدولي داخل مبناه بين مجموعة من القطع الفنية النادرة لأشهر الفنانين العالميين وخيارات التسوق لأشهر العلامات التجارية والمطاعم العصرية، بالإضافة إلى مرافق الترفيه والاسترخاء المتميزة.
تدابير احترازية
وحصد مطار حمد الدولي المرتبة الثالثة عالميا في قائمة السفر الآمن والتي ضمت أكثر المطارات وشركات الطيران أمانا على مستوى العالم، في ظل جائحة كورونا وفقا لتصنيف «سيف ترافيل باروميتر» Safe Travel Barometer الخاص ببروتوكولات الصحة والسلامة المتعلقة بفيروس كورونا، والذي ضم نحو 230 شركة ومطار حول العالم ويستند التصنيف إلى حزمة من المعايير، وهي: تدابير السلامة الوقائية المطبقة من فيروس كورونا، وتميز الخدمات المقدمة وكيفية ضمان راحة المسافرين، كما حصل مطار حمد الدولي مؤخرا على شهادة اعتماد من المعهد البريطاني للمعايير بي إس أي، لتطبيقه بروتوكولات صحة وسلامة الطيران الخاصة بفيروس كورونا -كوفيد 19-، وذلك بعد عمليات تدقيق ناجحة للامتثال للمعايير الموضوعة من قبل فريق إنعاش قطاع الطيران المدني إيكاو كارت، التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني إيكاو، ليصبح مطار حمد الدولي الأول عالمياً في الحصول على هذا الاعتماد.
وباتت قطر أول دولة في العالم يتم التحقق منها من قبل المعهد البريطاني للمعايير لتطبيق بروتوكول صحة وسلامة صحة الطيران الخاص بكورونا، كما أنها شهادة على الجهود التي بذلها مطار حمد الدولي، بوابة قطر إلى العالم، والتي ساعدت بنجاح على استعادة ثقة المسافرين وتعزيز حركة السفر الجوي، حتى في أصعب الأوقات.
وتعتبر شهادة الاعتماد اعتراف بالتزام مطار حمد الدولي، بالحفاظ على كفاءة الأعمال خلال جائحة كورونا مع تنفيذ تدابير غير مسبوقة لحماية الموظفين والمسافرين، تماشياً مع المبادئ التوجيهية الصادرة عن فريق عمل إنعاش قطاع الطيران التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني إيكاو.
ولضمان صحة وسلامة الموظفين والمسافرين، اعتمد مطار حمد الدولي سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة بما في ذلك نشر أجهزة آلية روبوت للتعقيم والتطهير، وتمتاز هذه الأجهزة بأنها متحركة وذاتية التوجيه، وتبعث ضوءا مركّزا للأشعة فوق البنفسجية المعروفة بفعاليتها في القضاء على أغلبية الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض وايضا قام المطار بالاستعانة بخوذات الفحص الحراري المتطورة لتحقيق أعلى معايير السلامة على تجربة السفر لتحقيق الطمأنينة للمسافرين في التنقل والحركة.
ويواصل مطار حمد الدولي الحفاظ على مسافة تباعد آمنة قدرها 1.5 متر عبر جميع نقاط اتصال المسافرين داخل المطار، يتم توضيحها من خلال العلامات الأرضية واللافتات الإرشادية والمقاعد المتباعدة، كما يتم تطهير جميع نقاط اتصال المسافرين كل 10-15 دقيقة، وتنظيف جميع البوابات وأماكن الاستقبال وبوابات الحافلات بعد كل رحلة، فيما يجري المطار أيضاً تطهيراً منتظماً لجميع العربات والأمتعة.
وتشجع منافذ البيع بالتجزئة والأطعمة والمشروبات في مطار حمد الدولي المعاملات اللاتلامسية وغير النقدية من خلال البطاقات، كما تتم دراسة تقديم خدمة عمليات التسوق عبر الإنترنت أو من خلال تطبيق الهاتف في المستقبل.
وأصبح مطار حمد الدولي مؤخراً أحد المطارات القليلة التي اعتمدت تقنيات السفر غير الورقي من خلال استثماراته في تكنولوجيا التعرف على الوجه باستخدام القياسات الحيوية (الهوية البيومترية)، حيث تجمع هذه التكنولوجيا بين معلومات رحلة المسافر وجواز السفر والمعلومات البيومترية للوجه في «رمز سفر واحد» يتم تسجيله في كشك الخدمة الذاتية.
ومكّن ذلك المسافرين من استخدام أكشاك تسجيل الوصول التي تدعم المقاييس الحيوية لالتقاط صورهم ومسح جوازات سفرهم وبطاقات صعودهم ضوئياً، حيث يجعل سجل الهوية الرقمي هذا، وجه المسافر مفتاح مروره عبر نقاط الاتصال الرئيسية بالمطار، مثل الأجهزة الذاتية لتسليم الأمتعة، وما قبل الجوازات، والبوابة الإلكترونية، وبوابة الصعود الذاتي إلى الطائرة.