أجريكو تنفذ مشروعا في عُمان بتكلفة 150 مليون ريال ..ناصر الخلف: عوائد الاستثمار الزراعي تصل إلى 25% سنويا
كتب - محمد الأندلسي
تصوير – محمود حفناوي
قال المدير التنفيذي لشركة أجريكو للتطوير الزراعي، ناصر أحمد الخلف، ان متوسط العائد على رأس المال في المشاريع الزراعية في قطر يتراوح بين 13 % و 20 % سنويا، ويصل العائد في بعض الأحيان إلى 25% سنويا ، غير ان ذلك يعتمد بشكل رئيسي على وجود خطة انتاجية دقيقة واستراتيجية مرنة تتكيف مع المتغيرات بصورة سريعة إلى جانب ظروف وبيئة السوق التشغيلية .
وكشف الخلف ان «أجريكو» تخطط لتدشين مزرعة جديدة للروبيان على مساحة 10 آلاف متر مربع وبطاقة إنتاجية تصل إلى 350 طنا سنويا، لتغطي أكثر من ثلث الطلب والاستهلاك المحلي من الروبيان، متوقعا ان يتم الانتهاء منها خلال العام الجاري.
وأشار إلى ان الشركة قامت بتصدير خبراتها إلى سلطنة عمان الشقيقة لاقامة مشروع زراعي على مساحة مليون متر مربع، وذلك عبر شراكة عقدتها مع شركة عمانية، حيث يصل حجم الاستثمار إلى 150 مليون ريال، وسيتم وضع حجر الأساس للمشروع خلال الأشهر الستة المقبلة، على ان تصل الطاقة الإنتاجية للمشروع إلى نحو 25 ألف طن سنويا من الخضراوات الاساسية، ومن المقرر بدء الانتاج الفعلي للمشروع اعتبارا من الربع الأول من عام 2022 ..وفيما يلي التفاصيل :
* بداية.. تعد شركة أجريكو من الشركات البارزة محليا في إنتاج الخضراوات بالسوق المحلي.. حدثنا عن نشأة الشركة والمنافسة مع الشركات المماثلة؟
- بدأت شركة أجريكو نشاطها من نحو 10 سنوات حيث دشنت عملياتها في عام 2011 ورغم وجود منافسين قدامى، إلا أن تميز الشركة وقدرتها على تحقيق مزيج من الجودة والأسعار التنافسية، هو ما جعلها ضمن قائمة الأبرز محليا ، خاصة وان شركة أجريكو هي الشركة الوحيدة في دولة قطر التي تقدم المنتجات العضوية مما ساهم في أن تحل دولة قطر في المرتبة الثالثة عالميا في الزراعة العضوية والمائية.
تقديم الدعم
* هل تقدمون الدعم للمزارع في السوق المحلي؟
- بالفعل..نقوم بدعم المزارع المتواجدة في السوق القطري، وتقديم خبراتنا في القطاع الزراعي، مثل مساهمتنا في تطوير مزرعة الواحة، والمساهمة في تطوير جزئي بمزرعة الصفوة، ويجري العمل حاليا مع مزرعة اخرى ثالثة، بالاضافة إلى مزرعة رابعة خلال الفترة القليلة المقبلة، كما نعمل أيضا مع الجهات المعنية لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، حيث نسعى جاهدين إلى زيادة الإنتاج المحلي، وتحويل الأراضي غير المنتجة إلى أراض منتجة، وقد قمنا بتطوير 250 ألف متر مربع من المزارع المختلفة خلال السنوات الثلاث الماضية، في السوق المحلي، سواء كانت بيوتا محمية مبردة أو غير مبردة ، لتنطلق هذه المزارع إلى مباشرة الإنتاج لتلبية الطلب المحلي من الخضراوات والفاكهة، كما ننصح دائما أصحاب المزارع بالتخصص في نوع أو نوعين فقط من الخضراوات والفاكهة، ومن ثم التطوير مستقبلا في حجم وعدد المنتجات الزراعية.
أنظمة زراعية
* هل ساهمت شركة أجريكو في تطوير أنظمة زراعية حديثة تعزز مستويات الإنتاج الزراعي؟
- قامت شركة أجريكو باستيراد تكنولوجيا زراعية حديثة لزيادة حجم المنتجات الزراعية العضوية، كما طورت هذه التكنولوجيا بنسبة 80 % لتزيد من قدراتها الانتاجية، خاصة وان هناك شريحة كبيرة من المجتمع باتت مهتمة بالمنتجات الزراعية العضوية والصحية، واستطاعت الشركة التوصل إلى تقنيات زراعية متطورة تنسجم مع ظروف المناخ بدولة قطر، حيث عملنا على تطوير أنظمة زراعية وانظمة للبيوت المحمية لكي تكون متلائمة ومتكيفة مع البيئة المحلية القطرية، لضمان الزراعة على مدار العام. وتم تسجيل أول براءة إختراع للشركة عام 2018، وتعمل أجريكو على 12 مشروعا حول البحث والتطوير R&D بالتعاون مع جامعات محلية ودولية.
الزراعة المائية
* ما هي مميزات الزراعة المائية وكيف يمكنها أن تساهم في تعزيز الإنتاج المحلي من الخضراوات والفاكهة ؟
- الزراعة في الماء يطلق عليها اسم «هيدروبونيك» وتوفر هذه التقنية المقومات اللازمة لنمو النباتات، دون الحاجة إلى وجود تربة عادية، كما يتم تزويد هذا النوع من الزراعة المائية بمعادن وأملاح وعناصر غذائية مختلفة بالنسب المحددة من أجل تغذية النباتات والخضراوات، دون الحاجة إلى تربة حقيقية، وتعتمد طريقة «الهيدروبونيك» على زراعة بذور النبات أو «الشتلات» في محلول مائي، يحتوي على العناصر الرئيسية التي يحتاج إليها النبات، كما أن الزراعة المائية تحمي النبات من الآفات التي قد تهاجمه من التربة، كما هو الحال في الزراعة التقليدية.
وما يميز الزراعة المائية انها تدر إنتاجا غزيرا وتحقق للمستثمرين في القطاع الزراعي ارباحا جيدة، على الرغم من ارتفاع التكلفة في بداية المشروع، وتعد الزراعة المائية مفيدة في توفيرها لأنواع مختلفة من الخضراوات والفاكهة تتمتع بجودة مرتفعة مع تميزها بكونها خالية تماما من المبيدات علاوة على النظافة الواضحة لجميع الثمار، وهذا ما نقوم به في مزرعة أجريكو حيث شيدنا وحدات إنتاجية زراعية متنوعة تم بناؤها على أحدث المواصفات العالمية وبتقنيات قطرية تم تطويرها لتلائم البيئة المحلية.
الاكتفاء الذاتي
* هل تم الوصول إلى نسبة من الاكتفاء الذاتي في بعض المنتجات الزراعية ؟
- حققنا نسبة اكتفاء ذاتي تفوق 30 % من نحو 16 صنفا من الخضراوات خلال فترة ستة أشهر فقط، تبدأ من شهر نوفمبر وحتى شهر مايو، فيما يتم الاعتماد على الاستيراد من الخارج في فترة الستة أشهر الأخرى من العام، ونحن نستهدف تمديد فترة الاكتفاء الذاتي لتكون نحو تسعة أشهر بدلا من ستة أشهر لأكثر من 20 صنفا من الخضراوات.
ونسعى جاهدين إلى العمل ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي والتي تسعى إلى زيادة إنتاج الخضراوات عبر تأسيس تجمع زراعي للبيوت المحمية باستخدام الزراعة المائية لتحقيق نسبة تصل إلى نحو 70 % من الاكتفاء الذاتي من خضراوات البيوت المحمية.
جائحة كورونا
* كيف أثرت جائحة كورونا على القطاع الزراعي وما هي أبرز المشكلات التي تواجه المستثمرين في القطاع ؟
- يمكن القول إن أزمة كورونا عززت من أهمية قطاع الزراعة كما ان اتجاه الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية حفز الانتاج الزراعي في قطر ، وعمل على زيادة وتيرة خطط الاكتفاء الذاتي من إنتاج الغذاء، وعزز السعي الحثيث للوصول إلى تحقيق هدف الأمن الغذائي.
وحاليا تتمثل أبرز التحديات التي تواجه العديد من المستثمرين في قطاع الاستثمار الزراعي الحيوي في التسويق والإدارة والخدمات اللوجيستية.
عوائد استثمارية
* ما هو متوسط العائد من الاستثمار في القطاع الزراعي سنويا؟
- يعد الاستثمار في قطاع الزراعة من أهم أنواع الاستثمارات التي تحقق الفائدة للمستثمر وللوطن، إلا انه يتطلب الصبر والنفس الطويل، خاصة وانه يعتبر من الاستثمارات طويلة الأجل، ويتراوح متوسط العائد على الاستثمار في القطاع الزراعي ما بين 13 % و 20% سنويا، ويصل العائد على رأس المال في بعض الأحيان إلى 25% سنويا ، ويعتمد تحقيق هذا العائد على وجود خطة انتاجية دقيقة واستراتيجية مرنة تتكيف مع المتغيرات بصورة سريعة وايضا يعتمد على ظروف وبيئة السوق التشغيلية .
مشاريع مستقبلية
* هل توجد مشاريع مستقبلية سيتم تدشينها خلال الفترة المقبلة ؟
- لدينا خطة لانتاج الروبيان لتكون ضمن منتجاتنا المميزة، حيث سيتم ادخال الاستزراع السمكي للمساهمة في تعزيز نمو هذا القطاع الهام والحيوي والعمل على سد متطلبات واحتياجات الاستهلاك المحلي، حيث نعمل على إنشاء مزرعة للروبيان، تقع على مساحة 10 آلاف متر مربع وبطاقة إنتاجية تصل إلى 350 طنا سنويا، لنقوم بتغطية أكثر من ثلث الطلب والاستهلاك المحلي من الروبيان ومن المتوقع ان يتم الانتهاء منها خلال العام الجاري ، و من المقرر أن يتم إنشاء مزرعة للبيض خلال الفترة المقبلة، وتعتبر جميع هذه المشاريع متكاملة تقع ضمن خطة واستراتيجية مزرعة أجريكو.
* هل لديكم توجه لإقامة مشاريع خارجية ؟
- عملنا على تصدير خبراتنا إلى سلطنة عمان الشقيقة لاقامة مشروع زراعي على مساحة مليون متر مربع، وذلك عبر شراكة مع شركة عمانية، حيث يصل حجم الاستثمار في المشروع إلى 150 مليون ريال، وحاليا نحن في بداية المشروع وسيتم وضع حجر الأساس خلال الأشهر الستة المقبلة .
* كم يبلغ حجم الطاقة الانتاجية لهذا المشروع في سلطنة عمان؟
- ستصل الطاقة الانتاجية إلى نحو 25 ألف طن سنويا من الخضراوات الاساسية مثل الطماطم والخيار والفلفل، وسيبدأ الإنتاج الفعلي في الربع الأول من العام 2022.
الزراعة العضوية
* هل المنتجات الزراعية العضوية القطرية يمكنها المنافسة خارجيا في ظل جائحة كورونا؟
- بكل تأكيد يستطيع المنتج القطري من الخضراوات والفاكهة العضوية المنافسة بشكل قوي للغاية حتى على المستوى العالمي، وبأسعار تنافسية للغاية وتقل بنسبة كبيرة عن أسعار المنتج الأجنبي في الأسواق الخارجية، وقد قمنا بالتصدير قبل الحصار إلى جميع دول مجلس التعاون الخليجي، مع التركيز على سوقي الكويت وسلطنة عمان، حيث تم تصدير الخضراوات من قطر إلى الاسواق الخارجية، وأيضا إلى أسواق اجنبية مثل دولة ألمانيا، ومنتجاتنا الزراعية العضوية تعد أقل الأسعار عالميا في المنتج العضوي، ولكن بعد جائحة كورونا تم تم التركيز على السوق المحلي لتلبية الطلب المتزايد بعد أزمة فيروس كورونا.
تداعيات الجائحة
* ما هي توقعاتك للاستثمار في قطاع الزراعة والأمن الغذائي بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا؟
- من المتوقع ارتفاع وتيرة ضخ الاستثمارات في قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي في السوق القطري، ولن تتوقف هذه الوتيرة حتى بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا المستجد، خاصة مع تيقن الكثير من المستثمرين من أهمية وجدوى الاستثمار في القطاع الزراعي وتعزيز تواجد المنتج المحلي والوطني خلال الازمات وحتى في الأوقات العادية، لاسيما وان دولة قطر تمتلك اعلى مستويات البنية التحتية المهيأة لاقامة مشاريع غذائية متنوعة وضخمة، كما يمكن التوجه إلى الأسواق الخارجية بعد تحقيق الاكتفاء في السوق المحلي.
بالاضافة إلى ذلك اصبح هناك اقبال من الشباب القطري على اقامة مشاريع زراعية مختلفة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في عدد من المنتجات الزراعية سعيا منهم إلى المساهمة بشكل فعال في تحقيق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي على ارض الواقع وتعزيز منظومة الاكتفاء الذاتي في قطر.