في حوار شامل مع العضو المنتدب الشيخ تركي بن فيصل : «الجازي» تسعى لاقتناص الفرص العقارية
كتب - محمد الأندلسي تصوير – محمود حفناوي
قال سعادة الشيخ تركي بن فيصل آل ثاني، العضو المنتدب لشركة الجازي للاستثمار العقاري، إن الشركة نجحت في توسيع وتنويع محفظتها الاستثمارية وتستهدف اقتناص فرص النمو بما يتماشى مع معاييرها.
وأوضح سعادته في حوار شامل أن عقارات «الجازي» تقع في أفضل المواقع بالدوحة، وتحقق متوسط معدل إشغال يبلغ 95% مما يعكس جودة العقارات والخدمات المميزة التي تقدمها الشركة لعملائها وفضلا عن ذلك فإن عملية تطوير العقارات مستمرة حيث خضعت مؤخرا لخطة تحديث واسعة النطاق.
واعتبر سعادته أن العقارت تعتبر ضمن أبرز القنوات الاستثمارية وأكثرها استقرارا وتوفر حزمة من الفرص الواعدة رغم التحديات الاقتصادية التي شهدتها المنطقة والعالم في الفترة الأخيرة، وذلك نظراً لما تشهده البلاد من توسع عمراني كبير بوتيرة متسارعة..تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
- بداية.. تأسست شركة الجازي للاستثمار العقاري في عام 1995، كشركة تابعة لشركة الفيصل القابضة.. حدثنا عن أهم المحطات والتحديات التي واجهتها الشركة طيلة هذه السنوات وكيف تخطتها؟
* تعتبر شركة الجازي للاستثمار العقاري إحدى الشركات العقارية الرائدة في قطر، ولديها محفظة استثمارية مميزة من العقارات السكنية والتجارية. ويمكنني القول إنه من أهم المحطات في مسيرة شركة الجازي للاستثمار العقاري كانت تطوير مجمع حدائق الجازي في قلب منطقة الخليج الغربي، والذي يعد من أوائل المجمعات السكنية الفخمة في قطر، ويُعد الموقع المفضّل للسكن المُخَصّص للعديد من الهيئات الدبلوماسية وشركات النفط والغاز في البلاد وغيرها العديد. كما كانت الشركة من أوائل الشركات التي حققت سجلّاً مميّزاً في إنشاء عدد من الأبراج شاهقة الارتفاع التي شكلت جزءاً من الصورة الجميلة لمنطقة الخليج الغربي.
مكونات المحفظة
- ما هو حجم المحفظة الاستثمارية لشركة الجازي للاستثمار العقاري؟
* ترتكز أنشطة الشركة في مختلف مناطق العاصمة القطرية الدوحة، وتضم محفظتنا الاستثمارية المتنوعة خمسة مجمعات سكنية مميزة وستة أبراج سكنية وتجارية وعددا من الأبنية السكنية. ويمكن التأكيد على إن جميع عقارات الجازي تتمتع بجودة عالية وتوفر لساكنيها أفضل المرافق، كما أننا نقوم باستمرار بأعمال التجديد والصيانة للمحافظة على جودتها العالية وبالتالي قيمتها السوقية.
تطوير مستمر
- ما هي أهم المشاريع المستقبلية التي تخطط الشركة لتنفيذها في العام 2022 سواء كانت محلية أو خارجية؟
* إننا في تركيز مستمر على تطوير أنشطتنا ضمن السوق المحلي، ونبحث عن الاستثمارات التي تعزز من قيمة محفظتنا العقارية وتوفر قيمة مضافة للمستأجرين سواء من ناحية جودة الوحدات السكنية أو الخدمات التي تُقدّمها عقاراتنا، أو المرافق والخدمات الترفيهية المميزة. لقد خضعت مؤخرا عقاراتنا لخطة تحديث واسعة النطاق، كما يعكس معدل الإشغال التفرد فيما نقدمه وجهود فريق العمل مما جعل من عقارات «الجازي» أحد أفضل الخيارات.
رضا العملاء
- ما هو تقييم العملاء عن المشاريع والخدمات العقارية التي تقدمها شركة الجازي؟
* لدينا نسبة إشغال مرتفعة جدا وهذا دليل على رضا العملاء والسمعة الجيدة في السوق كأحدى أفضل الشركات العقارية. وأودّ هنا أن أستغل هذه الفرصة لأعبر عن الأهمية العالية التي نوليها لتحقيق رضا عُملائِنا، وذلك من خلال تقديم مجموعة واسعة من الحلول التجارية والسكنية المبتكرة، مع التفاني المستمر في تقديم أعلى معايير الجودة وإرضاء العملاء التام، وذلك بهدف الحفاظ على مكانتنا كشركة عقارية رائدة في قطر. هذا بالإضافة إلى مواقع عقاراتنا المميز وقربها الاستراتيجي لمركز المدينة سواء للأسواق والمدارس وأماكن العمل بالاضافة إلى قربها بشبكة المترو وغيرها.
المباني الذكية
- مع التوجه العالمي للمباني الذكية.. هل تواكب شركة الجازي هذا التوجه في مشاريعها ؟
* بالطبع فإننا نولي اهتماماً كبيرا بمواكبة أفضل ممارسات الاستدامة والذكاء وذلك في سبيل دعم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة لتحقيق بيئة متوازنة اقتصاديّاً وبيئيّاً لجميع من يعيش على أرض قطر. وبالنظر إلى الفترة الزمنيّة التي تمّت فيها بناء منشآت «الجازي» العقارية، فإنّنا فخورون بكوننا قمنا بتوظيف أفضل وأحدث الإمكانيات من ناحية التصميم والتكنولوجيا المستخدمة، بهدف التقليل من ضرر المباني على البيئة بقدر الإمكان، وبحيث تواكب جميع المنشآت آخر ما توصّل له التطوّر التكنولوجي.
تطبيق الجوال
- ما مدى اعتمادكم على التكنولوجيا خلال جائحة كورونا في أعمال شركة الجازي والتسويق لمشاريعكم؟
* يسرّني القول إن أفضل تقنيّات التكنولوجيا المتطورة التي تمتلكها الشركة ساهمت في إدارة أعمال الشركة وضمان سير عمليّاتها التشغيليّة بأمان وسلاسة خاصة خلال فترة الجائحة في العامين الماضيين. كما أودّ أن أضيف أننا أطلقنا في وقت سابق تطبيقا للهاتف الجوال خاصا بالمستأجرين في جميع الوحدات السكنية والتجارية للجازي، والذي يوفّر راحة كبيرة للسكّان حيث يمكنهم أن يحجزوا المرافق التي يريدون استخدامها بالإضافة إلى رفع أي طلب صيانة أو شكوى لديهم إلى الإدارة بسهولة عن طريق التطبيق، بالإضافة إلى البقاء على تواصل مع المستأجرين في كافة الوحدات السكنية.
- ما آليات اختياركم للاستثمار في أي مشروع مستقبلي؟
* نتطلّع دوماً إلى أن تكون مشاريعنا المستقبلية تتماشى مع مكانة الشركة الرائدة في البلاد، مع التركيز على الجودة والموقع وتلبية تطلعات السوق المحلي المتطورة باستمرار.
فرص النمو
- كيف يمكن تقييم فرص نمو الشركات في ظل تطوير التشريعات العقارية؟
* يُعدّ القطاع العقاري من أهم القطاعات الاقتصادية وأكثرها استقرارا وثباتاً في الوقت الحالي، كما أنه مليء بالفرص الاستثمارية رغم التحديات الاقتصادية التي شهدتها المنطقة والعالم في الفترة الأخيرة، وذلك نظراً لما تشهده البلاد من توسع عمراني كبير وسريع الوتيرة، بالإضافة إلى المشاريع التي تهدف إلى تطوّر البنية التحتيّة وشبكات المواصلات، وخاصة تلك المتعلقّة باستضافة البلاد لكأس العالم 2022، حيث تُعدّ هذه المشاريع الجديدة التي سيتم إنجازها قبل نهاية هذا العام هي المُحرّك الأساسي للتطوير في مختلف القطاعات.
هذا وقد تم تخصيص مبلغ 74 مليار ريال للمشروعات الرئيسية من إجمالي مصروفات الموازنة العامة لعام 2022، حيث تسـتمر الدولة في اسـتكمال المشـاريع العامة وفق الخطط والاستراتيجيات المعدة مسـبقا. وتحظـى مشـاريع البنيـة التحتيـة، وتطويـر أراضـي المواطنيـن، ومشـاريع تطويـر الخدمـات العامة بأهمية كبيرة والتي تعتبر من أهم دوافع التوسع العمراني مما سيؤدي إلى وفرة بالفرص الاستثمارية الواعدة.
حجم الانفاق
- هل تعتقد أن السوق المحلى قد وصل لمرحلة التشبع بالمشاريع العقارية المختلفة؟
* بالطبع لا، السوق العقاري مازال يوفر فرصا للنمو..حيث إن هناك العديد من المشاريع الكبيرة القادمة والواعدة بالفرص، وكما ذكرت فإن الإنفاق الحكومي الرأسمالي على المشاريع التنموية في البلاد من شأنه أن يؤثر بشكل إيجابي على النمو الاقتصادي محليّاً، فمُعدّلات الإنفاق الحكومي على مشاريع التنمية في البلاد تعتبر بدورها من أهم العوامل التي تدفع عجلة النمو العقاري، وخاصة مشاريع النهضة العمرانية الكبيرة التي ستُشكّل انتعاشاً للقطاع العقاري.
كأس العالم
- استضافة قطر لكأس العالم في قطر 2022 ستعمل على استقطاب حشد هائل.. ما هو انعكاس ذلك على أعمال شركة الجازي؟
* يمكن القول إن الاستفادة الكبرى للمونديال ستتحقق في التنمية التي ستشهدها البلاد على نطاق واسع، وفي الإرث الذي سيتركه هذا الحدث الهام حتى بعد انتهائه. وحيث إنه من المتوقّع أن تساهم استضافة قطر لكأس العالم باستحداث عدد كبير جدّاً من فرص العمل، مما سيساهم في استقطاب المزيد من الطلب على العقارات السكنية. والجدير بالذكر أن متوسط نسبة الإشغال في عقارات الجازي تبلغ حاليّاً 95 %، الأمر الذي يرجع إلى جودة عقاراتنا والموقع والخدمات المميزة.
ما بعد المونديال
-ما رأيك في تخوفات البعض من تعرض بعض القطاعات الاقتصادية للركود بعد انتهاء كأس العالم في قطر 2022 ؟
* على العكس فإن الاهتمام في الوقت الحالي يتمحور على كل ما هو متعلّق بمشاريع كأس العالم، وحتى بعد الانتهاء منه سيكون هناك اتجاه كبير للتركيز على الابتكار وجذب الاستثمارات والتوسع، إذ أن البلاد تمتلك أحد أفضل مقوّمات التنمية من بنية تحتية متطورة وموقعا جغرافيا مُميّزا، وأعلى مستويات الأمن والأمان، ملاءة مالية، بالإضافة إلى خطوط نقل جوية وبحرية والتي تُعدّ ضمن الأفضل عالميّاً، فرؤية قطر الوطنية 2030 تساهم في بناء اقتصاد قوي ومتكامل بين قطاعات البلاد المختلفة ولا يرتكز على قطاع مُعيّن، واستراتيجية التنمية التي تتبنّاها البلاد من شأنها أن تضمن استمرارية النمو.
نهضة عمرانية
- ما تقييمكم لدور القطاع الخاص بالقطاع العقاري؟ وكيفية العمل على زيادة استثماراته بالقطاع؟
* شهد القطاع العقاري نهضة عمرانية متسارعة خلال العقد الماضي والذي شهد امتدادا عمرانيا خارج مدينة الدوحة وتشييد مجموعة من المدن العصرية المعتمدة على أحدث التقنيات في مقدمتها مدينة لوسيل التي تعد دليلا حقيقيا عن المستوى الكبير الذي بلغته البلاد في هذا القطاع. ومع التزام الحكومة بمواصلة الاستثمار في مشاريع البنى التحتية والتخطيط العمراني لتحقيق التنمية العمرانية الشاملة وإيجاد بيئة استثمارية جذابة متمثلة في تطوير التشريعات الاقتصادية واطلاق حزمة تحفيزات إيجابية أعلنتها الحكومة من ضمنها توسيع دائرة تملك غير القطريين للعقارات والانتفاع بها، وفق شروط وضوابط ومزايا معينة كل هذه العوامل أدت إلى إحداث نقلة نوعية في تطوير القطاع العقاري في قطر، وعززت جاذبيته الاستثمارية في المنطقة، بما يعود بالفائدة على المستثمر المحلي والأجنبي من جهة، وعلى الاقتصاد والقطاع العقاري في الدولة من جهة أخرى.
إن نمو هذا القطاع مدعومٌ بشكل كبير بالتسهيلات المالية التي تُقدّمها له المصارف والمؤسسات المالية المحليّة، الأمر الذي يُشير إلى أن عمليات الإنشاءات العقارية مستمرّة في النمو.
- كيف تنظر إلى النقلة النوعية التي حدثت في مجال العقارات والفنادق والبنية التحتية في قطر حاليا؟
* يمكنني القول إنني أعتبرها نقلة استثنائية وفريدة من نوعها، وهي ذات أهمية بالغة لجذب الاستثمارات العالمية إلى البلاد ولتكون مركزاً تجاريّاً هاماً على مستوى المنطقة، وهي ذات عوائد إيجابية على المدى البعيد أيضاً.
توجهات العقارات
- ما هي أحدث توجهات القطاع العقاري؟
* التركيز على تقديم خدمات استثنائية وكل ما هو جديد في المجال العقاري ويحقق قيمة مضافة لمحفظتنا العقارية ويعزز من تجربة المستأجرين، كما نلاحظ مؤخراً الاهتمام المتبادل وزيادة التعاون بين الشركات العقارية وقطاع الضيافة، واستحداث فكرة الوحدات السكنية ذات العلامات التجارية، والتي توفّر لساكنيها خدمات الضيافة الفندقية من قبل مشغلي الفنادق في وحداتهم السكنية ومن الممكن تبني هذا النموذج محليا نظرا لقوة الشركة الأم (الفيصل القابضة) في مجال الضيافة وعلاقاتها المميزة مع أفضل مشغلي الفنادق العالميين وخبرتها بتوفير هذا النموذج في مشاريعها خارج قطر.
القطاع المصرفي
- كيف ترى دور القطاع المصرفي في تقديم الائتمان وتمويل المشروعات الاستثمارية؟
* يلعب القطاع المصرفي المحلي دوراً بارزاً في تقديم التسهيلات الائتمانية والدعم لمختلف قطاعات الدولة، الأمر الذي من شأنه أن يدعم استمرارية الأعمال محليّاً، فقد أصبح القطاع المصرفي شريكاً أساسيّاً في عملية التنمية الاقتصادية، حيث إنه يُعد مصدراً هامّاً للتمويل والتسهيلات المصرفية.
تطوير الأداء
- كلمة أخيرة تود إضافتها ؟
* إنني فخور بالتوسّع والتنوّع الذي تتميّز بها محفظتنا الاستثمارية، وأتطلّع إلى اقتناص المزيد من الفرص الاستراتيجية للنمو بما يتماشى مع معاييرنا وقيمنا، حيث تقع عقارات «الجازي» في أفضل المواقع في عاصمة بلادنا الحبيبة قطر، ويسرّني أن نهتم دائماً بالتفاصيل التي تجعلنا محلّ اختيار وثقة العملاء، وأن أكمل ما بدأه والدي الشيخ فيصل بن قاسم في مجال الاستثمار العقاري والسير على نفس النهج لتطوير الشركة خلال المرحلة القادمة.