المونديال يبهر العالم وينعش الاقتصاد
كعادتها دائما، واصلت قطر إبهار العالم من خلال مونديال كأس العالم الذي سيسجل اسمه كأفضل نسخة مونديالية في التاريخ وسيرسخ مكانته في ذاكرة الجماهير لفترة طويلة ليس فقط لأن قطر هي أول دولة عربية وشرق أوسطية تحظى بشرف تنظيم كأس العالم، وإنما من حيث الافتتاح والتنظيم والملاعب وتوفير وسائل نقل مجانية ومريحة للمشجعين ومنح تسهيلات في التنقل والإقامة فضلا عن الفعاليات والأنشطة في مناطق المشجعين والتي جعلت قطر محل إشادة عالمية ودولية، فيما أكد قطاع واسع من زوار قطر من المشجعين صعوبة تكرار هذه النسخة مرة أخرى بينما تخطى عدد المشاهدات الأولية لحفل افتتاح البطولة ومباريات الجولة الأولى من دور المجموعات حاجز المليار مشاهدة، وهو مستوى قياسي.
وعلى المستوى الاقتصادي، يشهد الاقتصاد القطري انتعاشا غير مسبوق حيث يسجل القطاع الفندقي حاليا طفرة كبرى بمعدلات الإشغال التي سجلت مستويات قياسية في ظل ارتفاع تدفقات الزوار الواردة إلى الدولة، حيث تشير التقديرات إلى استقبال قطر بين ١.٢ مليون و١.٧ مليون زائر خلال فترة كأس العالم، والذي ينتهي يوم ١٨ ديسمبر ٢٠٢٢، ومن المقرر أن يؤسس المونديال لطفرة فندقية في قطر، مع ترسيخ مكانة الدولة على خارطة السياحة العالمية، وخصوصا في ظل افتتاح أكثر من ٣٠ منشأة سياحية وترفيهية وفندقية ستقود نمو قطاع الضيافة في مرحلة ما بعد كأس العالم، الأمر الذي يمهد الطريق لتحقيق الاستراتيجية السياحية التي تستهدف جذب نحو ٦ ملايين سائح إلى قطر بحلول ٢٠٣٠ .
في قطاع التجزئة، شهدت مراكز التسوق في السوق المحلي نشاطا كبيرا نتيجة إقبال المشجعين على التسوق، بالتزامن مع إطلاق بعض المتاجر حزمة من العروض والأنشطة والفعاليات المرتبطة بالمونديال، من حيث توفير شاشات عملاقة لمشاهدة المباريات وطرح حزمة من الخصومات وإجراء سحوبات على جوائز قيمة، الأمر الذي يعزز التوقعات بتحقيق انتعاش كبير في إيرادات قطاع التجزئة المحلي.
في قطاع الاتصالات، ارتفع الإقبال على خدمات شركتي Ooredoo وفودافون قطر نتيجة زيادة أعداد الزوار، مما زاد من إيرادات البيانات والاتصالات والتجوال، أما قطاع العقارات فلم يكن بعيدا عن جني المكاسب، حيث قامت حزمة من الشركات العقارية بتوقيع عقود تأجيرية مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث قبيل انطلاق فعاليات المونديال مما سينعكس إيجابا على أداء قطاع العقارات في الربع الأخير من ٢٠٢٢ .
وكذلك سجلت حركة السفر والنقل الجوي نموا كبيرا، حيث تكشف تقديرات الهيئة العامة للطيران المدني عن تضاعف عدد المسافرين إلى مطاراتها خلال العام الجاري، حتى ٣٦ مليون مسافر، مدفوعة بمونديال ٢٠٢٢، ووضعت الهيئة مسارين لتوقعات حركة المسافرين خلال العام الجاري، أحدهما معتدل بعدد ٣٤ مليون مسافر طيلة ٢٠٢٢ بنمو ٩٠ ٪ عن العام الماضي، بينما المسار الثاني أكثر إيجابية، ويتوقع ارتفاع عدد المسافرين إلى ٣٦ مليون مسافر خلال العام الجاري بنمو ١٠٥ ٪ عن أرقام ٢٠٢١.
وتتوقع الهيئة ارتفاع عدد رحلات الركاب عبر مطاري حمد والدوحة الدوليين، خلال بطولة كأس العالم، إلى ٢٨ ألف رحلة نظامية وعارضة خلال الفترة بين ٢١ نوفمبر وحتى ١٨ ديسمبر ٢٠٢٢.