المونديال يرفع جرعة الثقة بأداء البورصة
كتب- عوض الثوم
توقع مراقبون لأسواق المال أن يقود مونديال كأس العالم ٢٠٢٢ بورصة قطر إلى نمو قياسي مع ارتفاع منسوب الثقة في أداء الاقتصاد الوطني لافتين إلى أن العوائد المتوقعة من الحدث البالغة ١٧ مليار دولار أميركي ستنعكس إيجابا على قطاع واسع من الشركات المدرجة من حيث نتائجها المالية من جهة وأسعار أسهمها السوقية من جهة أخرى، بينما تكشف البيانات التاريخية للبورصة عن ارتباط وثيق بين التحركات السعرية لمؤشر البورصة وتطورات مونديال ٢٠٢٢.
وقال المستثمر يوسف أبو حليقة إن كأس العالم يرفع جرعة الثقة بأداء البورصة حيث سيزيد من التدفقات الاستثمارية الأجنبية الواردة في ظل الترويج لقطر كمركز مالي وتجاري اقليمي في المنطقة مع بدء المونديال منوها إلى أن جرعة الثقة تلعب دورا كبيرا في التحركات السعرية لبورصة قطر التي ستتحول إلى ملاذ آمن للمستثمرين الأجانب والمحليين بالتزامن مع المونديال في ظل حالة عدم اليقين التي تجتاح العالم، وفي المقابل فإن الشركات القطرية المدرجة ستجني ثمار المونديال من خلال تحقيق عوائد جيدة خلال فترة البطولة.
وارتفعت الأرباح الصافية للشركات المدرجة في بورصة قطر بنسبة ١٩.٣ ٪ خلال التسعة أشهر الأولى من العام ٢٠٢٢، لتبلغ حوالي ٣٩.٤٢ مليار ريال بواقع نمو ٦.٣٧ مليار ريال قياساً بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال أبو حليقة إن نمو أرباح الشركات يمثل محفزا إضافيا يضمن استدامة انتعاش البورصة خلال مرحلة المونديال ومابعدها حيث يعكس ذلك بوضوح قوة الملاءة المالية للشركات وقدرتها على لجم المخاطر المحتملة وتحسن البيئة التشغيلية فضلا عن قوة الاقتصاد الوطني الذي شهد مؤخرا ارتفاعا في تصنيفاته الائتمانية السيادية.
ورفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية النظرة المستقبلية لدولة قطر من مستقرة إلى إيجابية فيما أكدت التصنيف الائتماني السيادي عند مستوى Aa٣ بينما رفعت وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني S&P تصنيف دولة قطر الائتماني إلى AA مع نظرة مستقبلية مستقرة.
وتوقعت الوكالة أن تحقق دولة قطر فوائض كبيرة في الميزانية، وأن تخفض تكاليف خدمة الديون بشكل مستدام، وذلك بفضل الاستراتيجية الحكومية الناجحة لسداد الديون التي حل أجل استحقاقها.
يوسف أبو حليقة: نمو متوقع بالتدفقات الاستثمارية الأجنبية الواردة
آفاق واعدة
من جهته توقع المستثمر راشد السعيدي أن تحافظ بورصة قطر على جاذبيتها الإستثمارية بفضل المونديال وارتفاع أسعار النفط فوق مستويات ٩٥ دولار للبرميل وتحقيقها متوسطا سعريا يبلغ ١٠٠ دولارا للبرميل منذ مطلع ٢٠٢٢ وهو ما سينعكس إيجابا على أداء الاقتصاد الوطني الذي يحقق فوائض مالية قياسية.
وقفز فائض موازنة قطر خلال النصف الأول من ٢٠٢٢ وهي أحدث بيانات متاحة ١٢ مرة ليصل إلى مستوى بلغ ٤٧.٣ مليار ريال مقارنة مع فائض بلغ مستوى ٤ مليارات ريال خلال الفترة ذاتها من العام الماضي نتيجـة للسـيطرة الملحوظة علـى النفقـات وارتفـاع الإيـرادات وانتعاش أسعار النفط.
وقال السعيدي: المونديال سينعكس إيجابا على أنشطة الشركات المدرجة في قطر العاملة في حزمة من القطاعات وعلى رأسها العقارات حيث قامت حزمة من الشركات العقارية بإبرام عقود تأجيرية لمشاريعها مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث خلال فترة بطولة كأس العالم؛ فيما ستستقبل مشاريع أخرى تابعة للشركات العقارية المدرجة جماهير المونديال في وحداتها السكنية أو الفندقية، وهو ما سينعكس إيجابا على إيراداتها في الربع الأخير من عام ٢٠٢٢، وفي المقابل فإن الشركات العاملة في قطاع السلع والخدمات اللوجستية والاتصالات ستحقق عوائد متميزة من الحدث الأبرز عالميا.
راشد السعيدي: شركات العقارات والخدمات والاتصالات الأكثر استفادة
استثمارات أجنبية
بدوره قال المستثمر محمد البلم إن كأس العالم أدى إلى تعزيز جاذبية بورصة قطر الاستثمارية بوصفها سوقا قادرة على جذب تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية وخصوصا الاستثمارات المؤسسية؛ حيث شهدت منذ مطلع عام ٢٠٢٢ أعلى تدفقات استثمارية أجنبية واردة في تاريخها، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين في أدائها منوها بأن البورصة باتت ملاذا آمنا لرؤوس الأموال حيث قامت حزمة من المؤسسات العالمية بزيادة المخصصات المرصودة لبورصة قطر بدعم من تحسن منسوب الثقة في أدائها.
وبين أن البورصة تباشر حاليا تنفيذ استراتيجية لزيادة تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية من خلال رفع سقف ملكية الأجانب لدى قطاع واسع من الشركات المدرجة من ٤٩ ٪ إلى ١٠٠٪ فضلا عن خطط ترقية البورصة من مرتبة سوق ناشئة إلى مرتبة سوق متقدمة لدى المؤشرات العالمية.
و تعتبر بورصة قطر أكبر سوق ناشئة في الشرق الأوسط وثاني أكبر سوق في المنطقة من حيث قيمة الرسملة السوقية، كما أن بورصة قطر مدرجة في مؤشري مورغان ستانلي كابيتال للأسواق الناشئة MSCI ومؤشر فوتسي للأسواق الناشئة.
وشدد السعيدي على أن توزيعات الشركات المدرجة في بورصة قطر هي الأفضل إقليميا؛ حيث دأبت الشركات المدرجة على إقرار توزيعات سخية بهدف مكأفاة مساهميها، وهو الأمر الذي سيحافظ على جاذبية البورصة القطرية، ويمنع تسرب سيولة البورصة إلى الودائع المصرفية رغم موجة رفع الفائدة التي تجتاح العالم والتي ألقت بظلالها على بورصة قطر.
وفي ٣ نوفمبر ٢٠٢٢ قرر مصرف قطر المركزي رفع سعر فائدة المصرف للإيداع (QCBDR) بمقدار ٧٥ نقطة أساس ليصبح ٤.٥ ٪، ورفع سعر فائدة المصرف للإقراض (QCBLR) بمقدار ٥٠ نقطة أساس ليصبح ٥ ٪، ورفع سعر إعادة الشراء (QCB Repo Rate) بمقدار ٧٥ نقطة أساس ليصبح ٤.٧٥ ٪. وتأتي هذه الخطوة تلبية لاستحقاقات ارتباط الريال مع الدولار فضلا عن تحقيق حزمة من الإيجابيات لرفع أسعار الفائدة أبرزها: زيادة جاذبية الريال القطري كوعاء ادخاري من خلال تضييق هامش الفائدة بين كل من الدولار الأميركي والريال القطري.
محمد البلم : تعزيز جاذبية بورصة قطر أمام الاستثمارات المؤسسية
أدوات مالية
وقال المستثمر عويضة الهاجري إن مونديال ٢٠٢٢ يكرس مكانة بورصة قطر عالميا ويضعها في مرمى الاستثمارات الأجنبية المؤسسية كما أن الحدث العالمي ينعكس إيجابا على جميع الشركات المدرجة في البورصة التي تشهد حاليا نشاطا من حيث طرح حزمة من الأدوات المالية والاستثمارية الجديدة وآخرها البيع على المكشوف.
ولدى بورصة قطر خطة طموحة لطرح أدوات مالية جديدة، وهو ما يحفز من جاذبيتها أمام المستثمرين المحليين والأجانب حيث تخطط بورصة قطر لإدراج صناديق الاستثمار العقاري REITs خلال عام ٢٠٢٣ في إطار استراتيجيتها لتنويع الخيارات الاستثمارية أمام المتداولين، وطرح أدوات مالية جديدة لتعزيز الجاذبية الاستثمارية للبورصة على المستويين المحلي والعالمي، ومساعدة المستثمرين على تنويع محافظهم الاستثمارية وإدارة مخاطرهم الاستثمارية بشكل أفضل.
وصناديق الاستثمار العقاري REITs هي عبارة عن وحدات استثمارية في محافظ عقارية ذات صبغة تجارية وتتملك صناديق الاستثمار العقاري، في معظم الحالات، وتدير ممتلكات عقارية مدرة للدخل، وتذهب معظم إيرادات وأرباح تلك الوحدات إلى المساهمين في تلك المحافظ العقارية، وهي عبارة عن صناديق مغلقة (على عكس صناديق الاستثمار المتداولة ETFs).
واعتبارا من شهر أكتوبر الماضي طبقت بورصة قطر قواعد البيع على المكشوف المغطى، وقواعد إقراض واقتراض الأوراق المالية، ويعتبر كل من البيع على المكشوف المغطى وقواعد إقراض واقتراض الأوراق المالية أداتين استثماريتين مرتبطتين، حيث إنه عندما يرغب المستثمر في بيع أسهم لا يملكها فإنه يجب ان يقترضها أولا قبل ان تتم عملية البيع، وبموجب القواعد الجديدة يمكن اقتراض الأوراق المالية لأغراض متعددة منها تسوية عمليات البيع التي لا يتوافر لها أوراق مالية عند التسوية، وإنشــاء وحدات صنــاديق المؤشرات، أو تنفيذ صفقات البيع على المكشوف أو بغرض إعادة أوراق مالية سبق اقتراضها، ويقصد بالبيع على المكشوف المغطى، قيام أي من المصرح لهم (صانع السوق، مزود السيولة، المستثمر المؤهل) ببيع أوراق مالية مقترضة، أو دخل في ترتيبات اقتراضها، على أن تتم تغطية المراكز الناشئة عن البيع في هذه الحالة في تاريخ التســوية وفقاً لهذه القواعد. كما يقصد بالإقراض والاقتراض للأوراق المالية، قيام المقرض بنقل ملكية الأوراق المالية بصفة مؤقتة أو بيعها إلى المقترض خارج السوق بثمــن مؤجل الدفع مع التزام، أو وعد المقترض بردها أو إعادة بيعها إلى المقرض بناء على طلبه في أي وقت خلال الفترة المتفق عليها، أو في نهايتها ما لم يتم الاتفاق على غير ذلك.
عويضة الهاجري: كأس العالم يرسخ مكانة بورصة قطر عالميا
العوائد المتوقعة من الحدث تبلغ ١٧ مليار دولار وتنعكس ايجابا على أداء الشركات
فائض موازنة قطر حقق قفزة كبرى بواقع ١٢ ضعفا إلى ٤٧.٣ مليار ريال خلال النصف الأول
البورصة تعتزم طرح حزمة أدوات مالية جديدة لتعزيز جاذبيتها أمام المستثمرين المحليين والأجانب
تفاؤل كبير
وقال المستثمر والمحلل المالي ناصر غانم النعيمي إن إستضافة قطر لكأس العالم ٢٠٢٢ أحدث آثارا إيجابية كبيرة انعكست على أداء البورصة والمتداولين في السوق وزاد من جرعة التفاؤل في أوساط المستثمرين بشكل كبير، خاصة مع النتائج الإيجابية الجيدة التي حققتها الشركات والتي يتوقع أن تقر توزيعات جيدة للمستثمرين. وأضاف أن قوة الاقتصاد القطري من أهم العوامل التي جعلت من السوق القطري سوقا جاذبا، فضلا عن المبادرات التي تستهدف ترسيخ مكانة البورصة إقليميا وعالميا.
ومؤخرا أطلق جهاز قطر للاستثمار مبادرة صناعة السوق لتعزيز السيولة في سوق بورصة قطر كجزء من التزام جهاز قطر للاستثمار بدعم وتطوير البورصة والاقتصاد المحلي لدولة قطر. وبموجب هذه المبادرة، سيتمكن صانعو السوق المرخصون من الوصول إلى جزء من حيازات الأسهم المملوكة لجهاز قطر للاستثمار وبرامج الحوافز من أجل دعم سيولة الأسهم المدرجة في بورصة قطر.
وأضاف أن ثقة المستثمرين وتفاؤلهم يعتبر محفزا كبيرا لانتعاش البورصة، وقد دفع المونديال الثقة إلى أعلى مستوى، ومن المتوقع أن تنعكس توقعات المستثمرين الإيجابية من خلال الاتجاه الصعودي لأسعار الأسهم. وقد أظهر مؤشر مديري المشتريات الصادر عن مركز قطر للمال تحسن ثقة الشركات القطرية مع اقتراب موعد انطلاق مونديال كأس العالم لكرة القدم إلى أفضل مستوياتها في عامين في أكتوبر ٢٠٢٢.
ناصر النعيمي: ارتفاع جرعة الثقة والتفاؤل في أوساط المتداولين