هكذا ينفق بيل جيتس ثروته الطائلة
اعداد-محمد سيد:
يعد بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، وهو ثاني أغنى شخص في العالم بعد الأميركي ومؤسس شركة أمازون "جيف بيزوس"، حيث وصلت قيمة ثروته إلى نحو 95 مليار دولار، وفقا لمجلة فوربس الأميركية، لكن الكثيرين لا يعلمون ما الذي يفعله الرجل وعائلته بهذه الثروة العملاقة، غير شراء السيارات الفاخرة والعقارات الباهرة.
وفي هذا الصدد، قالت شبكة "بيزنيس إنسايدر" الأميركية، إنه من الصعب تخيل ما يجب فعله بهذا المبلغ الخرافي من المال، لكن جيتس يعرف كيفية تحقيق أقصى استفادة منه، وبينما ينغمس الرجل في الترف بشكل غير مبالغ فيه مقارنة بآخرين لا يملكون مقدار ثروته وينفقونها ببذخ يفوق المعقول، يشتري جيتس عقاراً أو بالأحرى قصراً وهو الموجود في واشنطن بقيمة 125 مليون دولار، أو طائرة خاصة، ومجموعة مختلفة من السيارات الفاخرة، لكنها جميعها لا تشكل سوى جزء بسيط من ثروته الضخمة.
وسبق وأن قال هو وزوجته، ميليندا ،إنه غير عادل أن يكونا وعائلتهما بهذا الثراء، لذا، فبدلاً من إنفاق المليارات على أنفسهم وأسرتهم، غالباً ما يتبرعون بالكثير من الأموال لصالح الأعمال الخيرية.
والمفاجئ بحسب الشبكة، إنهما تعهدا بالتخلي عن معظم ثروتهما من خلال "عطاء"، أطلقوه في عام 2010.
وبيل غيتس ثاني أغنى شخص على وجه الأرض، يستغل هو وزوجته ميليندا هذه القوة في الأغراض الخيرية من خلال مؤسسة بيل وميليندا غيتس، التي تمول مشاريع تهدف إلى الحد من الفقر وعدم المساواة والمرض والفجوات التعليمية والجوع في جميع أنحاء العالم.
وفي رسالته في 2018 والتي تناقش العمل الخيري للمؤسسة ، أجاب بيل وميلندا جيتس على 10 أسئلة وجهها لهما الناس بشكل متكرر، لكن سؤالا واحدا هو الذي كان الأكثر إثارة، "هل من العدل أن يكون لديكم كل هذه الثروة؟!"، لهذا ، أجاب كلاهما بالنفي.
وكتبت ميليندا جيتس: "ليس من العدل أن نحصل على ثروة كبيرة عندما لا يكون لدى الآخرين سوى القليل. وليس من العدل أيضاً أن نفتح خزائن ثروتنا لمعظم الناس".
وأضافت ميليندا جيتس :"قادة العالم يميلون إلى أخذ مكالماتنا الهاتفية والنظر بجدية فيما يجب أن نقوله. المناطق التعليمية التي تعاني من ضائقة مالية هي أكثر مانهتم به".
ولذا، وخلال إجابتهما حول منطقية أن تحظى عائلتهما بكل هذه الثروة، أجابا أنه قد لا يكون هذا الأفضل، لكن لايعني ذلك التفريط فيها وإنفاقها بشكل مبتذل، واعتبر جيتس أن ثروته وامتيازاته الهائلة هي أحد الأسباب التي دفعتهم إلى إطلاق مؤسسة بيل وميليندا جيتس.
وكتبت ميليندا جيتس تقول "إننا نقوم بهذا العمل ونستخدم كل ما لدينا من نفوذ ، لمساعدة أكبر عدد ممكن من الناس ولتحقيق الإنصاف في جميع أنحاء العالم".
وتعد مؤسسة جيتس هي أكبر مؤسسة خاصة في العالم ، وتتطلب التدقيق النقدي حول تأثيرها البعيد المدى. في حين يعتقد الكثير من الخبراء أن المؤسسة قد حسنت حالة الكثيرين في العالم ، ويقول البعض إن العمل الخيري لجيتس أصبح أكبر من أن يتم تقييمه.
وتقول بيزنيس إنسايدر، إنه إذا أنفق جيتس مليون دولار في اليوم ، فسيحتاج إلى أكثر من 245 عامًا لإنفاق ثروته.
وعلى الرغم من ثروته الضخمة ، قال غيتس في وقت سابق لإلين دي جينيريس أنه عندما أصبح ملياردير في سن ال 31 (أصغر ملياردير في التاريخ في ذلك الوقت) ، لم يذهب في فورة الإنفاق، بل تأنى وهذا ما أتاح له تفكير أعمق بعيداً عن البذخ، وضاعف ملياراته.
وعرضت بيزنس إنسايدر مجموعة متنوعة عن أبرز أوجه إنفاق جيتس وعائلته لثروتهم الكبيرة ، وهي ، استثمر جيتس في مجموعة متنوعة من الأسهم والموجودات وأطلقت صندوقا استثماريا بقيمة مليار دولار ، وهو "بريثارو إنيرجي" ، مع 20 شركة أخرى، كما أفادت تقارير أن جيتس يملك طائرة بومباردييه BD-700 جلوبال اكسبرس، والتي تبلغ قيمتها 40 مليون دولار ويمكنها استيعاب ما يصل إلى 19 شخصًا، وأمضى جيتس الكثير من وقته في بناء قصره اكسانادو، في واشنطن الذي استغرق منه سبع سنوات أنفق خلالها 63 مليون دولار. وتبلغ مساحته قصره 66 ألف قدم مربع ، وتقدر قيمته الآن بنحو 125 مليون دولار. ويوجد في منزله شاشات بقيمة 800 ألف دولار، و هناك لوحات حقيقية على حوائطه أيضاً - مثل لوحة وينسلو هومر التي اشتراها جيتس مقابل 36 مليون دولار في عام 1988. ويوجد أيضاً حمام سباحة يبلغ طوله 60 قدمًا - في مبنى منفصل على مساحة 3.900 قدم مربع، ناهيك عن مكتبة مساحتها 2100 قدم مربع ، بها مخطوطة لليوناردو دا فينشي من القرن السادس عشر اشتراها جيتس في مزاد بقيمة 30 مليون دولار في عام 1994. ولديه قاعة منزلية ضخمة لـ 20 ضيفا وستة مطابخ و 24 حماما ، ويحتوي منزل غيتس على العديد من المرائب لـ 23 سيارة، كما يعد بيل جيتس، جامع للسيارات الفاخرة، وكان أول تفاخر كبير له بعد تأسيس شركة مايكروسوفت بشرائه سيارة بورش 911، وقال خلال مقابلة تليفزيونية، بأنه باعها فيما بعد بمبلغ 80 ألف دولار، ولكن لدى جيتس سيارات بورش أخرى، ومن أنواع أخرى فاخرة.
ويمتلك بيل جيتس خارج جناحيه في واشنطن ، مزرعة للعطلات بمساحة 4.5 فدّان في ولينغتون ، فلوريدا ، مع قصر مساحته 12.864 قدم مربع. و تعتبر المنطقة نقطة رائعة لرياضة الفروسية، فابنته جنيفر فارسة بارعة، حيث اشترى الملكية لدعم شغفها، ويقال أنه أنفق 27 مليون دولار لشراء سلسلة كاملة من العقارات في المنطقة، و في كاليفورنيا ، يمتلك جيتس رانشو باسيانا التي تبلغ مساحته 228 فدانا والتي اشتراها مقابل 18 مليون دولار. ويشمل مضمار سباق وبستانًا وخمس حظائر، كما تم شراء مزرعة في وايومنغ بمساحة 492 فدانا، والتي تم إدراجها بمبلغ 8.9 مليون دولار في عام 2009، و قام بالعديد من الاستثمارات من خلال شركته الاستثمارية الشخصية ، كاسكيد ، بما في ذلك الملكية الجزئية لفندق تشارلز في كامبريدج ، ماساتشوستس، و يقال إنه يمتلك ما يقرب من نصف سلسلة فنادق فورسيزونز القابضة من خلال كاسكيد ، بما في ذلك فنادق في اتلانتا وهيوستن، كما تمتلك شركة جيتس 95% من الملكية مع الأمير الوليد بن طلال من المملكة العربية السعودية.
وفي عام 2013 ، دفع غيتس مبلغ 161 مليون دولار لفندق ريتز كارلتون في سان فرانسيسكو، واعتبارا من عام 2014 ،أصبحت قيمة الفندق 200 مليون دولار، و عندما لا يكون منشغلاً بشراء العقارات أو العمل ، يحتاج غيتس لقضاء عطلة أو اثنتين للاسترخاء، حيث يسافر إلى أستراليا وكرواتيا أو وبليز والأمازون في البرازيل، كما يقضي جيتس مع عائلته عطلتهم على البحر الأبيض المتوسط على متن اليخت الفاخر سيرين البالغ طوله 439 قدما ، والذي استأجره بمبلغ 5 ملايين دولار في الأسبوع. ويشمل طائرة هليكوبتر، وقال جيتس سابقا إنه يحب لعب التنس والذهاب للتزلج، ولهذا فهو يدفع الكثير في الملاعب والأندية لممارسة رياضته، و جيتس أيضاً قارئ متعطش للكتب فلديه في منزله مكتبه عملاقة، لا يمل عبرها من مطالعة الكتب، والبحث عن جديد الإصدارات والأخرى النادرة والكتب التي دار حولها الجدل في مجالات مختلفة، كما يكره غيتس التسوق لشرائ شئ لنفسه ، لكنه اعترف بأنه يحب "شراء أشياء لزوجته ميليندا ليهاديها بها. ومع ذلك ، قال زوجته مرة أنه لا يحب الإسراف في الإنفاق على الملابس والمجوهرات.
و استثمر جيتس سابقاً في أمياريس، وهي شركة بيولوجية اصطناعية، أنتجت مشتقات لعقاقير الملاريا والوقود الحيوي القائم على الهيدروكربون. و تهتم الشركة أيضاً بمجال الصحة بانتاج العطور ومنتجات العناية بالبشرة ، و في عام 2017 ، استثمر غيتس 50 مليون دولار في أبحاث مرض الزهايمر، و تبرع جيتس بأكثر من 2 مليار دولار في عام 2016 لدعم الصحة والتنمية العالمية والتعليم في أميركا، و تعهدت مؤسسة جيتس بحوالي ملياري دولار لهزيمة الملاريا ، وتبرعت بأكثر من 50 مليون دولار لمكافحة الإيبولا ، وتعهدت بمبلغ 38 مليون دولار لشركة أدوية يابانية تعمل على إنتاج لقاح شلل الأطفال منخفض التكلفة، كما التزمت مؤسسة جيتس بدفع مبلغ 2.5 مليار دولار على الأقل لتحالف العالمي ينتج لقاحات مناعية إلى البلدان الفقيرة، و بيل وميليندا أيضا أنفقا من خلال مؤسستهما الكثير للتعليم، حيث أنشأت مؤسسة جيتس برنامج علماء الألفية بنحو 1.6 مليار دولار، و أخيراً وليس آخراً، اشتركت مؤسسة جيتس مع مؤسسة دان دي وتي في عام 2016 ، بمبلغ 100 مليون دولار للقضاء على سوء التغذية في نيجيريا، و فيما يخص مستقبل ثروته، سيترك جيتس 10 ملايين دولار لكل واحد من أبنائه فقط، كصافي ودائع مالية.