"بيزنس" الشركات بين أيدي مستخدمي وسائل التواصل
كتب – محمد الأندلسي
أكد عدد من رجال ورواد الاعمال على اهمية التسويق الالكتروني للشركات مشيرين إلى أن التسويق الالكتروني يستحوذ على حصة تبلغ 25% من إجمالي انفاق الشركات العاملة في السوق القطري خاصة وان الدراسات المتخصصة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك اهمية استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في زيادة ارباح الشركة ومضاعفتها عدة مرات مشيرين الى الطفرة الكبيرة التي حدثت في عالم التسويق في ظل التطور الهائل التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الحديثة، حتى بات التسويق الالكتروني وخاصة عبر مواقع "السوشيال ميديا" اهم ركائز التسويق حاضرا ومستقبلا .
وتشير الاحصائيات الحديثة إلى أن أكثر من 95% من افراد المجتمع القطري يستخدمون الانترنت وهي نسبة مرتفعة للغاية الأمر الذي يعزز فرص التسويق الالكتروني للشركات كما بلغت نسبة الأسر التي لديها اتصال بالإنترنت 95.8%، بالاضافة الى ان حوالي 93% من السكان في قطر يستخدمون تطبيق واتس آب، وحوالي 70% منهم يستخدمون انستغرام، و64% منهم يستخدمون سناب شات، فيما أظهرت بعض الأبحاث أن أفراد المجتمع القطري يقضون في المتوسط حوالي 45 ساعة أسبوعيًا على شبكة الإنترنت؛ أي ما يقرب من ضعف ما يقضيه غيرهم في بعض الدول وكذلك ارتفعت مستويات انتشار الانترنت في دولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، بمعدل نمو سنوي مركب تجاوز نسبة 6% ، بالاضافة الى تزايد استخدام الانترنت في منطقة دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 27% على مدى الفترة من العام 2000 إلى العام 2015، بحسب تقرير شركة مارمور مينا إنتليجنس.
ويشير تقرير مارمور مينا إنتليجنس إلى أن العلامات التجارية تعزز حضورها على شبكات التواصل الاجتماعي خليجيا فيما لجأت الشركات إلى مواقع التواصل للترويج لمنتجاتها والاعلان عن خططها وتوسعاتها حتى أصبحت أكثر منصات التواصل الاجتماعي شيوعا هي مواقع تويتر وانستغرام وسناب شات وفيس بوك ولينكدإن، ويعتبر استخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر مرتفعا نسبيًا في دول الخليج مقارنة بدول أخرى منها ألمانيا والهند والولايات المتحدة، كذلك فإن تواجد الشركات القطرية والخليجية الصغيرة والمتوسطة الحجم على مواقع التواصل الاجتماعي آخذ في الارتفاع، حيث أظهرت دراسة أجراها موقع لينكدإن شملت 260 شركة صغيرة ومتوسطة للتعرف على مدى تواجدها على قنوات التواصل الاجتماعي، أن 92% من الشركات المشاركة في الدراسة قد أنشأت لها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما تعمل 5% من الشركات على التحضير لإنشاء صفحات لها، وتتواصل غالبية القطاعات مع عملائها بصورة مباشرة عبر هذه المواقع مثل قطاعات تجارة التجزئة، والاتصالات، والتجارة الإلكترونية، والإلكترونيات، وشركات الطيران، والمواد الغذائية، وخدمات الطعام، وغيرها.
ويقول رجل الاعمال، والرئيس التنفيذي لشركة المجاز لتقنية المعلومات، محمد عبدالله العبيدلي ان سهولة وصول السكان في دولة قطر الى الانترنت وانتشاره بصورة شبه كاملة بين افراد المجتمع، يجعل الشركات تتنافس لوصول منتجاتها الى العملاء، حيث تظهر اهمية التسويق الرقمي والالكتروني للشركات وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أنه بات من اساسيات التسويق بل يمكن القول انه المستقبل الحقيقي لمجال التسويق في العالم، حيث يتفوق على التسويق التقليدي بشكل واضح، سواء من حيث الوصول الى الشريحة المستهدفة، او من حيث التكلفة أو الانتشار او التواصل مع العملاء، ومتابعة ردود افعالهم بشكل سريع".
واضاف العبيدلي :"اثبتت الدراسات المختلفة بما لايدع مجالا للشك، ان استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في التسويق للشركات، يعمل على زيادة ارباح الشركة ويضاعفها عدة مرات مقارنة بما قبل استخدام هذه الشبكات الاجتماعية في التسويق، لذلك يجب على الشركات ان تضع نسبة معينة من حجم رأسمالها تحددها للتسويق عموما والتسويق الالكتروني خاصة".
واوضح العبيدلي ان التسويق الالكتروني يستحوذ لدى بعض الشركات على حصة تبلغ 25% من اجمالي الانفاق على التسويق وتختلف النسبة باختلاف المشروع والمنتج الذي يتم الترويج له، فقد يتطلب المشروع ان يتم تخصيص 90% من رأسمال الشركة للتسويق، وهذا بحسب طبيعة المنتج والجمهور المستهدف.. مضيفا :" من المرجح ان تعود نفقات التسويق بصورة مضاعفة لتصل إلى عائد يبلغ 100% من اجمالي هذا المبلغ الذي تم تخصيصه للتسويق".
كنز التسويق
من جانبه، قال رجل الاعمال ناصر النعيمي، ان التسويق الالكتروني للشركات بمختلف احجامها يعد حجر اساس وركيزة رئيسية لانطلاق المشروع بالصورة الصحيحة، خاصة مع التطور الهائل لوسائل الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي" السوشيال ميديا" والتي تعتبر كنزا حقيقيا للشركات حال تم استغلالها بصورة صحيحة.
وتابع قائلا :" انه قد رأى الكثير من الحملات التسويقية والإعلانية تتحول إلى كارثة فقط لأن من خطط تلك الحملات لم يضع في الحسبان الاهتمام بالشرائح المستهدفة، فتضيع الكثير من الأموال دون عوائد تذكر، وهذا ما تلجأ الكثير من الشركات الكبيرة الاحترافية لتجنبه".
واكد النعيمي أهمية اتباع دراسة جدوى دقيقة وعملية قبل الشروع في اطلاق أي مشروع، ومن ثم استخلاص النتائج لمعرفة أي نوع من التسويق من المفضل اتباعه التقليدي او الالكتروني، مشددا على اعطاء كل نوع منهما حقه بحسب طبيعة المنتج المقدم.
واشار الى ان التسويق عبر الانترنت اقل تكلفة من التسويق التقليدي، فضلا عن امكانياته الكبرى في التحديد الدقيق للشريحة المستهدفة من جمهور المستهلكين، لافتا الى اهمية تخصيص 20 % من رأسمال الشركة للتسويق للمنتجات مشددا على اهمية ان يتم الاستعانة بالخدمات الاعلانية التي تطرحها شركات كبيرة مثل جوجل وفيسبوك وتويتر، والتي تقدم خدمات وحملات ترويجية للمشروع او المنتج الذي يتم تقديمه ليصل بصورة دقيقة الى الشريحة المستهدفة للمنتج.
تطور كبير
بدوره أكد رجل الاعمال، سعد آل تواه الهاجري ان الثورة المعلوماتية والتطور الكبير في وسائل التواصل ، خلقت طفرة كبيرة في عالم التسويق ليحدث تغيرا كاملاً في مفهوم التسويق واساليبه، عبر ما تم استحداثه من وسائل التواصل والاتصال من خلال استخدام الشبكة العنكبوتية.
وأكد الهاجري أن التسويق عبر المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي يعمل على توجيه الإعلان عن المنتج او السلعة التي تقدمها الشركة إلى الشرائح المستهدفة، حيث يعد هذا الجانب من الأهمية بمكان أنه يوفر الكثير من التكاليف أثناء عمليات التسويق، بالاضافة الى امكانية ان ترفع الحملة التسويقية للمنتج من مبيعات وارباح الشركة بصورة كبيرة.
واضاف: "اصبح من الضروري تخصيص جزء من رأس مال الشركة للتسويق بنسبة تتراوح ما بين 20% الى 30% من اجمالي رأس المال سواء كان تسويقا الكترونيا او تقليديا، بل يمكن القول انه من دون التسويق لن تكون هناك اي ارباح تحققها الشركة، كما بات من الطبيعي حاليا ان يتم التوجه الى استغلال الشبكات الاجتماعية مثل الفيس بوك وتويتر وانسغرام وخاصة تويتر الذي يشهد طفرة غير مسبوقة في الاوقات الحالية".
تقييم دوري
من جهته قال رجل الاعمال خالد الكواري: "تزداد أهمية مواقع التواصل والشبكات الاجتماعية المتعددة، يوما بعد يوم، خاصة في التسويق بقطاع الاعمال، خصوصا ان الشركات تتسابق على الترويج لمنتجاتها لتحقيق الانتشار على أوسع مدى ممكن".
وتابع قائلا: "من الممكن ان يتم تخصيص نسبة 25% من اجمالي رأسمال المشروع للتسويق للشركة وللمنتجات، كما ان هذه النسبة ستعود اضعافا مضاعفة اذا تم تطبيق استراتيجية تسويقية مرنة وذكية، بالاضافة الى ان الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق للشركات بمختلف احجامها وانواعها، الصغيرة والمتوسطة والكبيرة منها، ينشر علامتها التجارية بشكل اوسع في مختلف الشرائح المستهدفة من الجمهور، علاوة التواصل المباشر والسريع مع العملاء".
واكد اهمية التخطيط الاستراتيجي للتسويق بكافة وسائله لاسيما التسويق الالكتروني، مشددا على ضرورة القيام بالتخطيط لمدة عام لاستراتيجية التسويق، والمتابعة الدورية الدقيقة لها وتعديلها بحيث تلائم الجمهور وتصل الى الشريحة المستهدفة بصورة افضل، منوّها الى ان الاستراتيجية الصحيحة والملائمة للتسويق الالكتروني، تعمل على زيادة مبيعات الشركة من منتجاتها بنسبة كبيرة.
ووفق توقعات عالمية فإن حجم الاموال التي سيتم انفاقها خلال العام الحالي 2019، على التسويق والاعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم سيبلغ 50 مليار دولار ، كما يشكل حجم سوق الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي 20% من حجم سوق الإعلانات على شبكة الإنترنت في العام الجاري 2019 ، بعدما شكل 16% عام 2016، كما سيصبح الفارق بين الأموال المنفقة على الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي والأموال المنفقة على الإعلانات في الصحف 1% فقط خلال العام الحالي ، إذ سيبلغ الإنفاق على الإعلانات في الصحف 50.7 مليار دولار، مقارنة بـ 50.2 مليار دولار على وسائل التواصل الاجتماعي، على أن يتجاوزها بحلول عام 2020، وذلك وفق وكالة الإعلانات "زينيث أوبتيميديا".