الأسواق الشعبية ..ملاذ المستهلكين في قطر
كتب- محمد عبد العزيز
توفر الأسواق الشعبية في قطر متعة الاختيار أمام المتسوقين نظراً لتعددها وانتشارها في مختلف المناطق، حيث تأتي قائمة الأسواق الشعبية القديمة على رأس أولويات القاصدين لشراء أغراض موسمية بأسعار أقل من المجمعات التجارية (المولات)، وتشهد تلك الأسواق زخماً ونشاطاً غير تقليدي خلال المواسم السنوية ، نظراً لحرص المواطنين والمقيمين على شراء جميع المتطلبات قبل المواسم والأعياد بوقت كاف ورغم العروض الترويجية على السلع والمنتجات الغذائية التي تطلقها المجمعات التجارية (المولات)، فإن الجمهور يفضل شراء احتياجاته من الأسواق الشعبية بأسعار الجملة، وخصوصا قبيل المواسم والأعياد، حيث توفر الأسواق الشعبية مجالاً واسعاً أمام المستهلك للتحكم في الأسعار والوصول بها إلى مستويات سعريىة جيدة من حيث الكمية والتكلفة الإجمالية، وعلى سبيل المثال يقصد الكثيرون السوق المركزي في منطقة أبوهامور لشراء الخضراوات والفاكهة بالجملة بأسعار أقل من محلات المجمعات التجارية ومحلات السوبر ماركت المنتشرة في المناطق، وتوفر ساحات العرض المكشوفة والمغطاة في السوق أنواعاً مختلفة من الخضراوات والفاكهة الطازجة المنتجة محلياً والمستوردة من مصادر مختلفة ، كما يوفر السوق قسماً خاصاً للبيع بالتجزئة، المعروف باسم "سوق المفرق" لراغبي شراء كميات أقل وبأسعار مناسبة.
وتجتذب المنتجات الزراعية الطازجة التي تضخ المزارع القطرية مئات الأطنان منها المستهلكين والباحثين عن صفقات توفيرية في السوق المركزي يومياً، حيث يتم عرض المنتجات بكميات هائلة تتيح للمستهلك شرائها بصفقات رابحة وموفرة، إذ تعتبر أسعار المنتجات الزراعية في السوق المركزي أقل بنسبة 70% من محلات التجزئة والمجمعات التجارية، وبدا واضحا اعتماد السوق بشكل كبير على المنتج الوطني على مدار العامين الماضيين، والذي يحظى بقبول واسع من قبل المستهلكين، نظراً لجودته العالية وطريقة زراعته وتخزينه وتغليفه وفقا للمواصفات والمقاييس العالمية.
وقد اعتاد الباحثون عن التوفير رصد حركة البيع والشراء في السوق المركزي في أوقات مبكرة من الصباح، حيث يتوجه التجار والموزعين إلى الساحة الرئيسية، ما بين الخامسة والسادسة صباحاً؛ لعرض منتجاتهم وإقامة المزاد العلني لتوزيعها على الباعة، ويأتي دور المستهلكين لاقتناص صفقاتهم اليومية التي لا تقارن أسعارها بأماكن الشراء الأخرى ويتكون السوق المركزي من عدة ساحات لعرض المزروعات مختلفة، حيث يتوسط السوق ساحتان كبيرتان واحدة لعرض الخضراوات والأخرى للفاكهة، وفي جانب آخر توجد ساحة فضاء لعرض أنواع معينة من الخضراوات مثل البصل والثوم والبطاطس، والفاكهة مثل البطيخ واليقطين والشمام.
ويستهدف السوق المركزي بصورة يومية مندوبي توريد الأغذية لكبرى المطاعم والفنادق والمطابخ الشعبية، حيث تأتي سيارات الشحن المبردة إلى ساحة السوق في أوقات مبكرة، للحصول على حصصها اليومية من المزادات والبائعين، نظراً لانخفاض أسعار المعروضات عن الأسواق والمجمعات الخارجية .
وإلى جانب السوق المركزي في منطقة أبوهامور يوجد سوق الأغنام، ويقع سوق الأغنام على مساحة شاسعة في وسط المنطقة السكنية حيث يحده شارع السوق المركزي من جهة، وطريق سلوى السريع من جهة أخرى، ويقع المقصب الآلي التابع لبلدية الدوحة في وسط السوق، كما توجد بالسوق ساحات مختلفة لبيع الأغنام الاسترالية والمحلية .
ويقصد سوق الأغنام بصورة يومية أيضاً المنشآت الغذائية والمطاعم والمطابخ الشعبية التي تعتمد على لحوم الأغنام بصورة يومية لإعداد العزائم والولائم والوجبات، كما تعتمد المطابخ الشعبية بصفة أساسية على سوق الأغنام في أبوهامور، حيث تتراوح حاجتها من الأغنام يومياً مابين 3 إلى 5 أغنام بحسب الحاجة والطلب، ويبدأ سعر الخروف الاسترالي الحي من 430 ريالا قطريا للرأس، بينما سعر الخروف السوري الحي 1250 ريالا قطريا، والمحلي 1200 ريال قطري، أما البقر فيبدأ سعر البقر الاسترالي الحي من 5500 ريال قطري للرأس.
وفي نفس الإطار، يبحث المستهلك في قطر عن الأسواق الشعبية لشراء الأغراض اليومية المختلفة بأسعار أقل من المجمعات التجارية (المولات) مثل أداوت النظافة والتجميل والتشجير وأغراض التخييم والرحلات البرية والبحرية وأداوات الشواء، ورغم تعدد أماكن الشراء أمام المستهلك، إلا أنه يفضل "السوق العماني" ، ويقع السوق العماني بجانب السوق المركزي في منطقة أبوهامور، ويعتبر مستقطب القاصدين عن أدوات نوعية قد لا تكون موجودة في أماكن أخرى، أو في المجمعات التجارية.
ويتميز السوق العماني الذي يبغ من العمر نحو 40 عاماً، وقد تأسس رسمياً أواخر عام 1979م وتم افتتاحه عام 1980، بالتعدد والتنوع في معروضاته، وكان الهدف من إنشائه إقامة ساحة تسويقية تجمع منتجات سلطنة عمان والخليج حيث كانت معظم البضائع المعروضة تأتي يومياً إلى الدوحة مثل : التمور بأنواعها المختلفة ومنتجاتها المتنوعة، زيت الزيتون بأنواعه، الكمأ (الفقع) ويشتهر السوق العماني ببيع الفقع في موسمه (بعد أمطار الوسمي الموسمية)، بالإضافة للأغذية المجففة التقليدية،وأنواع الفحم الخاص بالشواء وغيره، وأنواع من الخشب المستخدم في التخييم والرحلات البرية مثل (خشب السدر والقرط والبلوط)، كما يضم السوق ركنا لمنتجات الزراعة وأدواتها وبعض الشتلات والبذور الشائعة للزراعة المنزلية، كما يحتوي على ركن لأدوات الطهي واحتياجات المطابخ الشعبية ، بأسعار لاتقارن بالأماكن الأخرى للشراء.
ويتضح الفارق بين الأسعار جلياً في مجال الملابس، خاصة الثياب القطرية الرجالية والنسائية، حيث يستقطب سوق العلي في منطقة الغرافة شمال غرب الدوحة عشرات الزبائن يومياً، الباحثين عن محلات الخياطة والتفصيل الرجالية وأكشاك تصليح الساعات والأحذية وصيانة الجلود بأسعار تنافسية لا يمكن أن يحصل عليها الزبائن في المجمعات التجارية والمولات، حيث تعمل نحو 20 ورشة خياطة بدون توقف خلال المواسم كل عام وتتراوح سعر الطاقة من 300 ريال إلى 500 ريال، بحسب نوع القماش، وتعادل تكلفة الثوب في محلات بيع الثياب في الشوارع التجارية والأماكن السياحية والمولات نحو 3 ثياب في سوق العلي.
وتأتي الأقمشة إلى سوق العلي من مصادر مختلفة أهمها مصانع النسيج اليابانية ، التي تنتج أنواع (الطيوبو، الشكيبو) وهي الأنواع الأساسية لتفصيل الثياب القطرية الرجالية الرسمية ، كما اتجه المستوردون للأسواق الآسيوية والأوروبية لاستيراد الأقمشة المختلفة، بدلاً استيرادها من الأسواق المجاورة، جراء فرض الحصار الجائر قبل عامين تقريباً.
ويأتي سوق واقف ضمن قائمة الأسواق المثالية للتسوق أمام المستهلكين في قطر ، الراغبين في شراء أدوات منزلية والملابس النسائية والأقمشة والعطور والمنتجات والسلع الغذائية حيث يستقطب سوق واقف يومياً آلاف الزائرين من سكان قطر والزائرين والسائحين من مختلف أنحاء العالم.
ويضم سوق واقف تشكيلة متنوعة من المحلات التجارية مختلفة الأنشطة ، حيث يعتبر سوق واقف الخيار الأمثل أمام جمهور المستهلكين لشراء التوابل والمكسرات بأنواعها ومصادرها المختلفة، كما يعد الملاذ الأول لشراء العطور والبخور، حيث يوجد ممر كامل داخل السوق يجمع نخبة من محلات العطور بفئاتها المختلفة لتوفير جميع الخيارات والأسعار أمام المستهلكين والزائرين للسوق، كما توجد عشرات المحلات المختصة في بيع التوابل والبهارات المستوردة من مختلف البلدان، والتي تشكل فرصة حقيقية أمام المستهلك للتعرف على أنواع جديدة من المنتجات الأساسية للطهي، والتي تأتي من الشرق والغرب إلى قطر، فبعض المنتجات من إيران والهند والصين، وبعضها الآخر من أميركا والأرجنتين، وبعض المنتجات من أفريقيا واستراليا.
أما أدوات الطبخ في سوق واقف فيجدها الزائر أشكالاً وأنواعاً مختلفة داخل ممر خاص في الجهة الشمالية للسوق، حيث توجد أواني الطهي بمقاساتها وخاماتها المختلفة، وأدوات الضيافة وأطقم التقديم المستوردة من تركيا والصين وفرنسا وإيطاليا، حيث يحرص تجار الأدوات المنزلية على جلب أحدث صيحات البضائع العالمية بجانب حرصهم على تواجد المنتجات التقليدية التي يحبذها القطريون بصفة خاصة.