الشيخ نواف بن جاسم رئيس مجلس الإدارة في حوار خاص : توسعات كتارا للضيافة لا تتوقف
حوار – سعيد حبيب
قال سعادة الشيخ نواف بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس إدارة كتارا للضيافة إن الشركة تتبنى استراتيجية توسعية مدروسة لتوسيع محفظتها الفندقية لتصل إلى 60 فندقا بحلول عام 2030.
وأوضح سعادته في حوار خاص قائلا أن الشركة نجحت في تعزيز حضورها دوليا بالتزامن مع مساهمتها الكبرى في تطوير قطاع الضيافة القطري كما أنها دخلت نادي الكبار عالميا في قطاع الضيافة حيث تحتل المرتبة الأولى إقليميا والـ14 عالميا في قائمة أعلى الشركات تحقيقا للايرادات بقطاع الضيافة وكذلك تتصدر قائمة أكثر الشركات امتلاكا للغرف الفندقية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في الحوار التالي يستعرض سعادة الشيخ نواف بن جاسم مسيرة النمو والخطط والأهداف وفيما يلي التفاصيل:
* أعلنت “كتارا للضيافة” نيتها توسيع محفظتها الفندقية إلى 60 فندقا بحلول 2030 فما تفاصيل هذه الخطة؟
- تتبني شركة كتارا للضيافة استراتيجية توسعية لا تتوقف حيث تستثمر في أيقونات فندقية تجمع بين التاريخ والتراث والفخامة وقد نجحت الشركة في تعزيز حضورها دوليا حتى أنها باتت ضمن أبرز الشركات العالمية العاملة بقطاع الضيافة وتبلغ المحفظة الفندقية للشركة حاليا 42 فندقا في كلا من : قطر والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا وآسيا وعند النظر إلى مسيرة نمو كتارا للضيافة لن نبذل جهدا كبيرا لملاحظة تطورها المذهل ويكفي أن نشير هنا إلى أنه في عام 2000 كان لدى الشركة 4 آلاف غرفة فقط بينما يبلغ عدد الغرف لدينا حاليا أكثر من 25 ألف غرفة ونسعى إلى توسيع حجم محفظة فنادقنا لتصل إلى 60 فندقا بحلول عام 2030.
تقييم الفرص
* ما هي آليات تقييم الفرص الاستثمارية لدى كتارا للضيافة؟
- تتبني الشركة استراتيجية استثمارية انتقائية ..ولذا يمكن التأكيد على أن استراتيجيتنا التوسعية مدروسة وتخضع لاعتبارات الجدوى الاستثمارية وليست عشوائية ..فجميع الفنادق التابعة لمحفظتنا تتمتع بحزمة من المقومات أهمها : التاريخ والأصالة حيث تنفذ الشركة استراتيجية للحفاظ على اصالة وتاريخ الفنادق المرموقة حول العالم والتي تقع ضمن محفظتها الاستثمارية لاستعادة مجدها السابق مع اضفاء لمساتها الخاصة التي تجعل من هذه الفنادق أيقونات عالمية لا تنسى. ويمكن القول ان الشركة يعرض عليها فرص استثمارية كثيرة لكنها لا تختار الا الأفضل وهو ما بات معروفا عنها على المستوى العالمي.
خارطة الحضور
* ماهي خارطة حضور كتارا للضيافة عالميا؟
- تملك كتارا للضيافة حالياً مجموعة من الفنادق العالمية الكبرى والرائدة التي تتوزع عبر 4 قارات حول العالم مع تحالفات وشراكات قوية مع شركات عالمية متخصصة في إدارة الفنادق وكذلك تمتلك كتارا للضيافة العلامة التجارية الخاصة بها لإدارة وتشغيل الفنادق وهي مجموعة فنادق مروب التي تدير مجموعة من الفنادق المملوكة وغير المملوكة لها حول العالم .
وتضم محفظة الشركة حاليا فنادق عالمية تشمل: فندق بلازا بإدارة فيرمونت، جروفنر هاوس، بإدارة جيه دبليو ماريوت، لو رويال مونسو– رافلز باريس، فندق بودا-بار باريس، فندق بينينسولا باريس، فندق إنتركونتيننتال كارلتون كان، فندق إنتركونتيننتال أمستل أمستردام، فندق إنتركونتيننتال مدريد، فندق إكسلسيور جاليا- لوكشري كوليكشن ميلان، فندق ويستن إكسلسيور روما، فندق ذا ساڤوي بإدارة فيرمونت، فندق شوايزرهوف بيرن، فندق رينيسانس شرم الشيخ غولدن فيو بيتش، منتجع شيفا-سوم، فندق رافلز سنغافورة، فندق رويال سافوي لوزان، فندق أدريا لندن، فندق و منتجع ذا تافيرني 1879 بيرجنستوك، فندق و مركز اجتماعات القصر في بحيرة لوسيرن، فندق بيرجنستوك ومنتجع ألبين – بحيرة لوسيرن، شقق فندقية في منتجع بيرجنستوك – بحيرة لوسيرن، جروفنور هاوس لندن، بإدارة جيه دبليو ماريوت.
السوق القطري
* وماذا عن محفظة الشركة من الفنادق في السوق القطري؟
- تضم محفظة الشركة حاليا في قطر: فندق ماريوت الخليج الدوحة، فندق الريتز كارلتون- الدوحة، فندق موفينبيك الدوحة، فندق ومنتجع فريج شرق، منتجع ومركز اجتماعات شيراتون الدوحة، سمرست الخليج الغربي الدوحة، منتجع شاطئ سيلين من منتجعات مُروب، منتجع سميسمة من منتجعات مُروب، ذا أفينيو – أحد فنادق مروب، البيت للشقق الفندقية بإدارة مروب, فندق وشقق ذا ويست هاوس، ابراج كتارا لوسيل مارينا، فندق بوابة المدينة ، فندق جوري من فنادق مروب، منتجع وسبا المسيلة لوكشري كوليكشن، منتجع ريكسوس جزيرة قطيفان الشمالية، ومنتجع شاطئ سلوى.
العوائد الاستثمارية
* هل تحقق الشركة عوائد استثمارية جيدة من محفظتها من العقارات الفندقية؟
- بالفعل ..نحقق عوائد ممتازة ..ويمكن القول أن شركة كتارا للضيافة دخلت نادي الكبار عالميا في قطاع الضيافة حيث تتصدر قائمة الأعلى في الإيرادات بقطاع الضيافة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا كما تحتل المرتبة الـ 14 عالميا في هذا المضمار أما بالنسبة إلى عدد الغرف فإن كتارا للضيافة تتصدر قائمة أكثر الشركات امتلاكا للغرف الفندقية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
خطة التقطير
* ماذا عن خطط التقطير لدى “كتارا للضيافة”؟
- خطة التقطير لدى الشركة تحقق تقدما كبيرا وتمضي على قدم وساق وتحقق نجاحا كبيرا حيث نتبنى استراتيجية فعالة لتقطير الوظائف بهدف تأهيل وتطوير الكوادر الوطنية بقطاع الضيافة مع خلق فرص عمل وتوظيف فريدة للمواطنين القطريين وقد أطلقت الشركة حزمة من البرامج التدريبية لتطوير اداء موظفيها حيث تسير في مسارين متوازيين الأول هو التوسع والثاني هو الاستثمار في الثروة البشرية حيث يعتمد نجاح الشركة بشكل كبير على قدرات كوادرها وفريقها وموظفيها وبالتالي فإن “كتارا للضيافة” تستثمر في ثروتها البشرية لأنها مفتاح نجاحها .
وقد نفذنا في وقت سابق برامج تدريب لمجموعة واعدة من خريجي المدارس الثانوية، كما طرحنا مبادرة (رعاية) بالتعاون مع جامعتي ستندن وقطر لتشجيع الشباب القطري على الانخراط في قطاع الضيافة، فضلاً عن أننا نشجّع التدريب متعدد التخصصات داخل مؤسستنا، لننشئ فريقاً من الطموحين ذوي المهارات العالية، نضمن لهم منصة تعينهم على تنمية مواهبهم سواء محلياً أو دولياً وقد أطلقنا في العام 2016 برنامج (تحسين) بالتعاون مع ماريوت الدولية كخطوة هامة في مسيرتنا نحو الريادة تؤكد حرصنا على الاستثمار في تمكين الشباب القطري وتعزيز مهاراتهم للانطلاق نحو مستقبل أكثر إشراقاً علاوة على استمرارنا في استقطاب الكوادر الوطنية ضمن خطة التقطير التي نباشر تنفيذها حاليا ومنذ إطلاق أعمالنا في العام 1970، حرصنا على دعم ومواكبة التطورات التي شهدها ولا يزال قطاع الضيافة في دولة قطر، والاستفادة من الفرص المتاحة للتواصل مع المؤسسات التعليمية الرائدة لاستقطاب وتمكين المواهب الشابة الذين سيقودون عجلة نمو هذا القطاع مستقبلاً .
أهداف ومشاريع
* ما هي الأهداف التي تسعى “كتارا للضيافة” إلى تحقيقها ؟ وماذا عن أبرز المشاريع؟
- نسعى إلى أن تكون الشركة في صدارة أكبر المؤسسات العالمية بقطاع الضيافة والفندقة كما نستهدف المساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030 وتعزيز التنويع الاقتصادي مع تطوير قطاع السياحة سواء في السوق المحلي أو حتى الأسواق العالمية فيما تعتبر كتارا للضيافة أكبر شركة مالكة ومطورة ومشغلة للفنادق في قطر وتلعب دورا كبيرا في تطوير القطاعين السياحي والفندقي المحلي.
وقد أطلقت “كتارا للضيافة” شركة قطيفان للمشاريع، والتي تقدر بقيمة 11 مليار ريال قطري، وذلك بهدف تطوير مشروع جزيرة قطيفان الشمالية والتي تحتل أحد أبرز المواقع في مدينة لوسيل على الواجهة البحرية لتمثل وجهة ترفيهية سياحية ضخمة.
وجاء إطلاق شركة قطيفان للمشاريع ليمثل علامة بارزة تؤكد التزامنا بالاستثمار في تطوير صناعة السياحة وتعزيز قطاع الضيافة المحلية لدولة قطر، حيث تهدف رؤية كتارا للضيافة إلى تغيير عالم الضيافة من خلال الاستثمار والابتكار، والتي من شأنها أن تترك إرثا بارزا للأجيال القادمة تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
وتباشر الشركة كذالك تنفيذ مشروع أبراج كتارا، الوقع في منطقة لوسيل مارينا والذي يحتل أحد أبرز المواقع في مدينة لوسيل على الواجهة البحرية لتمثل وجهة ترفيهية سياحية ضخمة ويمضي تطوير المشروع قدما بوتيرة متسارعة وسيضم هذا المشروع فندقاً من فئة الخمس نجوم لتلبية متطلبات المسافرين من رجال الأعمال، وفندقا من فئة الست نجوم للباحثين عن إقامة تتميز بأقصى درجات الفخامة والرقي، ومن المقرر ان يحتضن المشروع 505 غرف إضافة إلى 49 شقة فاخرة لمحبي الراحة المطلقة ووحدات ومرافق ترفيهية وترويحية عصرية.
تدابير كورونا
* كيف أثرت جائحة كورونا على مسيرة مشاريع كتارا للضيافة؟
- لدينا استراتيجية تحوطية لدرء المخاطر وفور نشوب جائحة كورونا قامت الشركة باتخاذ حزمة من التدابير الوقائية والاحترازية في جميع مرافقها وفنادقها مع تطبيق خطة استمرارية الأعمال لضمان تقديم خدماتنا بمعايير عالمية تضمن الأمن والسلامة سواء للضيوف أو لفريق العمل ويمكن القول اننا نجحنا في ذلك بامتياز .
محفزات اقتصادية
* ما رأيك في المحفزات الاقتصادية التي أقرتها دولة قطر لمواجهة تداعيات كورونا؟
- قامت دولة قطر فور ظهور أزمة كورونا بإقرار حزمة من المحفزات الاقتصادية من خلال مجموعة من التدابير والاجراءات الفعالة والتي قادت الاقتصاد القطري إلى تجاوز تحديات الجائحة من خلال وشملت الحزمة: دعم وتقديم محفزات مالية واقتصادية بمبلغ 75 مليار ريال للقطاع الخاص، بالإضافة إلى قيام مصرف قطر المركزي بتوجيه البنوك لتأجيل أقساط القروض المستحقة والفوائد أو العوائد المترتبة عليها، لمن يرغب من القطاعات المتضررة التي شملتها قرارات اللجنة العليا لإدارة الأزمات، وذلك لمدة ستة أشهر اعتباراً من تاريخ 16 مارس 2020، علاوة على توفيره سيولة إضافية للبنوك العاملة بالدولة، وتوجيه بنك قطر للتنمية بتأجيل الأقساط لجميع المقترضين لمدة ستة أشهر، وزيادة الصناديق الحكومية استثماراتها في البورصة بمبلغ 10 مليارات ريال.
وأعلن بنك قطر للتنمية عن اطلاق برنامج الضمانات الوطني للاستجابة لتداعيات كورونا والمستمر في تقديم دعمه لرواد الأعمال حتى منتصف عام 2021، كما أطلقت كلا من وزارة التجارة والصناعة وغرفة قطر حزمة من المبادرات الأخرى.
وقد أدى النجاح الكبير لحزمة المحفزات الاقتصادية إلى إجماع المؤسسات الاقتصادية العالمية على تحقيق الاقتصاد القطري لنمو وانتعاش في 2021 حيث يتوقع كلا من البنك الدولي ومصرف ستاندرد تشارترد الأميركي تحقيق الاقتصاد القطري نموا بواقع 3% بينما يرجح صندوق النقد الدولي تحقيق اقتصادنا نموا بواقع 2.7% في ظل اساسياته القوية ومناعته ضد الأزمات وقدرته الكبرى على تجاوز التحديات.
قطاع الضيافة
* كيف تنظر إلى فرص نمو قطاع الضيافة في قطر؟
- آفاق قطاعي الضيافة والسياحة في قطر واعدة في ظل الجهود الكبرى التي يبذلها المجلس الوطني للسياحة لتطوير القطاع السياحي والمنشآت الفندقية الجديدة التي تتسابق لدخول السوق القطري والفرص الاستثمارية التي يتم طرحها على القطاع الخاص للمساهمة في تطوير قطاع السياحة المحلي.
ويمكن القول ان دولة قطر تتمتع بمقومات سياحية كبرى علاوة على بنية تحتية متطورة وخطوط طيران هي “الخطوط الجوية القطرية” والتي تتصدر قائمة أفضل شركات الطيران بالعالم علاوة على مطار حمد الذي يعتبر ضمن الكبار عالميا في قطاع المطارات وبالتالي فإن الفرصة سانحة لتطوير القطاع السياحي سواء عبر طرح فرص للشراكة بين القطاعين العام والخاص أو استقطاب مستثمرين أجانب للاستثمار في القطاع السياحي.