المدير العام د. طارق مرتضى: شركة كوزمو تريد تستهدف الانضمام لقائمة الثلاثة الكبار بقطاع الأدوية المحلي
كتب - محمد الأندلسي
تصوير – محمود حفناوي
كشف الدكتور طارق مرتضى مدير عام شركة كوزمو تريد، عن استهداف الشركة الانضمام لقائمة أفضل 3 شركات عاملة في قطاع الأدوية المحلي، مشيرا إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع توجه «كوزمو تريد» نحو الاندماج مع شركة أخرى كبيرة في القطاع الدوائي والمستلزمات الطبية خلال الفترة المقبلة.
وأضاف في حوار شامل أن الشركة تمتلك حصة سوقية تصل إلى نحو 30 % محليا في قطاع المستلزمات الطبية التجميلية حيث تعتبر شركة كوزمو تريد هي صانع السوق في هذه الفئة من قطاع الأدوية، منوها إلى دولة قطر تعتبر سوقا جاذبا لمزودي الأدوية والرعاية الصحية، وعلى الرغم من حجم السوق الصغير نسبيا، إلا أنه يحظى بحزمة من الفرص الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي..تفاصيل أخرى في الحوار التالي:
- بداية.. حدثنا عن نشأة الشركة؟
- تم تدشين شركة كوزمو تريد في عام 2013، أي أنها تعمل في السوق القطري منذ نحو تسع سنوات كاملة، وتندرج تحت الشركة مجموعة صيدليات «جرينز» المنتشرة في أرجاء قطر، والتي بدورها توفر الأدوية المختلفة التي يحتاجها السوق المحلي، كما نمتلك العديد من الوكالات العالمية المتخصصة في الصناعة الدوائية، ونمثل أكثر من 25 شركة عالمية في فئات مختلفة مثل فئة المستلزمات الطبية المتنوعة، ومنتجات العناية بالفم والأسنان، ومنتجات العناية بكبار السن، بالإضافة إلى مستحضرات التجميل والعناية الشخصية والمواد الطبية التجميلية حيث تعتبر الشركة ضمن قائمة الأبرز في هذا القطاع بالسوق المحلي، وكذلك فإننا نستورد هذه المستلزمات الطبية من دول متعددة مثل ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وبولندا، حيث يعتمد قطاع الصناعة الدوائية في قطر على واردات المنتجات الصيدلانية بشكل كبير.
- كم بلغ حجم رأسمال الشركة عند التأسيس؟
بدأت شركة كوزمو تريد برأسمال يبلغ نحو 10 ملايين ريال عند تأسيسها، ولكن مع مرور الأعوام ارتفع حجم رأسمال الشركة مما مكنها من ترسيخ وتعزيز تواجدها في السوق المحلي.
جائحة كورونا
- ما هي معدلات النمو التي حققتها الشركة منذ ظهور جائحة كورونا (كوفيد – 19)؟
- عملت جائحة كورونا على حدوث نقلة نوعية في قطاع الصناعة الدوائية وقطاع الصيدلة، حيث كان هناك ارتفاع كثيف في الطلب على المطهرات والمعقمات والقفازات في بداية الجائحة، وأيضا كان هناك نمو كبير في الطلب على الفيتامينات وخاصة فيتامين سي.
وحاليا نسجل معدلات نمو ملحوظة ففي عام 2020 حققنا معدل نمو في مبيعاتنا يفوق 50 % وفي عام 2021 حققنا معدل نمو بالمبيعات يبلغ 25 % ونستهدف تحقيق قفزة بالمبيعات بنسبة تبلغ 60 % خلال العام الجاري 2022.
وبشكل عام تتراوح معدلات العائد على الاستثمار في القطاع الدوائي والصيدلي ما بين 12 % وحتى 19 % سنويا.
زيادة سعرية
- هل كان هناك ارتفاع في مستويات الأسعار لبعض المنتجات الدوائية في ظل جائحة كورونا؟
- في بداية جائحة كورونا كان هناك إقبال قياسي وكثيف من جميع المستهلكين على المستلزمات الطبية للحماية الشخصية وللحد من انتشار فيروس كورونا، مثل الكمامات والقفازات والمعقمات والمطهرات، والتي زاد الطلب عليها بصورة كبيرة للغاية وكان المعروض منها قليلا مقارنة مع حجم الطلب ولهذا ارتفعت أسعارها، إلى أن تدخلت الدولة في هذا الأمر ووضعت حدا لسقف الأسعار بالتوازي مع زيادة مستويات الاستيراد من الخارج لتلبية الطلب المحلي المتزايد خلال بداية الجائحة، وهو الأمر الذي عمل على حدوث استقرار في مستويات الأسعار.
وهذا ما حدث أيضا مع جهاز فحص كورونا الذاتي السريع، حيث حدث نقص في السوق من هذا الجهاز وبالتالي ارتفع سعره ولكن مع تدخل وزارة الصحة العامة وإصدارها تعميما لمديري الصيدليات الخاصة ومديري الجمعيات التعاونية والهايبر ماركت بشأن تحديد الحد الأقصى لأسعار بيع مستلزمات ومنتجات التحليل السريع لمرض (كوفيد - 19)، فقد عمل ذلك على وضع حد أقصى للأسعار ليصبح سعر البيع للجمهور 35 ريالا قطريا للجهاز ولكن في صيدليات جرينز نطرحه بسعر 16 ريالا فقط، وذلك لمجابهة غلاء الأسعار وتوفيره بسعر ملائم لجميع شرائح المستهلكين، ويستخدم جهاز الفحص السريع لفيروس كورونا (كوفيد 19)، عبر أخذ مسحات من الفم والأنف، حيث تظهر النتيجة خلال 15 دقيقة.
- ما الذي دفعكم للاستثمار في قطاع الصناعات الدوائية؟
بحكم تخصصي وخبرتي في قطاع الدواء والصيدلة توجهت إلى إنشاء عدة شركات سابقة في هذا المجال، لاسيما وأنني متواجد في قطاع الدواء بالسوق القطري منذ عام 1991، وقتذاك كان عدد الشركات محدودا، ومن ثم تطور تدريجيا، وفي عام 1995 بدأت عملية تسجيل وتسعير الأدوية ووضع الضوابط اللازمة من الجهات المختصة.
تقييم القطاع
- ما تقييمك لقطاع الصناعة الدوائية في قطر ؟
- يعتمد قطاع الصناعة الدوائية في قطر بشكل كبير على واردات الأدوية والمنتجات الصيدلانية من الاستيراد من الخارج، ولاتزال هذه الصناعة في بدايتها وتخطو خطواتها الأولى، حيث تعتبر استثمارا طويل الأجل يتطلب رأسمال كبيرا والكثير من الصبر لتحقيق الاستفادة من هذا الاستثمار وجني عوائد جيدة، ويوجد في قطر محاولات جادة وناجحة أيضا لتوطين الصناعة الدوائية ولكنها مازالت أعدادها قليلة، ويمكن التأكيد على أن العمل على توطين الصناعات الدوائية في دولة قطر يتطلب أيضا بنية تحتية علمية قوية، وهو ما يستدعي أيضا دعم الأبحاث الدوائية.
تشجيع الاستثمار
- إذن كيف ترى دور الحكومة في تشجيع الاستثمار في هذا القطاع؟
- تعمل دولة قطر عبر مؤسساتها المختلفة على تقديم الدعم الكامل والتشجيع المستمر للقطاع الخاص والجهود الوطنية المبذولة في المشاريع التي يقوم بها رجال الأعمال القطريون في مختلف القطاعات ومنها قطاع الصحة والدواء، لتحقيق الأمن الدوائي في قطر، خاصة مع توجيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في أكثر من مناسبة إلى ضرورة وأهمية فتح المجال أمام القطاع الخاص ليكون شريكا أساسيا في تحقيق التنمية المستدامة في دولة قطر، ويمكن للصناعة الدوائية وتوطينها أن تحقق طفرة في حال دخول الدولة ذاتها كمستثمر وكشريك مع القطاع الخاص لتجاوز أي تحديات أو عقبات قد تواجه المستثمر.
وتعد دولة قطر سوقا جاذبا لمزودي الأدوية والرعاية الصحية، وعلى الرغم من حجم السوق الصغير نسبيا، إلا أنه يحظى بحزمة من الفرص الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي، لاسيما وأن الدولة تمنح الأولوية لتطوير الخدمات المختصة بالرعاية الصحية لتصبح على مستوى عالمي، وتعمل أيضا على تشجيع القطاع الخاص لضخ المزيد من الاستثمارات في قطاع الرعاية الصحية والصيدلة، كما أن ارتفاع مستوى الدخل في دولة قطر ليكون ضمن أعلى دخل للفرد في العالم، يترجم إلى قوة شرائية عالية للأفراد في قطر، بالإضافة إلى أن القدرة المالية المرتفعة للسكان بالتوازي مع جهود الدولة في تحقيق التنويع الاقتصادي تحفز فرص نمو قطاع الأدوية المحلي.
سلاسل التوريد
- هل أثرت جائحة كورونا على سلاسل التوريد والشحن؟
- بطبيعة الحال أثرت الجائحة على جميع خطوط الشحن البحري وسلاسل التوريد، في بداية جائحة كورونا، ولكن مع مرور الوقت انحسرت حدة التأثير وعادت خطوط الشحن إلى طبيعتها، ولعب ميناء حمد دورا هاما وكبيرا في رفد السوق المحلي بكافة أنواع المنتجات الطبية وتسهيل الإجراءات مع المراقبة والتدقيق بشكل مرن وسريع، بالإضافة إلى مطار حمد والخطوط الجوية القطرية، وفي حال حدوث أي نقص من نوع محدد من الأدوية نقوم باستيراده وشحنه عبر الطيران مع تحمل هذه التكلفة على عاتقنا دون حدوث أي تغيير في أسعار هذه المنتجات.
الحصة السوقية
- كم تبلغ حصة الشركة في السوق المحلي؟
- تصل حصتنا السوقية في المستلزمات الطبية التجميلية إلى نحو 30 % محليا، ولذلك ليس تجاوزا التأكيد على أن شركة كوزمو تريد هي صانع السوق في هذه الفئة من الأدوية، وأما باقي الفئات فحصصنا بها متفاوتة ونستهدف زيادتها خلال السنوات المقبلة لنصبح ضمن قائمة أفضل 3 شركات عاملة في قطاع الأدوية المحلي.
- هل هناك اتفاقية لتوريد أدوية ومستلزمات طبية بين الشركة ومؤسسة حمد الطبية ؟
بالفعل لدينا اتفاقية لتوريد الأدوية والمستلزمات الطبية المختلفة مع مؤسسة حمد الطبية وذلك عبر الشركة الزميلة «سو فاليو».
خطة اندماج
- هل تفكر الشركة بعقد أي شراكة استراتيجية أو تحالفات مع شركات أخرى؟
- نباشر بالفعل تطبيق خطة للاندماج مع شركة أخرى كبيرة في السوق وتتمتع بمميزات رائعة تجعل من عملية الاندماج مفيدة للطرفين، حيث يعد الاندماج فرصة لزيادة الحصة السوقية مع تخفيف تكاليف الإنتاج والخدمات، بالإضافة إلى ارتفاع القدرات المالية والكفاءة، وزيادة القدرات التنافسية للشركة، مع تحسين نوعية الإنتاج والخدمات المقدمة، وخلق قيمة مضافة، وبالتالي توسيع نطاق العمليات لتجارية وارتفاع نسبة الحصة السوقية للشركة أو الكيان الجديد.
نمو المبيعات
- استضافة قطر لكأس العالم في قطر 2022 ستعمل على استقطاب حشد هائل.. ما هو انعكاس ذلك عليكم؟
نقوم بالعمل على توفير مخزون جيد من العديد من المستلزمات الطبية لتلبية الطلب المتزايد خلال استضافة قطر لنهائيات كأس العالم خلال العام، حيث نقوم بالتعاقد مع شركة الخليج للمخازن GWC من أجل توفير الدعم اللوجيستي خلال هذا الحدث التاريخي، والذي من المتوقع أن يستقطب نحو مليوني زائر، مما سينعش جميع القطاعات الاقتصادية ومن ضمنها القطاع الدوائي المحلي، والذي من المتوقع أن يحقق ارتفاعا في المبيعات تصل إلى أكثر من 40 % خلال هذه الفترة.