"القطرية"..هزمتهم! ..كيف نجح الطيران الوطني في هزيمة "الإماراتية" و"الاتحاد"؟
إعداد- أمنية الصناديلي:
في الوقت الذي تتكبد فيه كلا من طيران الامارات والاتحاد للطيران الخسائر تتألق الخطوط الجوية القطرية مواصلة انجازاتها وتوسعاتها ونموها المتواصل وهو ما أكده وقع «فير أوبزرفر» الأميركي الذى قال إن دول الحصار أرادت أن تقضي على الخطوط الجوية القطرية التي حققت نجاحا مذهلا في سوق الطيران العالمي، لكن السحر انقلب على الساحر مع صعود مستمر لأسهم الشركة القطرية وهبوط متواصل للشركتين الإماراتيتين المتنافستين، حيث فازت القطرية على الإمارات والاتحاد في ماراثون الطيران الخليجي بكل ثقة.
وقال التقرير، إن احد أهم أسباب فرض الحصار على قطر في الساعات الأولى من يوم الخامس من يونيو 2017، هو محاولة تقويض النمو المتسارع للخطوط الجوية القطرية.
وأشار التقرير، إلى أنه لسنوات عديدة قبل فرض الحصار، حققت شركة الخطوط الجوية القطرية معدل نمو سنوي قدره 20%، كما توسعت الشركة بشكل متسارع وطلبت زيادة أسطولها الجوي بنحو 100 طائرة في صفقة مع شركة بوينج قدرت قيمتها بحوالي 18 مليار دولار في العام 2016.
وبهذه الصفقة، تحدت الخطوط الجوية القطرية هيمنة الإمارات على سوق الطيران في المنطقة، من خلال شركتي طيران الإمارات والاتحاد للطيران.
ولفت التقرير، إلى أن الحصار فرض بهذا الشكل بحيث يلحق أقصى ضرر بشركة الطيران القطرية، بعدما استشعرت شركتا طيران الإمارات والاتحاد للطيران اشتعال المنافسة بينهما وبين منافسهما القطري، ولهذا كان الهجوم الشرس الذي شنته دول الحصار، والذي لم يسبق له مثيل في سجلات الطيران كله في زمن السلم.
وأضاف التقرير، أن الهجوم على الخطوط الجوية القطرية أجري بدون سابق إنذار، ودون تفكير في سلامة الركاب الموجودين بالفعل في الجو، مع تجاهل تام للالتزامات التعاقدية.
وأشار التقرير إلى أنه في اليوم الذي أعلنت فيه دول الحصار عن فرض الحصار، كان الشاغل الأكبر للشركة هو هؤلاء الركاب الموجودين بالفعل في الجو، فضلاً عن التعامل مع أكثر من 100 رحلة في هذا اليوم إلى 18 مدينة مختلفة في الدول الأربع.
ومرت الثمانية عشر شهراً الأولى سريعا، والخطوط الجوية القطرية تحافظ على مستواها العالمي وتواصل نموها المستمر وتوسعاتها وحصدها للألقاب والجوائز العالمية في حين تعاني شركة الاتحاد للطيران بشكل واضح، فقد أعلنت الشركة الإماراتية مؤخرا أنها ستحيل 50 طيارا للتقاعد، كما ألغت صفقة لشراء 10 طائرات إيرباص وقلصت وجهاتها، في الوقت الذي تكافح فيه لخفض التكاليف واحتواء خسائر مذهلة وصلت إلى 2 مليار دولار في عام 2016، و1.9 مليار دولار في عام 2017 . وفي اعتراف مهين بخسائرها الرهيبة، أغلقت شركة الاتحاد صالة الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال في مطار هيثرو بلندن في أكتوبر الماضي.
وأوضح التقرير أن جزءا كبيرا من مشكلات الاتحاد للطيران يعود للصفقات الخاسرة التي أبرمتها الشركة مع عدد من شركات الطيران الأوروبية الفاشلة. ففي يونيو 2014، استحوذت الشركة على 49% من أسهم شركة أليطاليا، بالإضافة إلى الاستحواذ على أسهم شركات تابعة بما في ذلك شراء خمس نقاط هبوط في هيثرو، في صفقة باهظة بلغت 640 مليون دولار، وبينما كانت أليطاليا تحت تصرفها، واستمرت «الاتحاد للطيران» في ضخ الأموال في الفراغ، إذ أعلنت شركة أليطاليا إفلاسها في مايو 2017.
كذلك استثمرت الشركة بشكل كبير في شركة إير برلين، التي أعلنت إفلاسها في أغسطس 2017، بعد أن ألحقت خسائر بشركة الاتحاد للطيران تقدر بحوالي 800 مليون دولار. وتشير تقارير إلى أن الشركة تواجه دعوى بقيمة 2.3 مليار دولار، بسبب الطريقة التي انسحبت بها من تمويل الناقل الألماني.
ومن جانبها أعلنت شركة طيران الإمارات إنها ستخفض عدد الرحلات الجوية التي تسيّرها إلى نحو الثلث لمدة 45 يومًا في 2019 حين يُغلق أحد المدرجين في مطار دبي الدولي لإجراء أعمال تجديد.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وانما امتد ليشمل اعلان المدير التنفيذي للشؤون التجارية لشركة طيران الامارات تييري أنتينوري خلال مؤتمر لقطاع الطيران في دبي أن أرباح الشركة تتعرض لضغوط من ارتفاع أسعار النفط ودولار قوي وعدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي متابعا " إن "الأرباح ستتضرر بشدة من الوقود".وأشار إلى أن تكاليف الوقود زادت 40% على شركة الطيران، وأضاف "من الصعب التعامل مع الوضع".
و في الوقت الذي تتراجع فيه شركات الطيران الإماراتية، تمكنت الخطوط الجوية القطرية من شراء حصة 49% من شركة ميريديانا، وهي شركة إيطالية وغيرت اسمها إلى طيران ايطاليا كما أعلنت عن خطط توسيع أسطولها من 11 طائرة إلى 50 طائرة بحلول عام 2022، وهو ما سيملأ الفجوة السوقية التي خلفها إفلاس شركة أليطاليا.
ويؤكد التقرير أن المديرين التنفيذيين لشركة الخطوط الجوية القطرية، لديهم من المهنية والذكاء الذي يجعلهم يقومون باتخاذ القرارات السليمة، دون محاولة استغلال تعثر شركة الطيران المنافسة المنهمكة في إنكار الشائعات، بأنها ستندمج مع طيران الإمارات، وبالطبع سيكون آخر شيء تريده شركة طيران الإمارات هو أن تثقل عاتقها بمشكلات شركة الاتحاد.
وأخيراً، يرى التقرير أن شركة الخطوط الجوية القطرية استطاعت أن تقلب الطاولة على منافسيها، من خلال الحس السليم والمهنية والصفقات المحسوبة والممارسات التجارية الذكية، التي أكسبتها مكانة عالية في سوق الطيران العالمي، ففي معركة شركات الطيران الخليجي، خرجت الخطوط الجوية القطرية فائزة.