قصص مدهشة عن الربح والخسارة في البورصة القطرية
- الهاجري: خسرت "ملايين" بسبب الأزمة المالية
- السيد: يخطئ من يعتقد أن البورصة "مغارة علي بابا"
- مستثمر: أحلام الثراء السريع بددتها البورصة
- بوحليقة : بدأت بـ200 ألف ومحفظتي حاليا تفوق الـ10 ملايين ريال!
- التميمي : حققت مكاسب لكن ..لا يمدح السوق إلا من ربح فيه
- الدرويش: أنا مضارب..اقوم بعمليات دخول وخروج سريع على الأسهم
- المضاربة ملح السوق ..اذا زادت أو نقصت وقعت الخسائر
- البورصة تتميز بسهولة التخارج بخلاف القنوات الاستثمارية الأخرى
- الاقتراض لشراء الأسهم أكبر خطأ يرتكبه المستثمرون
- من يتداول في البورصة مرة ..من الصعب عليه أن يتوقف
- بورصة قطر بين الأفضل عالميا في 2018 بمكاسب 161.7 مليار ريال
كتب- محمد حمدان
يتفق الجميع على أن القنوات الاستثمارية في قطر محدودة للغاية وتتمثل في العقارات والأسهم والعوائد المصرفية ومؤخراً ظهرت قناتا الصناعة والزراعة مستفيدة من جهود الدولة ودعمها لمشاريع الاكتفاء الذاتي في أعقاب الحصار المفروض على دولة قطر منذ الخامس من يونيو 2017.
وبحسب مراقبين تحدثوا لـ "أملاك" فإن العقارات تحتاج إلى رأسمال كبير وربما إلى شركاء والعوائد المصرفية على شكل ودائع تمنح فوائد محدودة لا تلبي طموحات البعض الذين تراودهم أحلام الثراء السريع تلك الأحلام التي تتجه في معظمها إلى التفكير في الأسواق المالية فالأمر بسيط ما عليك سوى ان تفتتح حساب تداول ثم تشتري أسهما وترتفع هذه الأسهم ثم تبيع وتحقق مكاسب هكذا وأنت جالس في منزلك على فراشك الوثير غير أن الواقع مختلف فهناك أرباح وهناك ايضا خسائر.
في البداية يقول المستثمر حمد صمعان الهاجري ان رحلة تداولاته في البورصة بدأت في وقت مبكر وقتئذ لم تكن الوسائط الالكترونية متاحة مثل الآن لتعلم التحليل الفني والتحليل الأساسي وقراءة البيانات المالية للشركات غير أن هيئة قطر للأسواق المالية نظمت ورش عمل لكيفية التعامل مع البورصة وقد أسهمت تلك الورش في كيفية تعليم المستثمرين مبادئ الاستثمار في البورصة وكيفية التعامل مع السوق.
وأضاف قائلاً " كنا ندرك جيدًأ ان المستثمر في البورصة قابل لتحقيق أرباح وقابل أيضا لتكبد خسائر..ليس هناك صك بالربح ..ولا صك بالخسارة..البورصة تتميز عن غيرها من القنوات الاستثمارية الأخرى بسهولة التخارج والتسييل ..اذا احتجت سيولة "كاش" فلن يتطلب الأمر مني سوى أن أبيع وستصبح السيولة في يدي بسرعة الأمر الذي يبدو مختلفا عن العقار مثلا الذي قد يأخذ اشهرا للبيع والتخارج..حسنا ..كنت مستثمراً في البورصة ..أربح احيانا وأخسر أحيانا أخرى..إلى أن نشبت الأزمة المالية العالمية في العام 2008 ولأن العالم بات قرية صغيرة ولأن العولمة باتت واقعا لا شعارا..ولأن أحجار الدومينو تؤثر بعضها في البعض الآخر ..طالت شظايا الأزمة المالية العالمية وما صاحبها من انهيار بنك ليمان براذرز الأميركي البورصة القطرية..و"كرت المسبحة" وحدث تراجع حاد أسفر عن تكبدي خسائر "مليونية" وصلت إلى ملايين من الريالات ..وكانت هذه الخسائر هي الأكبر من نوعها في حياتي.
وشدد الهاجري على أهمية الاستثمار وفقا لاستراتيجية تتحوط من المخاطر وتتبع أسلوب وقف الخسائر مع الاهتمام بالأساسيات الفنية والمالية قبل الاستثمار وتحديد آلية الاستثمار المستهدفة هل هو استثمار طويل الأجل أم استثمار قصير الأجل.
وأوضح انه يفضل تنويع المحافظ الاستثمارية داخل البورصة كقناة استثمارية، فعلى سبيل المثال يمكن التركيز على الأسهم الجيدة في قطاعات البنوك والعقار والنقل والاتصالات وغيرها عبر تطوير أساليب فعالة للاختيار في عمليات الشراء والبيع
ولفت إلى أنه في الغالب يعمل على اقتناص الفرص الاستثمارية التى تتاح، وذلك عبر اتخاذ بعض القرارات الاستراتيجية المهمة مثل التوجهات الاستثمارية قصيرة الأجل التي يمكن استخدامها من أجل زيادة الارباح، وتحد من مخاطر تكبد الخسائر، لافتاً إلى أهمية التنوع في الاستثمار بالبورصة من حيث نوعية الاسهم وقيمتها .
مغارة علي بابا
وبدوره يقول عبد الله السيد ان طموحه كان غير محدود ..كان يفكر في سيارة أحدث من سيارته التي تحولت لكومة خردة صدئة وكان يسعى إلى تحسين وضعه المالي وهو حق يعتبره مشروعاً ..كان هذا إبان فورة البورصة ليستثمر بالفعل ويحقق مكاسب قياسية غير أنه ارتكب خطأ كبيراً تمثل في الاقتراض لأجل شراء الأسهم..ثم تكبد خسائر وغرق في الديون .
واضاف قائلا " يخطئ من يعتقد أن البورصة "مغارة علي بابا" أو أنك اذا اشتريت سهماً دون دراسة فإنه سيستمر في الصعود إلى الأبد ..البورصة مثلها مثل أي علم تحتاج إلى الدراسة وتحتاج إلى قراءة البيانات المالية للشركات ومعرفة التحليل الفني والتحليل الأساسي ..حتى أثناء فترة رواج السوق ..لكن ثمة ملاحظة مهمة وهي أن من يتداول في البورصة مرة من الصعب عليه أن يتوقف وقد حاولت التوقف أكثر من مرة غير أنني أعود مجددا..وكأنها دائرة مفرغة".
الثراء السريع
ومن جانبه يقول أحد المستثمرين - امتنع عن ذكر اسمه- ان أحلام الثراء السريع تبددت في البورصة غير أنها لم تتبدد وحدها وانما زادت ديوني بشكل كبير فقد كنت استدين للاستثمار في البورصة مضيفا "مشكلتي أننى ارتبطت سيكولوجيا وعاطفيا بسهم كان يحقق لي الأرباح فكنت أفضله دائما في الاستثمار واتفائل به وعندما حصلت على قرض كبير من احد البنوك المحلية قمت بضخ كل السيولة التي اقترضتها في هذا السهم ..وعندما تراجع هذا السهم لم اتخلص منه وانما قلت لنفسي : سرعان ما سيرتد صعوداً غير أنه لم يرتد وانما استمر في التراجع بصورة تشبه تساقط أحجار الدومينو حتى وصل إلى القاع وعندما حلت آجال استحقاق القرض الذي حصلت عليه من البنك لم استطع السداد وكدت أصل إلى السجن بسبب التخلف عن السداد لولا تدخل ابناء عمومتي لانقاذي من السجن ومنذ ذاك وقد قطعت عهداً على نفسي الا استثمر في البورصة القطرية الا بعد الدراسة المستفيضة والاستعانة بأدوات التحليل الفني والأساسي".
وأضاف أن أحلام المتداولين كثير منها يتحطم تحت صخرة الواقع وللأسف يستغل كبار المضاربين و"الهوامير" الطمع وهو صفة بشرية أصيلة لدى الانسان في توريط صغار المستثمرين في أسهم عن طريق تصعيد هذه الأسهم بطرق ملتوية لاغراء المتداولين بالاستثمار والشراء وبعد الشراء تستمر الأسهم في الصعود ويزيد الطمع وفجأة تنهار الأسهم بصورة دراماتيكية ويخسر المتداولون مدخراتهم.
وتابع قائلا "هل ما اقولة يعني انى خبير ..لا ..لكننى جربت كل هذا ..التجربة هي التي علمتني الا اندفع وراء الربح السريع وألا اترك الكبار من المضاربين والفاعلين في السوق يتلاعبون بي كأحجار الشطرنج ..فصغار المستثمرين هم من يدفعون الثمن في النهاية بعد توريطهم في أسهم خصوصا اننيلاحظت ان صغار المستثمرين عندما يتورطون في أسهم ما فإنهم لا يسارعون بالتخلص منها وانما يمنون أنفسهم بأنها سرعان ما ستعاود الارتفاع لكن هذه الأسهم لا ترتفع وبالتالي يجد المستثمر الصغير نفسه مضطراً لأن يبيع أسهمه بعد وصولها لمستويات سعرية متدنية للغاية وتصبح الخسائر فادحة للغاية".
واضاف "أعرف متداولين في السوق خسروا بعد اندلاع الأزمة المالية في 2008 مبالغ بين مئات الآلآف والملايين ..أنا شخصيا خسائر محفظتي تتجاوز 240 ألف ريال ..لكن هكذا تسير الأمور في البورصة دائما يجب ان يكون هناك استراتيجية للتعامل مع الخسائر واستراتيجية واضحة لدرء المخاطر ولتقليل درجة الانكشاف عليها".
مكاسب وخسائر
وبدوره يقول المستثمر يوسف ابوحليقة، انه باشر الاستثمار في البورصة منذ ما يربو على 15 عاما..وتراوحت محفظته الاستثمارية بين أسهم خاسرة وأخرى رابحة ..وأصبح اكثر مرونة في تقبل الخسائر..وأقل فرحا عند تحقيق الأرباح ..غير أن أهم ما يميز استراتيجيته الاستثمارية هي التحوط من المخاطر واقتناص الفرص عند اوقات الأزمات متابعا "بعد كل هذا الوقت الطويل من الاستثمار والتداول في البورصة ..بدأت بمحفظة تبلغ قيمتها 200 ألف ريال..وحاليا تبلغ قيمة محفظتي أكثر من 10 ملايين ريال..عملت في المضاربة وفي الاستثمار طويل الأجل ..ومررت بفترات ربح وأخرى خسائرة..لكن المؤكد أن الاستثمار في البورصة بالنسبة لي ممتع".
وأضاف قائلاً "حققت مكاسب وكذلك تعرضت للخسائر وليس هناك خسائر دائمة أو مكاسب دائمة، ولكن المفيد في البورصة هو تعلم كل يوم درس جديد عن الاستثمار والفرص والتحديات؛ إضافة إلى معرفة كيفية التعامل مع المستجدات في البورصة ومحاولة السيطرة على الاعصاب وتقبل الخسائر عند حدوثها عن طريق وضع نقاط لوقف الخسائر" .
واشار إلى أن الاستثمار في الأسهم تحدث فيه عمليات صعود وهبوط، ففي أوقات ارتفاع الطلب ترتفع الاسعار والعكس، والحالة النفسية مهمة للتعامل مع الظروف والمتغيرات، لافتاً إلى أنه تعامل مع كل مراحل التداول في السوق .. فالاستثمار في البورصة يتطلب ذهنا صافيا واستراتيجية واضحة وأفضل نصيحة للاستثمار في الأسهم هي : اقتناص الفرص ودرء المخاطر وتنويع المحافظ الاستثمارية ..ففي حال حدثت خسارة لبعض الأسهم التي تشكل وزنا نسبيا للمحفظة فإن هناك أسهما أخرى يمكنها تعويض الخسائر.
وفيما يتعلق برحلة الارباح والخسائر في البورصة، اشار إلى أنه حقق أرباحا في بعض الاحيان وصلت إلى 100 ألف ريال يومياً، كما تعرض لخسائر في احيان آخر وصلت إلى 50 ألف ريال يومياً، لكن كل هذه المحطات مجرد أرقام وتبقى عملية المحافظة على رأس المال الهدف الأهم، مشددا على أهمية مرونة المستثمر أمام احتمالات الربح والخسارة..فكل الاحتمالات مفتوحة.
وبين أنه يتعامل مع أيه خسائر في محفظته الاستثمارية في حال انخفاض البورصة بهدوء لاتخاذ القرار السليم ..وفي الوقت نفسه فإنه لا يتردد في اقتناص الفرص الاستثمارية المتاحة فور ظهورها مستندا إلى التحليل المالي للشركات المدرجة عبر دراسة بيانات الشركات المدرجة وأرباحها التاريخية التى حققتها خلال الاعوام الماضية ومعرفة المشاريع الجارية والأخرى المخطط لها والأخذ في الاعتبار بيانات الدخل ومعدلات النمو والمخاطر ومكرر الربحية ومعدل التوزيعات التاريخية والأخرى المحتملة.
وشدد بو حليقة على أهمية احتفاظ المستثمر في البورصة بالـ"الكاش" لاقتناص الفرص عندما تكون مواتية والاسعار مغرية بالشراء حيث ان الحفاظ على الكاش مهم للمضارب والمستثمر حتى يتمكن من اقتناص الفرص غير أنه لفت إلى أهمية يقظة المستثمر ومتابعته الحثيثة للسوق.
جاذبية استثمارية
بدورة قال المحلل المالي لدى الأكاديمية الدولية مبارك التميمي، ان سوق الأسهم من خلال التجربة مغر وجاذب للاستثمار نتيجة أنه لا يتطلب مبالغ كبرى مثل العقار مثلا أو المشاريع التي تحتاج إلى راسمال كبير وبالاضافة إلى ذلك فهو يتميز بسهولة الدخول والخروج في الاستثمار فضلاً عن سهولة التسييل والتكييش والتخارج من الاستثمار كما يمكن للمتعامل فيه أن يبرم أي صفقة في أي وقت، إضافة إلى انه نشاط يمكن أن يتوقف المستثمر فيه عن التعامل لمدة يوم أو شهر على أن يحدد موعد عودته متى ما شاء لافتاً إلى أن بعض المتداولين يستثمرون لأشهر أو لسنوات وفقاً لأستراتيجية معنية، من خلال خطط شهرية، سنوية، وهناك أيضا مستثمرون آخرون يقتنصون الفرص في الربع الاخير للاستفادة من موسم التوزيعات.
وأضاف انه لكل مستثمر استراتيجية فالبعض يركز على أسهم الشركات الثقيلة والقيادية مثل البنوك كما يمكن للمستثمر أن يكسب الارباح في أوقات محددة عند صعود السوق، ويدخل مجدداً عند انخفاض الاسعار في أوقات اخرى، لان حالة الأسهم فيها صعود وايضا هبوط فمن يتعامل مع هذا الواقع يستطيع تنمية وتعزيز محفظته الاستثمارية بل ويحقق ارباحا مشيراً إلى أن بعض المستثمرين يقومون بمضاربات يومية و أسبوعية.
وأكد أن التعامل مع الارباح المحققة يختلف من خطة مستثمر لآخر، منوهاً إلى أن تجربته الشخصية تقوم على استثمار الارباح المحققة وإعادة تدويرها في الأسهم مجددا غير أن هناك آخرين يستخدمون سيولة الأرباح المتحققة في أغراض أخرى
ولفت إلى أنه وبناءً على تجربته يفضل البورصة كأفضل قناة استثمارية لعوامل كثيرة أبرزها: تنوع الشركات المدرجة والفرص الاستثمارية المتاحة إضافة إلى مرونة التعامل وسهولة الدخول والخروج، هذا فضلاً عن إمكانية المضاربة بشكل يومي وكذلك فرص اخري للاستثمار طويل الاجل في البورصة، لافتاً إلى ان القنوات الاستثمارية الاخرى ليست مرنة كالبورصة، فالعقار على سبيل المثال الاستثمار فيه غير مرن وعملية الاجراءات في البيع والشراء تأخذ بعض الوقت، خاصة حال مرض العقار وانخفضت أسعاره فإن بيعه بالاسعار المنخفضة يعتبر خسائر كما أن الانتظار لحين ارتفاع الاسعار يعتبر مكلفا، وكذلك الأمر بالنسبة للودائع المصرفية فإن عوائدها محدودة رغم أن مخاطرها صفرية .
واشار إلى أن تجربته مع البورصة منذ العام 2001 وحتى الآن مستمرة وحقق فيها مكاسب قوية وكذلك تكبد خسائر ايضا يتطلب خطة واستراتيجية واضحة مشددا على أن تجربته كانت جيدة وحقق فيها مكاسب ممتازة منوهاً إلى أن البورصة خلال العام الماضي حققت أداء قياسيا بل وانضمت لقائمة أفضل الأسواق العالمية اداء في 2018 الأمر الذي وفر فرص مجزية للمستثمرين في 2018
وقال انه تعرض للخسائر دون ان يذكر أرقام .. لكنه مضي قائلاً "الأهم ليست الخسائر التى تحل بالمستثمر وإنما كيفية المحافظة على رأس المال وهو أكثر مكسب للمستثمر، مشيراً إلى أنه دائماً يحاول الاستفادة من الفرص ويقتنصها متى ما جاءت الفرصة مختتما حديثة قائلا " لا يمدح السوق الا من ربح فيه ".
نشاط مضاربي
وبدوره أقر المستثمر محمد سالم الدرويش بأنه يفضل القيام بعمليات مضاربة ودخول وخروج سريع على الأسهم في البورصة مشيرا إلى أن المضاربة ملح السوق وبالتالي ينبغي ضبطها بإحكام فإذا زادت أو نقصت وقعت الخسائر.
واشار إلى أن نشاط المضاربة بالبورصة مغرٍ كما أن وجود المضاربين مهم لحركة السوق وعمليات الشراء والبيع بشكل يومي، لافتاً إلى انه من المداومين على الحضور إلى البورصة ومن متابعيها على مدار الساعة ويقوم باالشراء متى ما كانت الاسعار مواتيه كما أنه يقوم بالبيع متى ما أرتفعت اسعار أسهم محفظته لأنه يتبني استراتيجية استثمارية قصيرة الأجل تعتمد على المضاربات اليومية والأسبوعية.
واشار إلى إنه يركز على الأسهم التى تحقق عوائد جيدة كما أنه يعطي أولوية خاصة للشركات التى تساهم فيه الحكومة بحصة لافتا إلى أن الاستثمار بالبورصة كغيرة من القنوات الاستثمارية يتطلب خبرة ودراية ومتابعة دقيقة ومعرفة بمجريات السوق، لافتاً إلى انه استطاع تعويض الخسارة التي تعرض لها في السابق بعد تحسن أداء السوق وتحرك أسعار الأسهم للأعلى وصعود المؤشر العام وتحسن البيئة الاستثمارية بوجه عام بالاضافة إلى الاوضاع الاستثمارية الجيدة بالسوق القطري.
اداء قياسي
وحققت بورصة قطر أداء قياسياً ضمن الأفضل عالميا بارتفاعها بواقع 20.83% وهي أكبر وتيرة نمو سنوية منذ عام 2013 وبلغت مكاسب رسملة السوق نحو 161.7 مليار ريال وارتفع مؤشر البورصة 1775.63 نقطة عن مستويات إقفاله في 2017. وبلغت قيمة تداولات البورصة القطرية خلال 2018 68.5 مليار ريال وارتفع عدد الصفقات في السوق خلال العام 2018 بنسبة 25% إلى نحو مليون و42 صفقة مقارنة بنحو 834 ألف صفقة فقط خلال عام 2017. فيما استحوذ قطاع البنوك والخدمات المالية على حصة الأغلبية من السيولة المتداولة باستحواذه على ما نسبته 45.1% من القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة، يليه قطاع الصناعة بنسبة 20.65% ثم قطاع العقارات بنسبة 9.5%، ثم قطاع الخدمات والسلع الاستهلاكية بنسبة 8.5%.
واستفادت البورصة من رفع سقف ملكية الأجانب لدى قطاع واسع من الشركات المدرجة في البورصة القطرية لمستوى 49 % الأمر الذي زاد الوزن النسبي لهذه الشركات بمؤشري مورغان ستانلي كابيتال للأسواق الناشئة MSCI ومؤشر فوتسي وقد أدت هذه الإجراءات المحفزة للاقتصاد الوطني إلى تفوق البورصة القطرية على أسواق دول الحصار وحلت بالمرتبة الأولى خليجيا من حيث استقطاب الاستثمارات الأجنبية ببلوغ التدفقات الأجنبية الواردة إلى بورصة قطر مستوى 2.46 مليار دولار فيما جاء السوق السعودي في المرتبة الثانية بتدفقات أجنبية واردة بلغت 794 مليون دولار فقط وجاء سوق ابوظبي المالي في المرتبة الثالثة مستقطبا 506 مليون دولار بينما جاء سوق مسقط في المرتبة الرابعة بتدفقات سلبية أدت لخروج استثمارات أجنبية بقيمة 309 آلاف دولار ثم جاء سوق دبي بالمرتبة الخامسة بخروج استثمارات أجنبية بلغت قيمتها 245 مليون دولار مما يعني أنه الأسوأ أداء خليجيا علما بأن البيانات لم تتضمن معلومات بشأن أداء كل من بورصتي الكويت والبحرين.
وقامت شركة قطر للبترول في شهر مايو الماضي بطرح 49 % من أسهمها في شركة ألومنيوم قطر للاكتتاب العام، وفي يوم 16 ديسمبر تم إدراج الشركة والبدء بتداول أسهمها في بورصة قطر ليرتفع عدد شركات المساهمة المدرجة فيها إلى 46 شركة قطرية.